XIII

29.3K 2.2K 760
                                    

كم مرة سمعت أنك صديق عظيم، بينما تعيش أسوأ لحظاتك وحيداً؟!

🌟 🌟 🌟

تبعتُ ويليام حتى خرجنا من المكتبة ثم خارج المنزل، كان المكان رائعًا، يحيط المنزل الخشبي غابة من ثلاثةِ جوانب، يتخلل صف الأشجار من الجانب الأيسر نهر صغير يصُب في بُحيرة تطفو على سطحها نباتات الزنبق الجميلة، الأزهار منتشرة هنا وهناك حول البُحيرة بعطورها الفوّاحة.

خاطبني ويليام بهدوء عند وصولنا إلى ضفة النهر: إذا قمت بحملك سنصل في وقتٍ أسرع، هل تسمحين لي؟

أومأت بالموافقة، لا يمكنني الرفض حتى وإن لم نكن مستعجلين.

انحنى ووضع ذراعه اليمنى أسفل ركبتيّ والأخرى تحيط بظهري، وفي ثانية واحدة أصبحتُ بين يديه، بينما ذراعاي حول عنقه...أتمنى أن يكون الطريق طويلًا، طويلًا جدًا جدًا.

نبضات قلبي مسموعة بوضوح، أشعر وكأنه سيخرج من مكانه.

تحدث ويليام بلطف محاولًا طمأنتي: لا تقلقي، لن يتأذى أحد، عندما يعلمون أنكِ لستِ في منزلنا سيرحلون.

يظن أنني خائفة، ولكن قلبي ينبض هكذا بسببه هو، ولا أعرف حتى كيف أتحكم به؟ أو لماذا ينبض هكذا أصلًا!

أومأت ردًّا عليه ولم أقُل شيئًا، دفنت وجهي في عنقه وشعرت بالهواء يضربنا بقوة بسبب سرعته الفائقة.

تذكرت أسماء الإخوة الأربع التي وردت في مفكرة والدتي، واسمي الملكين اللذين ذكرتهما السيدة منيرفا عند توبيخها لوكس.

همست بعد فترة من الصمت: أنت ساحر ومصاص دماء إذن!

سمعت همهمته، ثم قال: تمسكي جيدًا، سننتقل باستخدام السحر الآن.

شعرت بذراعيه تشتدان حولي، لم أعد أشعر بالهواء نتيجة توقفه عن الجري.

فجأة، ضغط شيء ناعم على جسدي، أغمضت عينيّ متمسكة بويليام أكثر، اختفى ذلك الشعور فداعبت أنفي رائحة جديدة وغريبة، علا صوت جريان المياه فوق أصوات الغابة التي تحيط بنا.

كانت ذراعاي تحيطان بعنق ويليام، داعبت أنفاسه الهادئة عنقي -بينما كنت عكسه تمامًا-، وكأن قلبي ينوي الخروج من مكانه، كأنني أنا التي كنت أركض وليس هو!

تحدث بهدوء بعد فترة من الصمت: وصلنا.

رفعت رأسي ونظرت إلى وجهه، ما زالت ذراعاي حول عنقه ممّا جعلني قريبة جدًا منه، سأفقد الوعي إثر هذا الوضع المُربك.

الإفاسيسا: فجر دياناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن