خطبة

1.5K 45 12
                                    

كانت قد مرت ساعتين منذ دلفت و استحمت ثم خرجت
كان الجميع يحضر نفسه لزفاف سيف
اقتربت والدتها مودفة: حبيبتي مالذي سترتدينه
اسيا : اشتريت فستانا هنالك... خمري اللون
اومأت لها والدتها ثم مالبثت ان دلفت اسبا لغرفتها لترتديه
نظرت لنفسها حيث كانت تبرق من الجمال .... وضعت لمسات من مستحضرات التجميل على وجهها لتبدو في اجمل حلة و اجمل وجه
ثم مالبثت ان وضعت حجابها على شعرها لتتألق به
نزلت للاسفل عندما حضر الحمسع ليستعدوا الذهاب للصالة حيث تقام الحفلة هناك
كانت تود ان تبهره بحضورها الغير متوقع و ذلك ما كان يجول في عقلها



دلفوا للصالة و هي منبهرة بجمالها و كبر حجمها و الزينة الراقية المزينة بها
الورود الزاهية ذلت الرائحة الجميلة المنتشرة في الارجاء
الستائر المنسدلة البيضاء
ساحة الرقص المرصعة
كل شيء مبهر لدرجة لمعت عيناها
جلست على الطاولة المخصصة لها و لعائلتها و قلبها يعتصر الما
تخاف ان تراهم و تنهار بعدها
ليتها لم تأتي
ندمت للغابة... ندمت لغباءها و لشجاعتها المزيفة
لما تود ايلام نفسها؟؟ هل ظنت انها ستؤلمه
هي حمقاء... هي بذلك جعلته يشعر بالمتعة لقدومها
سيستفزها و يقهرها.... هي الخاسرة في كلا الحالتين فلما جاءت
خرجت من افكارها على صوت القبول التي تقرع عندما فتح الباب ليدلف منه الزوجين
سيف الذي طل باطلالته المهيبة الجميلة ذات الكاريزما الجاذبة
في حين ريم كانت لا تقل عنه جمالا بشعرها المنسدل على كتفيها و عينيها العسلية. و فستانها الازرق البراق لتبدو قمة في الرقي و الجمال
ادمعت عينها عندما رأتها تشابك يديها بخاصته
لطالما تمنت ان تكون محلها
تذكرت ايامها و لياليها التي كانت تنامهم خائفة من ان يقرر زواجه يوما
كانت تنام و تستيقظ بهدس .... هل سيخطب؟ هل يحب احدهم؟ هل ستتألم كثيرا؟
الان. وقد وجدت اجابتها
هي تموت الما.... تشعر بالخناجر تطعن قلبها
ابتلعت ريقها بصعوبة و ابتسمت بصعوبة اكبر و اتسعت ابتسامتها القاهرة له عندما تلاقت اعينهم ....تلاقت نعم
رأت الصدمة في عينيه .... الانبهار.... الدهشة
رأت كل دلك جيدا.... لكنه اطال اانظر نحوها ... بشكل جعلها خائفة من ان يلحظ احد ذلك
حمحمت مردفة لامها : سأعود حالا علي الذهاب للحمام
اومأت والدتها لتنهض ناظرة اليه بتوتر ثم ذهبت للحمامات
وقفت امام المرآة تأخد نفسا عميقا محاولة السيطرة على مشاعرها المتضاربة
كل شيء بدى غريبا
وجودها خطبته نظرته توترها
لم يسر الامر بشكل جيد و مازالت الحفلة في اوج بداياتها
لا تستطيع الانسحاب الان بتاتا
اخذت نفسا عميقا مجددا ثم زفرته بتريث و خرجت تعاود الجلوس حيث وجدتهم في تلك الاثناء يراقصون بعضهم البعض بسلاسة
بدت هي مشرقة مشعة رشيقة تتحرك كالريشة بين يديه
ابتلعت غصتها محاولة الابتسام غصبا عنها بصعوبة بالغة لم تعهدها من قبل
جلست تحادث سائد محاولة تناسيهم لتنجح بعض الشيء عندما عدل سائد من مزاجها و هو يروي لها قصص عن فتيات اوقع بهن و هي تضحك بشدة و لتصمت لبرهة ناكزة اياه لعدم فضح انفسهم بينما هو يعاود اضحاكها
توقفا عن الكلام عندما توقفت الموسيقى لتعود لواقعها المظلم
بللت شفتيها عندما حان وقت الطعام لينهض الجميع و يملئ اطباقه بأشهى انواع الطعام التي لم تشتهي منه شيء بل و تشعر بانقلاب مفاجئ في معدتها جعلها تود فقط ان تتقيئ
المها كثيرا جلوسهم بعيدا عن الجميع يتحاورون بينما هي تضحك رفقته
ملئت طبقها بقلة شديدة ملفتة للنظر لكنها لم تكن قادرة على تناول لقمة واحدة
عاود الجميع الجلوس لتتناول طبقها بصعوبة و بطء شديد حتى لا تثير الريب
رغم ذلك انهت طبقها بسرعة لتعاود الدلوف للحمام لتغسل غسلت يديها و همت بالخروج قبل ان تتراجع للخلف بصدمة عندما فتحت الباب و وجودته امامها هو نفسه بهيبته و طلته
هو بحد ذلته قدم الى الحمامات
لم تره بهذا القرب منذ فترة بل تتحاشى النظر اليه... اخر لقاء لهم لم يكن طبيعيا بتاتا
اتراه مازال يذكر؟ هل مازال يفكر بالامر؟ و لما قد يفعل بحق الجحيم و هو الان في خطبته.... اي افكار غبية تفكر بها
المها كثيرا انها ما زالت عالقة بينما هو لم يكترث لما حدث بتاتا بل مضي قدما بسهولة
اساسا تعلم ان لالنسبة له لم يكن هنالك شيء اساسا
اردفت بصعوية و هي تتحاشى النظر اليه : عذرا هذا حمام النساء ... حمام الرجال من...
صمتت عندما اغلق الباب و اوصده بالمفتاح بحركة اخافتها
بللتش ريقها مودفة : سأخرج
جذبها من ذراعها ليتوقف قلبها عن العمل و صدرها يعلو و يهبط و نفسها قد تسارع
يعلم مدى تحسسها و تأثرها بأي حركة و ذلك سيفيده للغاية
اردف بشكل حاد هادئ: اتيت اذا؟
اسيا : دع يدي... قلت لك انه حمام النساء دفعها برفق ضد الحائط و حاصرها لترجف شفتيها : ماذا تقعل بحق السماء .... ابتعد سريعا
ابتسم بجانبية و هو يرفع يده ليتحسس وجنتها برفق و يحرك ابهامه على وجنتها برقة
جعلت شفتيها ترتجف و هي تتلعثم: ابعد يدك.... الان
كانت تفكر فيما يفعل... ايستمتع حقا بازعاجها؟ لما يفعل كل ذلك
مالغاية او الهدف ؟ و كيف يجرأ مجددا على لمسها ؟! الا يحسب حساب اي شيء؟!
قرب جسده منها اكثر فأكثر حتى بات ملتصقا بها : لما اتيتي؟
اشاحت بنظرها عنه تماما و لم تردف لكلمة بينما هو قد تسللت يده نحو ذقنها ليرفعها ببطء جاعلا اياها تنظر اليه لكنها لم تخضع له بل اشاحت نظرها للجهة الاخرى و هي تهمس بارتجاف : ارجوك... ما تفعله خاطئ للغاية ارجوك
كلماتها كانت كالسم على قلبه.... لكنه و اللعنة لا يكترث لأي شي
ما يريده سيفعله و لو تطلب الامر عمره بأكمله
همس في اذنها بنبرة كفحيح الافعى يعلم جيدا انها تلدغ قلبها : ايعجبك الخمري على جسدك!؟
تسارع نبضها و صدرها يعلو و يهبط
لامس ذراعها ببطء لتردف بتوسل : ارجوك.... ابتعد .... يكفي الى هنا... لنت لست في رشدك
قالتها و حاولت دفعه لكن عبثا
كانت كلماته التي ينتقيها محرجة للغاية خصوصا نحوها
مثلا ان يقول جسدك ... فذلك يجعلك تحمر و بشدة.... يجعلها تشعر بعدم الراحة و ذلك يجعل من نبضها يكاد يتوقف عن العمل
نظرت لعينيه اخيرا ليبتسم بجانبية : لما لم تشيحي بنظرك بعد؟
همست بصعوبة : لنت ماذا تريد؟
اتسعت ابتسامته الجانبية و لم يرد علبها ليهتف من جديد : لم تجيبي ؟ هل يعجبك الخمري
اومأت بخفة و اشاحت بنظرها ليكمل : حقا؟
اغمضت عينيها بتعب هب صدقا لا تفهم ما يفعله. ولما بفعله
همست برجاء : ارجوك.... جذبت النظر نحونا .... ارجوك لا تختلق فضيحة هنا
اقترب اكثر حتى تلامس جسديهما
شهقت بصدمة محاولة الالتصاق بالحائط و الابتعاد عنه
حتى اردف : لما اتيت؟
اردفت بخفة : لاني وعدتك بقدومي... اولسنا قد اتفقنا على ذلك...ثم ما مشكلتك معي تماما؟؟ بحق السماء ... دعني و شائي ... قدمت ليومين و سأغادر بعدها ... انت تنزوج هنا... اخترت شريكة حياتك... و ها انت تقيم خطبتك... ماذا تريد؟ مالذي تفعله هنا
شهفت برعب عندما طرق الباب لتنظر اليه يبتسم و كأن امر لم يحصل
امسك بمقبض الباب ليفتح لتمسك بيده ناظرة له بصعقة : لنت ماذا تفعل؟؟؟
نظر اليها ليردف : ما مشكلتك؟!
اشارت له ان يخفض صوته : تبا ... مالذي تفكر به.... انت بحمام النساء و اغلقت الباب بالمفتاح.... كيف ستفتحه بتلك الطريقة
سيف : و ماذا تريدين بعد؟؟
امسكت بيده بقوة : ارجوك لا تفعل
نظر ليديها الممسكة بيده ليبتسم بخفة ناظرا اليها : و اذا فتحت الباب
نظرت اليه برجاء بعينيها التي لا يمكنه مقاومتهم ليهتف : ماذا ستفعلين مقابل ذلك؟
اجابته بلا تفكير : اي شيء... ارجوك فقط لا تفتح الباب ارجوك
رفع حاجبا : اي شيء
اومأت ليعاود سؤالها : اي اي شيء؟
نظرت اليه بتردد و هي خائفة مما هو سيقبل علبه لكن ما بوسعها شيء شوى القبول و الرضوخ
اومأت بصعوبة ليشير لها نحو الحمام: سأدلف الى هناك لا تدعي من يطرق الباب يدلف هنا ... افتحي سريعا و ما ان يفرغ الحمام اشيري لي بالخروج
اومأت ليدلف الحمام بينمل هي تنفست بصعوبة فاتحة الباب : اعتذر كان الباب عالقا
دلفت الفتاة لاحدى الحمامات بينما فتحت اسيا الباب على حمام سيف مشيرة له بالخروج
نظر لها لثوان ثم خرج بينما هي تنفست بصعوية بالغة و خرجت بعد ان هدأت من روعها
اشار لها سائد لحلبة الرقص لتبتسم و تتقدم نحوه و تتراقص معه
بحركات تجهل كل الجهل انها شلت قلوب كل من ينظر اليها و يراقبها
حركات خفيفة رشيقة جعلت من ريم تغار منها حتى
كان سائد يراقصها باستمتاع في حين ان اسيا اندمجت رفقته
فهو الوحيد القادر على جعلها تتناسى المها
اوقفا الرقص عندما انتهت الموسيقى لتنتبه لسيف الذي كان يراقبها بطرف عينه
توترت لتعاود الجلوس على طاولتها
بدأت مراسم تلبيس المحابس ليصفق الجميع لهم بمن فيهم اسيا
حيث صفقت بصعوبة
البسها عقد من الذهب الفاخر ليعاود الجميع التصفيق لهم بحرارة
انتهى حفل الخطوبة ليودع كل منهم العرسان
تقدمت اسيا منهم بخفة مبتسمة بصعوية حتى اردفت : مبارك لكما.... مبارك لك ريم
اجابتها الاخرى بهدوء : شكرا لك ....
تقصدت الا تنظر لسيف حتى لا تنهار اكثر و فضلت الخروج لكن توقفت على صوت ابن عمها عادل لتبتسم بخفة: من الجميل رؤيتك اسيا.... ظننتك ستطيلين الغياب
ضحكت بخفة لتردف : صحيح... لم احتمل الغياب... لذا عدت... ثم هذه خطوبة ريم كيف لا اتي
قلب الاخر عينيه : ريم؟ صدقا ؟ هل تكترثين بأمرها .... هده الفتاة لا تفوت فرصة في اهانتك
تنهدت اسيا لتردف: لا يهم.... هل لن تضرني بشيء على اي حال
وقعت نظرها على سيف الذي كان يناظرها بشكل غريب اقلقها من مسافة بعيذة نوعا ما
اشاحت النظر عنه لتنظر لعادل : اذا ما هي اخبارك
اجابها بعملية: لا شيء جديد... انهي دوامي الجامعي ثم لتجه للعمل.... السيد الكس يفتقدك
ابتسم بحنين لتردف : صحيح و انا افتقدته.... اتعلم ؟ افكر ان اقوم بزيارة له
عادل : صدقا؟ هل تفكرين بذلك بعد ان قدمتي استقالتك
اسيا: اتخاله لن يستقبلني؟
عادل: لا ادري... اعني لا اعلم طباعه.... لكن احتمال وارد
اسيا: اذا لا بأس بالمخاطرة
ضحك عادل مردفا : اعجبتني....
اسيا : هممم... عادل كيف هي احوال الشركة
نظر لليها باستغراب ليردف : جبدة.... لما تسألين
صمتت لثوان تفكر ... الم يخبرهم الكس بمدى الخسائر التي الحقت ؟!!
اجابته بعدها : لا شيء مجرد فضول
همهم لها لتنهض مردفة : عن اذنك


عاد الجميع للمنزل و بعد ساعتين و عندما ارتاح الجميع وجلسوا في غرفة الجلوس سويا اردف عامر: غدا ستزورنا العائلة كما عهدنا ذلك على مدارالاعوام... لكن غدا الزيارة ستكون على شرف خطبة سيف و ريم
شردت اسيا و هي تفكر بما قاله سيف
تشعر بنفسها ستنفجر... تود لو تصارح احدهم بما يحدث معها
كل شيء غير طبيبي
سيق لم يلقِ نظرة عليها من قبل فكيف يحاورها بتلك الطريقة و يلمسها بهذا ا
اي لعنة حلت به
تشعر احيانا بان سحرا قد القيه عليه حتى بات غريبا بتصرفات اغرب
مازالت تشعر بملمس كفه الخشنة على وجنتها
مازالت تشعر بقبلته اللامبرر لها
تكاد تفقد عقلهادو تجن
تفكر في مطلبه الذي سيطلبه منها بلا شك
خائفة مترددة تعلم انه لن يطلب شيء هين

خرجت لتجلس قرب سائد : اتساءل متى قررا ان يخطبا
هز الاخر كتفيه بعدم اهتمام: لا ادري.... لكنني لا احبذ هذه الفتاة.... عموما كانت تريده منذ البداية و هذه الفتاة لا تفلت شيء تريده من يدها
همهمت لتردف : اذا اخبرني سائد كيف حالك... رأيت لم اطل الغياب
ابتسم بخفة ليردف : حسنا صدقتي... لكن اي زيارة هذه ليومين
تنهدت لتردف : صدقني مجبورة ليس بيدي
همهم لها بتفهم ليرذف : تصبحين علو خير اسيا
شردت بطيفه و هو يغلدر : و لنت بخير

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن