تلألأت مقلتاها بعبراتِ الخوف ، و هـﻲ على شفير الانهيار ، فـخذينة البارود المتاحة لها قد نفدت و بات القاتلان على بعد الخطى الصغرى منها ، و امساكهما لها بات وشيكًا للغاية !
شعورٌ الإكتئاب زاد من ضعفِها ، و كل ذراتها خامدة خاملة ، ألقت بالسلاح إلى أقصى مسافة أمكنها أن ترميه لها، و قبل أن تساورها الأفكار للاستسلام لهم و تسليم نفسها صاغرة، فهي لم يعد بمقدورها الصمود أكثر ، استندت بكلا ساعديها على فلاذ السيارة واقفة بغير اعتدالٍ فهامتها محنية في خِشية من طلقاتهما المتطايرة و العامدة لإصابتها !
و بحركةٍ توصف بكل معاني الخطل و الحمق ، قررت أن تركض أمامهما، مع علمها أنها في إطار المتاح لإختراق الأعيرة النارية لجسدها، و أكثر سهولة لهم للمساس بها !
و لكنها أبداً لن تستسلم دون محاولة و حتى و إن كانت الأخيرة !
ركضها غير متزن ، تترنح لمراتٍ و مرات ، و نهيجها يتعب رئتيها و يثقل تنفسها، و شمس العصر تضرب وجهها فتزيده زمهريراً !
و أحسّت بتنميلٍ متزايدٍ في وجهها، و صفيرٍ متعالٍ في أذنيها، و تشوشٍ حادٍ في بصرها .صاح بها "الرجل" المصاب فى كتفه، يحذرها من التمادي في سُخْفِ فعلها :
_ اثبتي مكانك و إلا هضرب عليكي نار ، بقولك وقفي!! انتى إللي جنيتي على نفسك !خرت راكعة على ركبتيها ، شاهقة بأعمق ما لديها ، و زاغت في الفضاء عينيها ، فقد نفذ تهديده و أوفى بوعيده ، مُصيبًا إياها في ظهرها بطلقةٍ مخترقة لملابسها و جلدها و لحمها لتجد مستقرها بين فقرتين ظهريتين .
و ما أيسر منالهم لها !
أنت تقرأ
رغم قسوة الحياة سأحيا
Mystery / Thrillerمزَّقته وحوش الحياةٍ بين أنيابها، وطوَّحته رياحها العاتية بين دروبها مُنهكًا مكسورَ القلب كعصفورٍ كُسِرَ جناحاه. تعوَّد طعم الألم والمرارةٍ حتَّى التقاها فخففت عنه وطأة آلامه، وكأنما في ظهورها شفاءٌ لجروح روحه الغائرة. أذابت الجليد المتراكم على قلب...