نجاة

1.3K 44 9
                                    

اتظن حقا انها بخير
نظر اليه عمر بثوان قبل ان يردف باستغراب : أحقا تسألني؟؟ الا يفترض بك ان تعلم انني لا اكترث
تنهد صديقه والذي هو رفيقه بكل المهمات كيلب قبل ان يردف : لم اكن اعني ذلك ... لكن يبدو انك فهمت ما تود فهمه
صمت عمر لثوان قبل ان يردف : ماذا تعني
كيلب: لا يهم.... ما قصدته في قولي سابقا ... هل يا تراها تكون قد نامت عنده مثلا او انها لم تفلح
مسح الاخر وجهه بكف يده قبل ان يردف : لا ادري... سننتظر حتى مساء اليوم
لا اخالها ستبقى اكثر ان كانت ماتزال حية ... عموما انا كنت قد مسحت كل السجلات المتعلقة بي لديها
كيلب: لا اخالك ستتصل صحيح؟
عمر: بتاتا... يحال علي ذلك... سأورطها و
نظر لابتسامة كيلب الساخرة: مالذي يثير هذه الابتسامة سيد كيلب
حمحم الاخر ليرذف : كلا لا شيء .... فقط المهم الا تورطها
رمقه الاخر بنظرة جحيمية بينما يحاول ان يسيطر على ضحكته
عمر : تعلم انني لم اقصد ما تفكر به
كيلب : عفوا مالذي كنت افكر به انها
تنهد عمو لبردف : اصمت كيلب تماما فقط اصمت... كنت احاول ان اقول انني لن اورطها فلربما تكون قد نجهت في مهمتها
همهم كيلب و هو يفكر بما سيجري لاحقا






استيقظت لتمر ثوان قبل ان تتدارك موقعها
نهضت سريعا و قلبها يرتجف
خرجت من الغرفة بعد ان عدلت حجابها فهي لم تخلعه حتى... بل لم تنم جبدا
هي نامت ساعتين كأقصى حد بعد ان داهمها النعاس الشديد
لكنها كانت مرعوبة من الفكرة بحد ذاتها
خرجت لتتمعن النظر لتجده مستلق على الاربكة كما تركته
تنهدت براحة لتعاود الدلوف لغرفتها ثم للحمام لتقضي حاجتها و تغسل وجهها
عاودت الخروج لتتمشى في الرواق قليلا قبل ان يستيقط و يلاحظ هو ذلك
اقتربت منه لتردف : انت بخير
اغمض عينيه لبرهة فيبدو انه نسي وجودها: متى استيقظتي؟
اردفت بتردد : منذ ساعة
نظر البها بنظرة لم ترتح لها : ماذا فعلتي ؟
اسيا : ما عساي ان افعل؟ فقط اغتسلت ... و... و اخدت امشي في الرواق
نظر لشالها : هل ستبقين به؟
اومأت : بالطبع
همهم لتردف : هل لي بفحصك!
نظر اليها لثوان كما لو انه كان يفكر قبل ان يومأ لها
تنهدت لتجثو على قدميها و تعاين قدمه و تفحصها
رأته يرتعش لتنظر اليه : انا بخير
ابتسمت بخفة لتردف : اسفة على ذلك
لم يعلق لتكمل هي عملها ثم ما لبثت ان نهضت : الوضع في تحسن
لكن مازال ليس بوسعك تحريكها
تنهد بضيق لتردف : عن اذنك علي الذهاب الان... تأخرت .. علي دروس
اردف بهدوء ارعد قلبها : ابقي هنا
ابتلعت مرارتها لتردف : عذرا سيدي لكن ليس بوسعي ذلك ... ثم انا لا اقطن هنا
عاود النطق بنفس النبرة: قلت ابقِ هنا
اومأت بخفة و هي ترتجف لتجلس بعيدة نوعا ما
اشار لها بالتقدم لكنها لم تحرك ساكنا : اقتربي
اغمضت عينيها بخوف و هي تكاد تبكي : ل... لماا
لم تسمع ردا لتنهض و تقترب منه و هي ترتجف : نن.. نعم
اشار لها ان تجلس بجاوره لتتمثل لاوامره و هي تلعن عمر و تسبه
ابتسم بخفة و هو يتطلع لملامح وجهها
منذ اللحظة الاولى علمت انه مختل... مختل كبير... يظهر نفسه طبيعيا لكنه عكس ذلك تماما
نظراته اوامره حركاته ... هدوءه كل ذلك اشار لها منذ دلفت انه مختل و يحتاج لمصحة عقلية... ابتسامته هذه الان بحد ذاتها اختلال في عقله
تعلم ان مثل هذه الحالات ليس عليها بتاتا ان تعترض او تخالف امرهم
علبها الامتثال لرغبتهم بشكل كامل حتى لا تتشوه
لانه قد يقضي عليها بثانية و لن يرف له جفن
بل سينسى ذلك ايضا
جاك : اذا لم تأكلي شيء امبارحة... الن تتناولي اليوم
اردفت بتلعثم: حسنا لا بأس بتناول الفطور... سأحضره حالا
اومأ لها لتنهض متجهة للمطلخ و هي تتنفس بصعوبة
مهما بدى طبيعيا تعلم انه مريض ... هو يعي لكل ما يفعله.. لكن سيصدر منه تصرفا مخيفا و قريبا ... هده الحالة التي درستها جيدا من قبل لذا عليها تدارك الامر قبل ان يحدث ذلك
فتحت الثلاجة لتخرج اي شيء قد تقع علبه عينها
تفاجئت من كمية الشراب التي احتوت الثلاجة لتتنهد بضجر ... ما عساها تفعل
تشعر انه قد تم رميها في الجحيم هنا
خافت من تناول اي شيء قد يحتوي على اشياء تحرم اكلها لذا فضلت شرب الماء الذي ايضا خافت من ان يحتوي على اي شيء لكنهل ستجازف
شربت الماء و امضت وقتا تفكر بما عليها فعله
الرجل مختل هل يعقل ان تقوم بسجنه؟؟ حسنا لربما اختل بعد ان قتل عائلته
تماما هذه هي المنطقية... ان احدا في مثل حالته
بديهي ان يختل ان فعل امرا كهذا
حسنا يتوجب عندئذ سجنه... و لربما قتله ايضا
حسنا شيء اخر اسيا.... الا و هو ان مثله يتم استجلابهم بالحنان.... يعني التكلم معه عم حياتك و صعابها
الايحاء له بانك واثقة به و تؤمنينه على سرك... ذلك سيجعله يبوح بكل ما لديه مبادلا اياك مشاعر الثقة
ذلك امثل حل قد تتطرق اليه
عادت لغرقة الجلوس لتجلس مقابلة له: سيد جاك علي المغادرة الان حقا...
جاك: هل تناولت طعامك؟
اومأت لتردف : شكرا لك ... تناولت بما يكفي
همهم ليردف : خذي هاتفك...
التقطته منه لتتنفس الصعداء ... حتى اردفت: هل اتي لفحصك غدا؟
نظر اليها لثوان قبل ان يردف : افعلي
ابتسمت بخفة: وداعا
قالتها وهمت بالمغادرة قبل ان بقول بشيء جعلها تتوقف لبرهة: سيف سيعقد خطبته الاسبوع المقبل
ابتلعت غصتها لتخرج سريعا من المنزل و قبل ذلك وضعت مفاتيح المنزل على المنضدة
سارعت بالركض و عينيها تهدد بالدموع ... سيخطبها حقا
سيف سيتزوج ... لم يكن يمزح .... اساسا متى كان كلامه غير ذلك
زمت شفتيها تجبر نفسها على الصمود : لا بئس اسيا... لا بئس لم يكن لك اساسا يكفي قهرا
قالتها و هي تتذكر قبلته تلك ... ملمس يديه على خصرها
اختلج جسدها باكمله لترتكز على حائط في الشارع : اللعنة عليك سيف اللعنة عليك
قالتها لتعود امركز الاستخبارات
وجدت الحارس ذاته ليسمح لها بالدلوف
دلفت لتصعد للاعلى
دلفت لغرفتها لتستعيد رباط جئشها
فتحت هاتفهها لتجد رقم سيف ورسالة محذوفة ... من الجيد انه حذف الرسالة ف ما عادت تود الرد
و لو انها رأت الرسالة سابقا منذ ارسلها لردت سريعا
فتحت صورته لتتمعن النظر اليها ... خفق قلبها لوعة عاشقة هائمة بحبه و هي تتمعن النظر لعينيه ثم شفتيه التي تذكرت للتو ملمسهم على وجنتها
اغمضت عينيها و هي تشعر بالفراشات في معدتها
خرجت بعد دقائق من هذا الشعور الذي احتلها ثم مالبثت ان نهضت مغلقة كل شيء خارجة متجهة نحو مكتب عمر
دلفت و كلها انفاس غاضبة
رفع رأسه عن الاوراق و ما ان رآها حتى ابتسم بخفة ليردف : من الجيد عودتك سالمة
اغمضت عينيها مسيطرة على غضبها لتردف : تبا لك... تبااا
لم يعلق لتقترب منه : اسمعني جيدا.... انا لن اكمل بهده السخرية التي اوقعتني بها .... تقودني الى عرينه فجأة و انا لا اعلم شيئا
جاهلة لكل شيء... تظنني احد عناصرك او حتى احدى رجالك.... احمله بين يدي هاتين و انا يحرم علي التكلم مع الرجال
تقودني نحو الجحيم السابع
تجعلني اقوم بعمل لست انا من يقوده... لست انا من يتولاه... يتضح لي انه مختل عقليا... هل اعالج قدمه التي اجهل كيف يتم علاجها او اعالج عقله و اختلاله النفسي؟؟؟
ثم يباغتني بالمطالبة بهاتفي و قلبي يخفق خوفا من ان يكتشف شيء يخصك ف اضيع في بحر ظلامه... اي لعنة فعلتها بي؟؟؟ اي لعنة اصبتني بهاا؟؟؟ ارحمني بحقك ارحمني... ما انا الا فتاة لم تتجاوز ال ١٨
بحقك ... اقسم لم انم الليل لشدة خوفي
اتعلم ما يعني ان يأمرني بالنوم عنده؟؟ اتعلم كم ان ذلك اثار زوبعة في قلبي؟؟ اتعلم كم من الافكار و المخاوف راودتني ؟؟؟ اتعلم ما شعرت به في تلك اللحطة التي اجبرني فيها على النوم في منزله؟؟
الا تعلم ما معنى نوم امرأة في منزل رجل لوحدهما؟؟ كم من المخاطر ستتعرض لها ؟؟ كم من الخوف و الرهبة ... القلق و التوتر الذي سيخالج روحها؟؟
ومع مختل عقليا؟؟ كاد ان يزيل الحجاب عن شعري؟!!
اردفت الاخيرة و انهارت على الارضية تبكي
تفرغ كل شحناتها .. شحنات الخوف القلق الرهبة
نظر اليها لثوان ثم الى كيلب الذي كان حلضرا لكل شيء لكنها لم تنتبه له
رأى تجهم ملامح كيلب و ضيقه ليشير له بالخروج
كاد يعترض لكن لا حق له بذلك... لا حق له بالاعتراض
نهض من مضجعه ليقترب منها ثم جلس القرفصاء امامها
انتبه لحجابها الملطخ بالدماء ما لبث ان امسك به : ما هدا؟!
نظرت اليه بصدمة: ماذا تقعل؟؟ ابعد يدك سريعا !
كاد يزيله لولا انها دفعته سويعا : اجننت انت؟؟ ما اللعنة التي تفعلها
صرخ بها بغضب : تبا لك... يوجد دماء على حجابك... لربما رأسك ... ازيلي هذه اللعنة
ردت بغضب مستقطب : هذه ليست دماءي.... هده دماء المختل ...
تنهد ليردف : لما لم تغيريه فحسب
اسبا : و كأن كان لدي واحد اخر بالفعل
ثم لما تكترث مثلا؟؟ اتعلم... ليتني اموت
عمر : آسيا اظن انه سبق و انتهينا من كل ذلك... يكفي الى هنا
ناقشنا الامر كثيرا
شهقت بخفوت فحسب و هي تحاول كبت دموعها ليكمل : ااسجلات التي تخصني قمت بحذفها بالفعل ام الان فبات دورك بإطلاعنا عنه
نهضت لتخرج الصابونة من بين ملابسها ثم ترميها بخفة نحوه : هذا كل ما لدي لافعله و اقوله
قالتها و خرجت لينظر هو الى الصابون و يبتسم بجانبية : علمت انها ذكية






خرجت و هي تمسح دموعها لتتوقف عندما كادت تصطدم برجل واقف امامها يقدم اليها المناديل
رفعت رأسها نحوه لتبتسم بتلبك
اردف بخفة: لا بأس يمكنك البكاء كما يحلو لك... لا تكبتي في قلبك
اومأت تود الذهاب لكنه اعترض طريقها : اسمعيني رجاء
نظرن اليه ليردف : انا قد شهدت كل ما حصل... وانا معك و واقق لصفك ... لكن اريد ان اخبرك شيئا
اسبا : ارجوك لا تفعل... لانني تعبت
كاد يمسك يديها لكنه تدارك نفسه سريعا : حسنا انظري... عمر ليس بإنسان طبيعي ... هو لن يفلتك... و لن يريحك... توسلاتك دموعك كل ذلك يوميه عرض الحائط ... لن يخلي سبيلك حتى يقبض على ال٣٠ مجرما ... ما احاول قوله لك هو ان سايرتيه و فعلتي ما يريده سريعا سيخلي سبيلك بشكل اسرع ... لما لا تنفذين المهام فحسب؟؟ انت ستفعلينه رضيتي ام ابيتي ... لما لا تنتهين منهم
نظرن اليه لثوان لتردف : لكن كيف ... انا اجهل كل شيء... احاول لكن عبثا...حاولت كثيرا ... ان اتأقلم
لكن انا لا اعلم شيء هنا فقط رماني في الجحيم
كيلب : تماما آسيا هذا ما كان يريده ... احد يجهل بكل شيء ليداري العمل ... كنت الانسب لذلك... لكن نعم،.. اعدك بشيء آسيا .... انا سأكون واقفا معك بلا شك... سأكون درعا حاميل لك.... حياتك ستكون مسؤليتي ... و سأعمل على حمايتك من كل خطر قد يمسس بك... سأعتني بك
لا تقلقي
ابتسمت هده المرة بامتنان صادق : شكرا لك... على النصيحة و على وقوفك جانبي
ابتسم ليردف : لا داعي لذلك آنستي
اسبا : اعذرني نسبت سؤالك عن اسمك
كيلب : كيلب اسمي كيلب
اومأت بابتسامة: تشرفت بك
كيلب : و انا اكثر

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن