الفصل العشرون. "الجزء الأول"

148 4 4
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ده الجزء الأول من الفصل، مش راضية عنه بالرغم من إنه دسم، حاسة إني ممكن أقدم أفضل من كده، على العموم الجزء التاني هينزل بعد الامتحانات إللي خلاص على الأبواب، عارفة إني مقصرة معاكم، بس أختكم في الله مضغوطة ومزنوقة فادعولي واستمتعوا بالفصل.

                                      ♡.......................♡

بعضُ الآثام يصعب التكفير عنها!
يصعبُ تدارك خسائرها الفادحة!
ويستحيل مداواة الجراح المتسببة فيها!
فيعالجها الإنسانُ بآثامٍ أخرى، تخلِّفُ جراحًا أكثر عُمقًا، وتسبب كوارث أكبر!

في غرفةٍ معتمة بلا أضواء، جدرانُها وأرضيتها يكسوها رمادٌ أسود إثر حريقٍ التهم محتواياتها منذ سنواتٍ أربع.

مُقيدةٌ فوق مقعدٍ خشبيٍّ، رأسها مائلةٌ للأمام بحيث ذقنها يلامس مقدمة صدرها، حجابها شبه مفكوكٍ يُظهر مقدمة شعرها المُبتل عرقًا ودمًا، جفنيها منطبقين جفَّت عليهما الدماءُ المتخذة مسارًا من قمة رأسها حتى شفتيها المتشققتين، وعقلها يغوص في إغماءٍ لا إرادي.

انتفض جسدها مع تعالي شهقاتها بفعل إنسكاب سائلٍ فوق رأسها يتدفق إلى باقي جسدها، آلمتها جروحها فتفلتت تأوهاتٌ موجوعةٌ من شفتيها.

أُرغِمَت للإفاقة بالطريقة الأقسى على الإطلاق، سعلت بقوةٍ ورفرفت رموشها ببُطْءٍ وراحت تُجاهد لفتح جفنيها، في النهاية فتحتهما بعسرٍ، فما قابلها سوى وجه "لمياء" المقيت المبتسم بشرٍ يسيل من نظراتها.

حامت حولها تسكب وعاء البنزين _البلاستيكي_ في شكلٍ دائريٍ حتى توقفت أمامها وألقت الوعاء جانبًا، تنفض عن يديها بقايا غبارٍ وهمي، ثم وبصوتٍ يُقطِّر شرًا وببسمةٍ ثعبانية حدَّثتها:

_الصراحة كنت هسيبك تفوقي على مهلك، بس كده هتموتي لوحدك من غير ما آخد روحك بإيدي.

التقطت "إيناس" أنفاسها المُتباطئة المُتْعَبة، وتساءلت بنبرةٍ متحشرجة _إثر الألم الحالي والإغماء السابق_ تجوب بعينيها الخضراوين رُحب الغرفة:
_أنا فين؟!

انكمشت تعبيرات "لمياء" في ضيقٍ زائفٍ، وأردفت قائلة بتهكم بما يشبه العتاب:
_ لا لا لا، متقوليليش إنك ماتعرفتيش على المكان، ده حتى تبقى عيبة في حقك.

جابت "إيناس" ما حولها بعينين متعبتين، وجسدٍ منهكٍ يإن من الألم، فما قابلها إلا السواد يعمُ أرجاء الغرفة، دققت في إطارٍ معدنيٍ لصورةٍ أكلتها النيران، إطار تألفُه هي وتحبه؛ لأنها من اختاره ليحتضن صورتها بخالتها وابنها العزيزين، لمعت دموعُ الحنين المُتْبع بحسرةٍ في خضراويها، افترقت شفتيها عن كلمتين هامستين تتماوجان ما بين حبٍ وحزن:
_بيت خالتو!

ارتفعت زاوية فم "لمياء" بنصف ابتسامةٍ سامة، واثنت عليها بقولها المتهكم:
_اسم الله عليكي!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رغم قسوة الحياة سأحيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن