اخبرني بالحقيقة

1.5K 55 4
                                    

وضعت حجابها على رأسها و هي متوترة للغاية مما قد يحدث
خرجت لتجد سائد امامها
ابتسم الاثنان ليقترب منها : ما كل هذا الجمال؟ هل فعلت بك كندا كل هذا؟
ضحكت بخفة لتردف : تبا... لطالما كنت جميلة
ضحك ليردف : للااسف انت صادقة... جميلة دائما.... الان انتظري لتأتي امك و تبخرك من الحسد و تقارنك بريم
و تقول " انظر يا عامر... انظر للفرق الشاسع بين ابنتك و ريم.... كيف يختار سيف فتاة كهذه"
و يجيب والدك باستقطاب " كفاك يا امرأة خطوبتهم قد تمت و مازلت تتحدثين عن الفتاة و كأن سيف سيتزوج اسيا مثلا "
ثم ترد امك" بالطبع لن يفعل لكن "
ضحكت اسيا بشدة و هي تسمع الحوار الذي من المؤكد انه سيحدث بينما ضحك سائد معها
مسحت دموعها التي انهمرت من الضحك لتردف : تبا... افسدت وجهي
ضحك ليردف : لا تقلقي مساحيق التجميل كما هي
اسيا : اذا سأنزل لاساعد امي في تحضير الطعام
اومأ لتنزل سريعا و تحضر بعض الوجبات رفقة امها و تضعهم في الحديقة بعد ان تغلفهم
طرق الباب ليتوقف قلبها عن النبض
سارعت تتجه للاعلى وسط نظرات سائد المستغربة
فتح عامر الباب ليستقبلهم بابتسامة مبهجة
دلف الجميع بما فيهم سيف الذي كانت اعينه تجول في الارجاء باحثا عمن يريد كأنه صياد يحاول التقاط فرسيته
ابتسم بجانبية عندما علم محاولاتها للهرب منه لكن تريث قليلا فالقطة تحب اللعب و هو لن يفسد عليها متعة الظن بنجاحها
سيجعلها تسعد قليلا ثم ينقض عليها
لا يصدق بعد نفسه انه اخذ هذا الشوط الكبير من المبادرة نحوها
لطالما تجنبها و لم يلقِ لها بالا اما و الان و بعد ان سافرت تحديدا شعر انها تفر من يديه و هو يخسرها تدريجيا
ف ان لم تكن له لن تكون لغيره و لو تطلب الامر ان يأسرها
يؤنب نفسه على تفكيره القذر نحوها خصوصا و هي قد تكون بعمر ابنته لو ان لديه ابنة
لكن لم يعد يكترث لشيء... رمى كل شيء بعرض الحائط و اصبحت هدفه الاول و الاخير
مازال يذكر عندما كانت تناديه بعمي عندما كانت طفلة صغيرة بينما كان هو في نهاية العشرينات
كان ينظر اليها بنظرة سيئة منذ البداية
لم ينظر اليها على انها طفلة يوما .... لطالما افكاره و عقله قادته لتخيلات قذرة
لم يصدق عينيه عندما غاب لعامين ثم عاد ليجدها قد نضجت جسديا و عقليا
تغيرت بالكامل في غضون عامين
افكاره اخدت منحنى جديدا آكثر سوءًا عن قبل و ذلك ازعجه حد الجحيم
اما الان فلم يعد يهمه شيء
ان شكت او شعرت بشيء غريب... ان تصرف معها بتصرف لا يليق
لم يعد يكترث
هو يريدها فحسب.... يريد ان يحاصرها
ان يحاوطها بطريقة تجعلها عاجزة عن النطق بشيء و منصاعة له فحسب
هي و ان كانت طفلة مقارنة به
لكنها تظل طفلته لكن رغم ذلك لن يغير شيء من طباعه...سيرهقها و يتعبها لينال شيء واحد فقط... تعلقها به ... يريدها ان تغرم به
يشعر بنظراتها كلما اتى للزيارة
يظل يتجاهلها
يعلم انها تشعر بالتلبك ما ان تتلاقى اعينهم
ما ان يحدثها ... ما ان يلمسها
ازعجه كثيرا ذلك اليوم حينما نفرت من محاولة اقترابه منها... لكنه لم يكن هينا.... رد عليها بعدها بقبلة هادئة ....
لكن اكثر ما يثير قلقه هو الا تكون واقعة بحبه كما يظن.... يعلم الا احد بحياتها
لكن يجهل ما في قلبها و ذلك يؤلمه و يجعله يبتعد ١٠٠ خطوة بدل ان يتقدم واحدة
جلس في الحديقة ينتظر خروجها عبثا حتى تنهد و هو يرتشف الشاي
بينما الجميع يتحادثون
اردف وهو يحول نظره نحو سائد : اين هي اختك
نظر له سائد باستغراب من سؤاله : اظنها في الداخل....
همهم سيف و قد بدأ يشعر بالضجر خصوصا انه لم ينل شيء من سؤال سائد
غير لفت الانتباه
نظر لريم التي كانت منسجمة مع البنات ثم لعامر الذي كان يكلم والده
سمع صوت حذاء عالي يقرع ليلتفت و اذ بها كانت هي
لمعت عينيه لشدة تأنقها و جمالها الخلاب اليوم بينما هي لم تلق النظر نحوه بتاتا و قد تدارك ذلك .. حيث سيجعلها تدفع الثمن غاليا
جلست بعيدة عنه و هي تبتسم لكل من هب و دب و كأن ابتسامتها تحق للجميع
ان لها ان تفعل ذلك به؟! كيف ؟! من قال انه يحق لها؟!! ابتسامتها ملكه هو وحده و ستدفع ثمن ذلك ايضا
ثم منذ متى بدأت ترتدي بهذا الشكل
عهدها دائما انيقة لكن بدت اليوم انيقة على شكل امرأة و ليس فتاة صغيرة
بدت زينتها حذاءها ... لفة حجابها اضفت اليها رونقا خاص اكثر نضجا و جاذبية و ذلك ما لن يحتمله بتاتا
الا يكفي جلوسها وسط الجميع؟ فتيات و رجال؟! الا يكفي حديثها
يرى نظرات الجميع تتمركز حولها و ذلك يثير زوبعة بداخله
نيران الغيرة تغلي بأعماقه و هي لا تشعر به و ذلك يجعله يشك اكثر في كونها تحبه من عدم ذلك و قد زاد قلقه الان اكثر مما سبق
خصوصا انها لم تلقِ نظرة عليه حتى منذ دلفت
رآها تنهض لتدلف للداخل ليزفر بضيق ماسحا وجهه بكف يده
مالبثت ان عادت بعد دقائق تضيف القهوة
تتمشى من فرد لآخر و هي توزع ابتسامة لكل من تضيفه حتى وصلت اليه و قد اختفت ابتسامتها ادراج الرياح ليحل محل ابتسامتها ابتسامته هو التي عهدت ان تراها تزين ثغره
ابتسامتة الجانبية التي تنم على الثقة الجاذبية الرجولة
شعر بيديها المرتجفة ليهمس و هو يلتقط الفنجان: هوني عليك.... ستنسكب القهوة و...
شهقت بخوف عندما وقعت القهوة بأكملها من يديها لتنسكب بأكملها على جسد سيف محدثا آثار حروق فظيعة
ارتجفت يديها و هي لا تصدق ما حصل بينما الاخر اغمض عينيه مخفيا الم حروقه و قد شعر بلوعتها و أسفها الشديد و لا يريد ان يشعرها بأكثر من ذلك لذا اردف بهدوء : اهدأي كل شيء على ما يرام
قالها بينما التم الجميع حوله متساءلين عن حاله و وحده هو الذي لاحظ الحروق على يديها و هي ترتجف و تبكي بصمت لما حل به
تنهد مردفا بضيق : انا بخير فقط ابتعدوا قليلا
اقتربت ريم من اسيا مردفة بحدة و غضب : الا تستطيعين ااقيام بشيء على نحو جيد... ايعجبك ما حصل؟؟ احرقتي جسده بأكمله
زمت شفتيها تشهق بصمت و هي تبكي
نهض سيف ليردف : سأستعين بالحمام.... اسيا ساعديني من فضلك
نظر الجميع نحوها باستغراب بينما هي كانت مصدومة اكثر منهم
كيف يطلبها بهذا الشكل امام ااجميع
الا يفكر و لو قليلا
اومأت بتلبك لتردف ريم بغيرة: انا اساعدك.... لا داعي لاسيا... حتى لا تسبب مشكلة اخرى
رمقها الاخر بحدة مردفا : انه منزلها... و تعلم ما به من ادوات لذا يفضل ان تساعدني هي
تقدم عامر مردفا : هو محق ريم... هيا بنا سيف
دلف سيف للداخل لتدلف اسيا وراءه و هي ترتجف
دلف للحمام لتتردد قبل ان تدلف رفقته بتوتر كبير
نظر اليها و لارتجافها و خوفها ليبتسم بجانبية : أكان هدفك منذ البداية؟
نظرت اليه ببراءة و عدم فهم ليكمل : احراقي؟
فتحت ثغرها بصدمة: كلا.... بتاتا... كيف افكر بذلك اصلا... كيف لي ان احرقكك... اقسم لم اقصد.... حدث عن طريق الخطأ
ارجوك انني اسفة... اعلم انك تتألم ... انا لم اقصد
امسك بيديها لتصمت تماما شاهقة بصمت
بينما هو فتح صنبور المياه ليضع يديها اسفل المياه
رأى انكماشة وجهها ليردف : ستشعرين بتحسن الان
اسيا : حروقك اهم انا بخير
اجابها بهدوء دون ان ينظر اليها : كلينا قد احترق
نظرت لعينيه و قد شعرت انه لا يقصد بذلك حروق الجسد
بللت ريقها لتبعد يديها عن المياه و هي تجول في عينيها بتوتر تجهل كيف تخبره ان يخلع قميصه
لكنه سهل عليها الامر حيث خلعه بعد ان شعر باحراجها و لا يريد ان يزيد الامر بلة
و قد احمرت وجنتيها عندما رأته عاري الصدر
اخدت قماشة و بللتها بالمياه ثم بدأت تمسح على صدره بخفة و هي تنفخ عليه بوهن بينما هو يتسمتع بذلك
احضرت بعدها مرهما لتنظر اليه بتردد هي بكل تأكيد لن تلامس جسده بتاتا
اردفت بتردد و تلعثم: ها... ها هو المرهم... يمكنك ان تستخدمه
نظر اليها لبرهة قبل ان يردف بخبث: افعلي انت
نظرت اليه بصدمة بينما هو يكمل: الست من سبب لي بهذه الحروق؟؟))
ارتجفت شفتيها مردفة: نعم و لكن... انا
ضحك بسخرية ملتقطا المرهم و هو يردف : انسي الامر.... تبدين مضحكة و انت خجلة
عبست بطفولية لتردف : هكذا اذا ؟!
اجابها بعملية : لا تنسي يا انسة انك من سببتي هذه الحروق ... من الجيد انه حصل بعد حفل الخطوبة
شردت للحظة قبل ان تردف بصوت كئيب : اعتذر لما حصل مجددا
نظر اليها و لانقلاب حالها ليحمحم مردفا : مابالك يا صغيرة
رفعت بصرها نحوه بعمق و جرأة نظرت لعينيه مردفة بحدة: لست صغيرة... كف عن هذه الالقاب لو سمحت
رفع حاجبا ليردف : لستي ؟!
تنهدت بارهاق وعبث من التكلم اللامعنى له الان بتاتا لتردف : انسى الامر
كادت تخرج قبل ان يجذبها من ذراعها لتصطدم بصدره
شهقت بصدمة بينما همس لها في اذنها : لم تعودي صغيرة بتاتا .... بت ناضجة و واعية... و تأكدي جيدا ان ذلك ليس من صالحك
قالها و ابتعد عنها لتنظر اليه محاولة فهم كلامه: ماذا تعني؟
لم يعر سؤالها ادنى اهتمام ثم ما لبث ان اردف : احضري لي قميصا
نظرت البه بضيق لتردف : لو سمحتي
رفع حاجبا بسخوية : اتنتظرين مني ان اتحدث بلباقة او اطلب منك؟!
ردت بحدة: ان كنت لبقًا او محترما لقلت احضري لي قميصا لو سمحتي
ضحك بسخرية ليردف : اتطلبين احترامك حقا؟؟
كتفت يديها لتردف : لانني ذات احترام و لا اسمح لاحد بأن يحد من ذلك
ابتسم بجانبية
لقد اثبتت له انه لم يعجب بها من عبث
رغم صغر سنها
لكنها تتحدث بنضوج كما لو انها في الثلاثين من عمرها
اردف بهمس : احترمي من هم اكبر منك سنا
ردت باستقطاب : ما عساي افعل ان لم يحترموا هم ذاتهم
اجابها : اذا لا تنتظري منهم شيئا
كادت تردف بشيء لكن ما قاله الان حطمها
الا تنتظر منه شيء
اردفت بصوت هادئ : سأحضر قميصا
قالتها و خرجت وسط دهشته
ثم ما لبثت ان عادت مقدمة له القميص
نظر لها لثوان و قد بدى عليها الاحباط و الكآبة: اسيا انت بخير؟
نظرت اليه بدهشة من سؤاله : نعم.... لما لا اكون
اقترب خطوة لتتراجع هي خطوتين
اردف بضيق : تبدين تماما مثل ذلك اليوم
تلمست وجهها ليتضح ان حرارتها مرتفعة
اردفت بتلعثم: انا بخير
تناول القميص منها ثم فتح الصنبور ليجذبها من ذراعها برفق و يغسل وجهها بلطف وسط دهشتها و تعبها : انت لا تبدين بخير
قالها ليغلق الصنبور ثم هم بحملها و قد نسي نفسه تماما لكنها ما لبثت ان اوصدته : ماذا تفعل بحقك...
عاد لرشده الذي فقده ما ان رآها تعبة ليردف : يمكنك السير؟
اومأت ليمسك بيدها : تعالي معي
افلتت يدها من خاصته لتردف : ابتعد ارجوك يكفي ما حصل
اغمض عينيه بقلة صبر لتخرج بينما خرج هو خلفها
قادها نحو غرفتها ليدلف خلفها لتشعر بتوتر
ازال اللحاف عن سريرها ليردف : استلقي
بللت شفتيها لتردف : سأعتني بنفسي يمكنك الذهاب
جذبها ليجعلها تستلقي وسط دهشتها و قلقها
كاد ان يغادر عندما لاحظ توترها قبل ان تمسك بيده بحركة صدمته
استدار نحوها مشيرا اليها باستغراب لتردف بصدق : اخبرني ....اخبرني سيف بكل صدق ارجوك.... مالذي تفعله؟؟
هل انا من فقد عقله و بت افكر كثيرا.... و لا يوجد شيء مما افكر به؟؟
ام انك تتقصد فعل شيء ما بشكل غير مباشر و انا عاجزة عن جزم عما تحاول فعله... اكاد افقد عقلي... لا شيء مما يحدث منطقي.... ارجوك اجبني بإجابة تهدأ من كياني و تقلل الزوبعة بداخلي.... ارحمني ارجوك سيف

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن