كل شيء لأجلك

1.4K 56 4
                                    

وضعها على الاريكة بينما هي ترتجف حتى همست : ان ظللت تعاملني على هذا النحو اقسم لك ان افر هاربة من هذا المنزل و لن تعثر لي عن اثر
ضحك بسخرية ليردف : كم انت ساذجة ... تظنين انني سأدعك بتلك السهولة... فكري بشيء اخر
ثوان مرت قبل ان تردف بشيء جعله صامتا: سأقبل بك ان اسلمت .. و دخلت الدين الاسلامي بكامل رغبتك و ارادتك
اقترب منها بعد لحظات ليردف بقسوة: تظنين انني سأفعل شيء كهذا؟؟ اجننت انت؟؟ ماذا تخالين نفسك؟
اومأت بضيق : تماما... هذا ما انتظره... الا تحمل لي في قلبك ذرة حب او مشاعر... لذا ان كنت لست مستعدا لدلوف الاسلام لاجلي فانت لا تحبي و يترتب على ذلك الا تشعر بالضيق ان لم اقبل بك.. بل الاساس انت الذي لا ترغب بي
نظر لعينيها و لمنطقها ليبتسم لجانبية: تحاولين خداعي ببضع كلمات؟؟
هزت رأسها نافية: اظن انك افطن من ان يتم خداعك
اتسعت ابتسامته ليردف : اصبحتي تفهمين المنطق
عاودت هز رأسها بالنفي: انا اعلمه بالفعل... لكني بت اتحدث عنه
كيفن: تريدين ان اسلم اذا؟
اسيا : لا اظنه صعب عليك
كيفن : اهذا ما يهمك؟ حقا؟ كم انت سطحية
نهضت لتردف بحدة: ان كانت الديانة بالنسبة اليك امور سطحية ف اعتذر القول بانك انت السطحي... ف انت لا تفهم عمق الامور و لا اهميتها و لا تعلم معنى ان تكون مؤمنا صادقا مخلصا او حتى محسنا... الحب ينبع اولا بدينك... حبك للآلهة التي خلقتك... التي كونتك... و الذي كون فيك المشاعر التي جعلتك تقع في حبي يوما
حبك لدينك... نقاء قلبك.. و ليس الشر او الحقد الذي يحاوطك و يحاصرك
ان كنت تود ابناء انقياء فلن تنالهم الا من امرأة و رجل نقيين... الأطفال سينشئون بين طرفين و من طرفين... ف ان بقيت على ما انت علبه فلا تظن للحظة ان اطفالنا ستشبهني يوما
ابتسم بجانبية مردفا: هدا ما تظنينه؟
اسيا: كلا بل هذا الواقع
جذبها من خصرها لتصك اسنانها بضيق : ابعد يدك عني...لما لا تفهمني؟؟
اسند جبهته على خاصتها هامسا بضيق : سأفعل ما تطلبينه.... هذا كان طلبك... و انا سأحققه... لكن.... بعد ذلك.... ستكونين طوعا لرغباتي... ستفعلين ما امليه علبك... ستنفذين ما اقول
نظرت اليه بمشاعر مختلطة بين الغضب و الحدة و الدهشة و التعجب: ستدلف الدين الاسلامي؟
اومأ لتكمل : بكل ما فيه؟
تنهد مومأ و مردفا : لكن بعدها
صمتت لثوان قبل ان تردف : بعدها ماذا؟
قربها منه اكثر: بعدها ستكونبن ملكا لي... و لن تفكري في غير ذلك
لم تعلم ما يتوجب عليها فعله
كانت حائرة متخبطة تشك بما تفعله و لما يقوله
كل شيء كان مشوشا
كان تتمنى من اعماق قلبها في هذه اللحظة ان تقتله... كانت تظن انه ستسر ان دلف الاسلام... لكنها محبطة بشكل غريب... شخصيته المتحكمة بها تمقتها و تجعلها تود لو تقتل نفسها كذلك... للحظة شعرت معه بالتمرد و الخروج من صمتها لكن عاود قمعها بما فعله قبل قليل معها
رغم ذلك فقد قالت اشياء كانت تكبتها
لا تعلم ما تشعر تماما
انه الشعور ما بين التحول بين نمذجين عنها
الانثى الصامتة الكابتة و ما بين الانثى المتمردة الشرسة
تقف بينهما تماما لذا كرهت ذاتها
تود لو تكون اكثر جرئة لتثبت مطرحها
تبعت و هي تحاول و تعجز مرارا
نظرت اليه بقهر مكبوت لتهدأ من نفسها و توصلت لشيء هام عليها فعله و الا لن تخرج من هنا كما يتوجب عليها
اردفت بصوت هادئ لطيف : لك ذلك
رفع حاجبا باستغراب لتهمس بخفوت مجددا : انا لك بعدها
ابتسم بجانبية ليقترب منها و لم تتراجع فهذا اضطراري الان لكنها تمثلت الخجل و هي كانت بالفعل تمقت ما تفعل
رفع وجهها لينظر لعينيها : انت لي؟
صمتت و لم تقدم اي ردة فعل ليعاود سؤالها حتى هزت برأسها بخفة
اقترب اكثر لتضرب انفاسه وجنتها ثم لثمها ببطء و انفاسها تتسارع و تكاد تبكي لفرط خجلها من نفسها مما تقوم بفعله
همس لها بصوت رجل عاشق : لك ما شئتي ... سأدلف الاسلام... دعينا نسرع في الامر
نظرت اليه و هي تعتصر قبضتها : ماذا تعني؟
كيفن: لنذهب الان
قالها و امسك بيدها لكنها توقفت مردفة : لحظة ... لا يمكن ذلك
نظر اليها باستغراب لتكمل : ليس بهذه السرعة و على هذا النحو
تنهد ليردف : ماذا اذا؟
اسيا : اولا عليك ازالة هذه الوشوم عن جسدك
نظر اليها بسخرية : انت تمزحين صحيح؟
اقتربت منه مردفة: حينما وعدتني بدلوفك الاسلام ف هذا يعني التقيد بكل ما فيه
اغمض عينيه محاولة كبت غضبه ليردف : هيا بنا اذا
استغربت قبوله السريع لكن ذلك افضل
كاد يقودها مجددا لولا انها توقفت
نظر اليها من جديد بحدة: ماذا الان
اقتربت منه اتهمس برجاء : ارجوك دعني ارتدي حجابي
نظر اليها لثوان قبل ان تهمس : ان كنت تحبني ف عليك ان تغار علي من اعين الناس... كيف ترضى ان ينظر الي رجل بنظرة
اغمض عينيه بضيق قابضا يده بغضب : اصمت فحسب و اذهبي لترتدينه
اومأت سريعا لتذهب لحجرتها و ترتديه ثم تعاود الخروج رفقته
ذهبا الاثنين الى مركز الليزر لازالة الوشوم بينما هي شاردة في المستقبل المجهول اثناء قيامه هو بازالتهم
خرجا من المركز بعد ساعتين ليركبا السيارة
همست له بتردد و هو يقود : هل تألمت
لم يعلق لتبلع ريقها هامسة : اسفة لذلك ... لكن لا يصح وضوئك بذلك
لم يعلق مجددا لتصمت تماما
وصلا لمسجد ما كان على علم به مسبقا
لتفتح عينيها بدهشة : بهذه السرعة
نظر البها : لديك مشكلة؟
هزت رأسها بالنفي : لكن .. هل انت تفقه شيء عننا؟
نزل ليردف : لا يهم
اغمضت عينيها بأسى... تعلم ان كل ذلك ليس برغبته ... لكنها حتما ستجعله يتعلم سريعا
لا تصدق انها ستتزوج به حقا ستكون ضرة لتلك الحقيرة
خرجت رفقته من السبارة لتدلف المسجد
وجدا الشيخ جالسا بعد ان انهوا صلاة العشاء
كانت متوترة للغاية قلقة مما يجري و مما سيحل لكنها وكلت الامر لربها
اردف كيفن بنبرة عملية باردة و جامدة: اريد ان اسلم
نظر الشيخ اليه ثم لآسيا بدهشة لتتوتر هي هامسة: انا.. انا اعتذر يا شيخي ... ان... ان السبد يود ان يسلم لكنه يجهل كيف يفعل ذلك...
اقتربت من كيفن هامسة : ارجوك على رسلك
نظر البها ليتنهد مردفا : انا.. اعتذر عن فظاظتي فقط انني اود ان افعل ذلك بشدة .. و بأسرغ ما يمكن
ابتسم الشيخ ليرذف : يبدو انك قد تعمقت بالدين لدرجة جعلتك تود ان تسارع اليه
ابتسمت اسيا بسخرية بينما كيفن لم يعلق
علمه الشيخ نطق الشهادتين ثم جلس رفقته ليعلمه احكام الدين و علمت اسيا انه يضيف ذرعا من كل ذلك بل ان صبره قد نفذ
عموما كانت سعيدة بذلك
عله يتعلم شيء بالفعل و يخدمها ذلك لتعلمه هي كذلك
فكرت فيما عليها فعله حقا... كيف ستتزوجه
تفكر ان تفعل ذلك حتى لا تنال اثم لم تتقصد ارتكابه ... ثم تجبره على تطليقها ما ان يدلف السجن
تفكر هل ستتحمل فكرة زواجه... ستترتب عليها مسؤوليات مهولة... سيتعين عليها ان تؤديها ... ثم لا تدري الى اي منحنى سيصل اليه ... هل من الممكن ان يتغير ؟ و هل ستشفق عليه؟ لا تدري ما تفعل
انتهوا من الدروس التي استمرت ٤ ساعات متتالية و الغريب ان كيفن لم ينزح عن مكانه و استمر جالسا ٤ ساعلت دون حراك و الاغرب انه كان منصتا تماما لما يقوله الشيخ
عكس ما كانت تتوقعه و عكس الحالة التي كان عليها حينما دلف
بدو هادئا رزينا ... بدى اكثر اتزانا
نهض الشيخ رفقة كيفن ثم اردف : لا اصدق ان رجل سيكون بهذا الهدوء مع اصغاء كامل ... اطلت عليك و رغم ذلك كنت جالسا تصغي باهتمام... احببت اهتمامك... اعذرني ع كل حال
اجابه كيفن بخفة : كلا .. انا اجهل كل شي.. لذا اافضل و الشكر لك الذي علمتني... بالمناسبة هل يمكنك ان تستمر بتعليمي؟
ابتسم ليردف : من دواع سروري... لكن يبدو ان الانسة لن تقصر في ذلك
نظر كيفن لآسيا التي احمرت لحرج ليبتسم بخفة مردفا : بتاتا... فكل ما افعله لأجلها
فتحت عينيها بدهش من كلامه الجريئ الواثق امام الشيخ ليبتسم الاخر بخفة : جمع الله بينكما في خير
بللت ريقها ليردف كيفن: هلا خرجنا آسيا؟
كانت متلبكة من تصرفة الغريب... لا تعلم ما تفعل
مشاعر جديدة اجتاحتها للتو... مشاعر مختلطة
خرجت رفقته و هي تشعر انه انسان اخر... لكنها خائفة... خائفة ان يكون كل ذلك استعراض امام ااشيخ... خائفة ما ان تسلمه نفسها حتى يعود لاصله
كانت تراقبه و هو يركب السيارة و الساعة تجاوزت ال ١٢
ركبت بجانبه في السبارة و هي شاردة
انطلق الاخر متجها للمنزل لتردف بخفوت : ماذا ستقول للسيدة جيني؟
نظر البها بطرف عينه: متى ستتخلين عن لقب السيد و السبدة؟
صمتت و لم تعلق ليكمل : انت ستصبحين المدام خاصتي
احمرت تماما و ازاخت بنظرها عنه ليردف : جيني ليست في المنزل ... ستعود صباح الغد
همهمت بخفة قبل ان تردف : ماذا تشعر
صمت لثوان ثم ابتسم بخفة: اشعر بفراغ.... و ليس الفراغ السيء بل ... الفراغ من الهموم المسؤوليات... التعب .. الالم... القلقدو عدة امور كانت تضغطني... اشعر بالراحة بالمعنى الاصح
ابتسمت بخفة لتردف : انا من شعر بالراحة الامر
رمقها بطرف عينه ثم عاود اكمال الطريق حتى وصلا
و قبل ان تنزل اوقفها مردفا : اسيا انا فعلت ما اردته.... لا تتخلي عن وعدك... و انني سألتزم بكل شيء .. ر اعجبتني الدروس عند الشيخ... ستعلمني الكثير... و آمل الا تبخلي علي انت كذلك في تعليمي
فتحت عينيها بدهشة من كلماته قبل ان تهمس : سأكون حاضرة متى شئت
همهم ثم نزل لتتبعه هي كذلك
دلفا للداخل و هي لا تصدق انه حقا بات مسلما
نظر اليها لثوان قبل ان يردف : اخبرني الشيخ ان هنالك ٥ صلوات يوميا ... و ذلك لا يصح دون وضوء... علميني كيف افعل
نظرت اليه لثوان ثم ابتسمت بسعادة
كانت سعادتها لا توصف
اومأت لتردف : تعال معي
قالتها ليتبعها للحمام
دلفا لتردف بخفوت : ارفع اكمام قميصك حتى الرسغ
فعل ما قالته لتعلمه ببطء احكام الوضوء و كيف يمسح او يغستل جيدا
علمته الوضوء مع سننه مرج واحدة ليتبعهم باكملها
كان حريصا على تنفيذ كل ما قالته بحذافيره
انتهىا من الوضوء لتشير له نحو القبلة ثم فرشت شيء على الارضية نظرا لعدم وجود سجاد للصلاة
لتبدأ بتعليمه الصلاة قبل ان ينويها
فتحت له المصحف .. و كان من حسن حظها انه يتقن العربية
لكن رغم ذلك كان يصعب عليه تعلم الفاظ القرآة لدقة لفظها و فخامتها
بدأت بتعليمه القراءة شيء فشيء
الاساس و الاقصر ر الاسهل ليعتاد عليها حتى تسهل عليه لاحقا
كان يبدو مهتما و بدأ يتعلم تدريجيا و سريعا و كانت هي متحمسة اكثر منه لذلك
فكانت لا تكد و لا تمل و هي تعلمه شيء بعد شيء
قال لها و قد تجاوزت السلعة الرابعة: اعلم ان لديك الكثير بعد لكن الوقت تأخر
نظرت اليه ثم للساعة لتشهق بصدمة هامسة بحرج: اسفة... لم اقصد
ابتسم ليردف : احلام سعيدة اسيا
كانت مصدومة من تصرفاته... لم يقترب منها؟؟ لم يقبلها؟ لم يجذبها نحوه؟
هذا كل ما في الامر؟ احلام سعيدة
كانت لا تصدق عينيها
هل هو حقا كيفن... تكاد لا تقتنع بذلك
هي مدهوشة مذهولة.. ماذا تفعل
افعاله تغيرت بأكملها ... بلحظة لم تدرك ذلك... تغير كل شيء... حتى انطباعها عنه... اختلف تماما... كانت تعلم ان دخوله للاسلام سيؤثر عليه
لكن ليس بتلك السرعة و بتلك الطريقة
كان ذلك صادما للغاية
لكنه اعجبها
لن تنكر ... هي جد سعيدة بذلك
لكن خائفة... خائفة مما سيقبلوا عليه قريبا و لاحقا

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن