كما يحلو لكِ

1.5K 54 7
                                    

جلست على السرير واضعة يدها على قلبها الذي ينبض بقسوة
كانت مشاعر مختلطة قد خالجتها
بين الخوف ... الجرأة ... التوتر ... الضيق .. الفراشات التي شعرت بها في معدتها حينما نطق بكلمات لم تتعهد ان تسمعها من احد سبقه
كان جريئا لذرجة كان علبها ان تخاف.. تخاف حد الهرب
لكنها لم تفعل ... كانت خائفة نعم ... لكن خوف مع جرئة البقاء بصمود
تجهل كيف غاب عن عقله بتلك الطريقة
تجهل كيف تركته يخلعها حجابها... بالطبع لم تشأ حدوث ذلك
لكن شيء ما في اعماق نفسها
شيء تحاربه بقوة ... شعورها بلذة شيء غريب
تدرك جيدا ان لا خيار امامها ... لكن شعور القبول ولو بدرجة ١٪؜ كان قد ازعجها بشكل رهيب
تشعر بالقرف نعم و الضيق .. تعلم ستبكي كثيرا لما حل ... لكن هنالك شيء حدث تلك اللحظة حينما تلاقت اعينهم تحت ضوء القمر
كل منهم كان في عالم اخر عن الواقع
ذلك الشعور الذي شعرت به في تلك اللحطة كان مربكا... مربكا للغاية
حتى اللحظة التي عاد كل منهم لوعيه دب الرعب في قلبها
لكن شيء ما تحرك في داخلها
نهضت تجول الغرفة ذهابا و ايابا ... منذ متى كانت هي بهذا الشكل .. منذ متى تنظر لعين رجل اساسا؟ لطالما كرهت نفسها لان الجميع ينظر اليها نظرة الضعيفة الجبانة الغبر قادرة على النطق بكلمتين متوازيتين
كانت فاشلة في ذلك... صحيح ان عقلها مدرك و ليست حمقاء لكنها خجولة لدرجة مخجلة
و ذلك جعل الجميع ينفر منها و يبتعد عنها
و اولهم بلا شك سيف... لذا ببساطة لم تكن اختياره لانها لا تناسبه
كان علبها ان تدرك ذلك و لو ان الحقيقة مرة
الحقيقة المرة خير الف مرة من وهم يمضي
لكن تجهل تلك الجرأة التي نتجت منها اليوم حينما نظرت لعينيه دون اي تردد
حينما حاوطت عنقه... حينما قبلت وجنته ببطء و كأنها متمرسة على ذلك
لا تعلم سر ذلك الانفعال او ردة الفعل التي نتجت عنها
بكل تأكيد هي فعلت ذلك لتنهي المهزلة التي هي فيها
لكن ليس ذلك المهم
المهم انها كانت دائما تفكر و تتردد ثم تتراجع ... لم يسبق لها يوما ان فعلت
فها هي الان تتساءل عن سبب جرأتها و عدم تراجعها
تستغرب ذاتها التي طلوعتها لاول مرة
لطالما حاربت نفسها لتتكلم و تفعل ... لكنها ابت الا ان تنحصر بزاوية حيث يفر منها اجميع
حتى باتت تكره ان يقال عنها مؤدبة خجولة
ارادت التمرد بحياتها... ليس تمردا سيئا
بل تمردا يجعلها تخرج من هالة التي احاطت نفسها بها
قليل الكلام كثيرة الابتسامة ... كرهت كل ذلك و لو ان غيرها يتمنوه
تنهدت لا تفهم ما فعلت و كيف فعلت و ما الخطوة او الاجراء التالي
تتساءل كيف سيتعامل معها بعد الان
بل هل سينظر اليها
بل كيف ستفعل هي.. تشك انه سيطردها لا محال...
تفكر مرارا بالامر كيف وصل بها الامر ان اظهرت شعرها لرجل اخر
للحظة توقفت عن المشي و هي قد فتحت عينيها بصدمة على واقع مرير
هو ليس اي رجل
هو رجل من ديانة اخرى... لا تمت لديانتها بتاتا
شهقت واضعة يدها على فمها
لقد ارتكبت جريمة بحق ... عليها ان تخرج من هنا بأسرع وقت و لتحل العواقب بعد ذلك هي ما عادت تتحمل اكثر
اخذت توضب اغراضها في الحقيبة و قد تذكرت جهاز التسجيل الذي لم يفدها بشيء لتغلقه
خرجت تبحث عن جيني لتعلمها باستقالتها لكنها لم تعثر عليها
كان الظلام ما زال قائما و الكهرباء لم توصل بعد
كانت تتحرك بصعوية لان العتمة حالكة
شهقت عندما رأت اعين كالاسود من بعيد و لها ان تدرك انه ليس سوى بكيفن
عادت لحالتها القديمة و اوشكت على العودة لكن صوته جعلها تتوقف و تتصنم بمكانها
سمعت خطوات نعله تقترب منها وسط ذلك الظلام
ليصبح خلفها تماما و انفاسه تضرب عنقها حتى اقشعر جسدها بأكمله
تسللت يده نحو ظهرها لتتقوس فقد داهمها بذلك دون ادراك منها
ثم بدأت يده تتسلل شيء فشيء حتى اسقرت عند معدتها ليحاوط خصرها ببطء
دنى منها هامسا في اذنها : اتعلمين ما حل قبل قليل؟
هزت رأسها بالنفي
ليكمل : هل تذكزين اي شيء؟
عاودت هز رأسها بالنفي
لتشعر بابتسامة مميتة على وجهه رغم انها لا تراها الا انها شعرت بها
كانت ترتجف من البرد القارص
حتى شهقت عندما اغلقت النافذة بقوة بفعل الرياح لتتحطم بالكامل و يتناثر الزجاج
جذبها نحوه لتصطدم بصدره
كانت ترتجف جد خائفة من كل شي.... الطقس وحده كان يدعي للخوف
اضافة لقصره المرعب الذي فيه الكآبة و الكآبة فحسب
عداه عنه هو مصيبة بحد ذاتها
خصوصا و هي تراه قد عاد لرشده و الذي هو الجنون
ربت على رأسها بخفة هامسا : خائفة
كانت ترتعد لكنها هزت برأسها بلا
ابتسم بخفة على سذاجتها ليدنو نحو اذنها ضاربا انفاسه الحارة بوجنتها لتشعر بالالم: ايزعجك انك خائفة
لم تعلق ليكمل : حسنا ... لك مكافئة مني
كانت ماتزال صامتة و تظن انه يسخر منها : لك يوم غد بأكمله... لك ان تتصرفي بما يحلو لك معي... او في المنزل بأكمله... لك ان تكوني سيدة للمنزل
لك ان تعبري لك بكل ما وددت به نحوي.. اعتبريين انني لست انا... اعتبرييني انسانا اخر... شخص اخر... لن ارد عليك بكلمة.. و لن ازعجك... لك ان تتصرفي براحتك و حريتك.... يمكنك حتى ان تأمريني بما ترغبين به ... لكن لديك فرصة واحدة فقط لكل ذلك... و هي يوم الغد
و ان اضعتها فقد لضعتي فرصتك.... لا تقلقي و لا تخافي لانني لن ازعجك و انا عند وعدي لك
كانت متصنمة لا تفهم مالذي يحاول الوصول اليه
همست بتردد : أتحاول ان توقعني؟
ضحك هذه المرة على كلماتها ليردف : ليس هذه المرة... كوني مطمئنة
همست بتعب : انت ماذا تريد؟
لم يجبها لثوان لتعاود التكلم هي : انا سأستقيل
شعرت بابتسامة مميتة ليقشعر جسدها
امسك بذراعيهل برفق و علمت انها ان لم تتراجع عن كلامها و تسحبه سيخلع ذراعيها بلا شك
همس في اذنها كالمختل : ماذا تريدين؟
بللت شفتيها و لم تردف بكلمة ليكمل : جيد... اما الان فعودي لغرفتك
كانت على وشك البكاء لفرط ما يحدث
كل شيء تعقد و بات صعبا
صعبا على قلبها الذي شبع من الالم
ترك ذراعيها لتفر بعيد عنه دالفة لغرفتها تشهق و قد سمع شهقاتها لكن ان له ان يبالي




كان عمر جالسا بقلق ممسكا بهاتفه ... يود كثيرا لو يتصل بها لكن اين هي و بأي حال لا يدري و لن يفعل... الوضع صعب و خطير ... كل شيء معقذ و يدعى للشك بأبشع الاحتمالات
كان يكتب قليلا و يتناول عدة قضايا اخرى ليشغل تفكيره عنها
ماذا لو حل بها مكروه .. هل كشفت؟ هل هي على قيد الحياة
كل الافكار تتراود لعقله و هو نادم اشد الندم لتركها بتلك الطريقة للقاسية
يذكر نظراتها الكارهة ... تؤلمه
بات اكثر تعقيدا من قبل فهو يجهل سبب ضيقه ... لا يدري ما الحل
ف سبق ان ارسل غيرها بمهمات لكنه ما كان يكترث لشيء
بخلافها هي انقلبت الموازين بأكملها عنده




انار القصر من جديد بعد ان وصلت الكهرباء و خفت العاصفة بالخارج
تنهدت براحة اخيرا فقد شعرت ان تلك الموجة قد حدث فيها كل شيء خاطئ
ليهدأ الحال قليلا
اخدت تفكر بما قاله كيفن قبل قليل
مالذي يفكر به و مالذي ينوي عليه... اصبحت تخافه اكثر من قبل
اتراها خدعة تلك التي بفعلها
هل حقا يود منها ان تعامله كأي انسان ؟ هل ستفعل
ولما يريد ذلك؟ مالغاية
و هل شيطان مثله يمكنه ان يتحمل ... هو بالكاد يصغي لكملة
فكيف يتحمل ان يعامل كأي احد
تنهد مرهقة لا تدري ما تفعل
هل تخاطر بخوض شيء كهذا
ام ان تبقى سليمة
تذكرت قول سيف يوما عندما كانوا جالسين احد ليالي الخميس
" ان تندم على شيء فعلته افضل من الندم على شيء لم تفعله"
ابتسمت باقتناع و قد حن قلبها لرؤبته
اشتاقت له بكل معنى الكلمة
مازال يقشعر جسدها كلما تذكرت قبلته التي ذابت بسببها
اعتلت الحمرة وجنتيها
الامر مع سيف كان مختلفا عن كيفن
هي طفلة صغيرة خجولة رفقة سيف
اما عن كيفن بتشعر بنفسها تود التمرد و اظهار جانب آخر من شخصيتها
لكن ما زال الخوف يقمع كل ذلك لتبقى هادئة صامتة خجولة
لكن رغبة عارمة تجتاحها لتتمرد
ليس تمردا سيئا
بل تمردا لفظي و قمع الخوف الذي يحتلها
تنهدت لتستلقي بعد تعب يوم شاق
تذكر كلمات كل منهم لتغط بنوم عميق



عليك مغادرة المنزل اليوم
نظرن اليه باستغراب : عفوا؟؟ لما افعل ذلك؟
رمقها بنظرة جحيمية لتبتلع ويقها : اعني نعم سأفعل لكن... لكن لما؟! الا ترى وجهي كيف شوهته لي؟ كيف سأخرج بهذا الشكل
اقترب منها لتتراجع للخلف : اسفة ... سأغادر حالا
قالتها ى صعدت جيني سريعا لتبدل ملابسها و تعاود النزول و هي تتحاشى النظر لكيفن : انا مغادوة
قالتها و سارعت بالخروج دون الالتفات
ابتسم بسخرية على تلك المعتوهة ثم ما لبث ان دلف للمطبخ ليبدأ المشروع الذي خطط له ليلة امبارحة

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن