انفتح باب الغرفة ليسحبها معه خلف الخزانة مغلفا فمها بكف يده
بينما هي تتصبب عرقا من الخوف و التوتر
اضاءات الغرفة بينما صوت اخاها قد سمعتع: آسيا... اين انت... كنت في غرفتك قبل قليل
قالها بيننا هي تكبت نفسها لكي لا تصدر صوتا
حتى خرج من الغرفة بعذ ان اطفأ الانوار
ابعد سيف يده لتتنفس و تزفر براحة وسط نظرلته
و قبل ان يردف بأي كلمة لاذت هي بالفرار من الغرفة
خرجت للخارج لتجلس بتلبك و هي شاردة وسط هذا الزحام و الاحاديث اللامتناهية
رأت سائد ليقترب منها : اين كنتي؟
اسبا : اووه انا ... كنت بحمام غرفتي
سائد : حسنا منطقي... عموما استريحي الان ... تبدين قلقة
ابتسمت لتردف : نعم لربما بعض الشيء... تعلم انني سأسأفر غذا
اومأ مقبلا جبهتها : كل شيء سيسر على ما يرام
انكسر قلبها مع تلك الكلمات... اي يرام سيحصل !
اضفت ريم بببعض الفضول : اي سفر هذا؟؟
ابتسمت آسيا ببرود واضح لتردف : اخبركم بعد قليل
قالنها لتثير غيظ الاخرى
دلف سيف بعدها للحديقة لتتحاشى النظر اليه و هي لا تذرك بعد ما حصل و كيف حصل بل هي لا تدرك ان حصل بالفعل
تشعر بنكزة في قلبها... شعريرة في جسدهز
تلك اللحظة التي اطفأ الانوار و همس بما همس به... تلك اللحظة ااتي اختلوا فيها سويا ... تلك اللحظة التي كان اقرب ما يكون اليها...
كلماته اشعلت ما كانت مطفئا بقلبها لكنها تداركت الامر و فرت هاربة منه
انتبهت انه لم ينظر اليها لمرة و لربما كانت تلك احد اساليبه
و للحفاط على الكاريزما خاصته
ثم ما لبث ان دخل والدها كذلك مقتربا منها : انت بخير حبيبتي
اضفت ابتسامة صادقة على وجهها مردفة: انا بكل خير ابي ... اطمئن
همهم لها مبتعدا
مرت ساعة من الاحاديث المتواصلة قبل ان تراه تلك اللحظة ناهضا من مجلسه مقتربا نحوها و هو يزداد اقترابا و عينيه تتمركز نحوها فحسب
اختالها شعور غريب مزيج من القلق الخوف الحب التوتر
كل شيء اختلجها في آن واحد حتى ما عادت تفهم ما يجري
و مع كل خطوة يخطوها يقرع قلبها بالطبول حتى وصل اليها و في تلك اللحطة تحطم كل شيء بداخلها بما فيهم قلبها حتى حول نظره تلقائيا نحو ريم ممسكا بكلتا يديها بنعومة جاعلا اياها تنهض مردفا : سأخبرك بقرار سيصدم و يفرح الجميع
ابتلعت ريقهز و هي تعتصر ثوبها خاشية مما سيقوله لانه قلبها لا يطمئنها بتاتا و لا تشعر بارتياح بتاتا
بللت شفتيها و هي تتحاشى النظر اليهم حتى اردف ب كلمات ثلاث حطموها للابد : انا سأتزوج ريم
تعالت الزغاليط و التهنئات و المباركات وسط صدمتي و ذهولي و شعوري بللدوار ... بدأت ارى كل شيء امامي تتحطم
احلامي آمالي... حبي... قلبي ... جسدي حياتي ى روحي
كل شيء تدمر و لم يتبقى سوى اشلاء ... اشلاء محطمة
فيما راح الجميع يقبلونهم بسعادة و يرقصون بالافراح و انا جالسة بصمت احاول لملمة شتات نفسي و مداركة نفسي
انسابت دمعة تحكي عن الف دمعة قد تنساب بموقف كهذا
جعلتها تنساب و لم اكبتها لانني اعلم انه لا سلطان لي عليها
جففتها سريعا لانهض بعد ان حاولت الاتزان بشتى الطرق مقتربة منهم ناظرة لعينيه بجرأة عكس ما كنت افعل طوال الوقتدو هو تحاشى النظر اليه: مبارك لكما... خالص التهاني لكما مني.... سبد سيف ... و آنسة ريم
التصقت الاخرى كاللعلكة في ذراع سيف و هب تتغنج : اشكرك عزيزتي... كما تعلمين نحن نحب بعضنا البعض و آن الاوان للزواج
هزت الاخرى رأسها رافعة حاجبها : هكذا اذا... جيد لا داع للاطالة اكثر... فلتتهنوا ببعضكم
قالتها لتستدير معيرة ايلهم ظهرها و هي تعلم جيدا انه في هذه اللحظة يود قتلها لبرودها و عدم اكتراثها
تعلم شيء واحدا به.... انه مغرور ...مغزوز لدرجة انه لا بتقبل التجاهل بتاتا
بل على الجميع ان يحزن لخطبته لا العكس
ف الجيمع عليهم ان يحزنوا لخسارته و هذا مالم يره فيها
ابتسمت بخفة دالفة للذاخل و تحديدا لغرفتها حيث كانا سويا قبل بضعة دقائق قليلة فقط و ها هو الان رفقة ابنة عنها و تحديدا التي تكرهها
نظرت لتلك النافذة التي يتخلل اليهل ضوء القمر لتبتسم بألم و هي تبكي
لم تعد قادرة على كبح دموعها
لما فعل بها هذا ؟؟ لن تلومه انه سيتزوج لكن لما...لما جاء بها لغرفتها و اثار فيها مشاعر ما عادت تستطيع كبحها كالسابق
هي لم تعاتيه على شيء لانه ليس من حقها اساسا لكنها تتمنى لو تعرف لما فعل بها ما فعل... لما اردف بتلك الكلمات المعسولة
لما حصل كل ذلك ثم تقدم بكل بساطة ليخطب
مسحت دموعها ثم نظرت لحقيبتها : لعل فكرة ذهابي لامر جيد ... ربما يتسنى لي الوقت لنسيانه و المضي قدما
انا الحمقاء التي فعلت بنفسها ما فعلت... اتمنى لو لي سلطان على قلبي لاوقفه و اضع حدا لكل هذا
عدلت حجابها و جففت دموعها حتى هدأت لتعاود الخروج
خرجت لتجدهم جالسين بجانب بعضهم و هو يحاوط كتفها و شعرها المنسدل على كتفيها... تبدو جميلة للغاية... نعم لن تنكر ريم جميلة
و بدت اجمل برفقته
بللت شفتيها ثم جلست بجانب سائد لتعاود الابتسامة المريخة على وجهها
كم تشكر ربها ان سائد موجود بحياتها و الا ما كان لها مخرج للتنفس
نظر اليها الاخر مودفا : تبدين متعبة
آسيا : هذا لانني استيقظت باكرا و انهيت عملي بالخارج ثم اتيت هنا
سائد : متى ستكون اول زيارة لك هنا
هزت رأسها بتصحيح: بتاتا ... انا ذاهية الى هناك بزيارة لكني استقراري هنا
ابتسم مطمئنا ليردف : جيد... اتمنى ذلك
حاوط كتفها لتعانق ظهره مبتسمة و هي تسند رأسها على كتفه
دقائق اخرى مرت قبل ان تردف .: سائد علي اخبار الجميع عن سفري
الا يجدر ذلك؟
سائد : نعم صحيح... ثم انك تأخرتي في ذلك حتى
اثناء كلامهم كان قد نهض الجميع ليودعوا بعضهم لتردف اسيا : اوبس تأخرت كثيرا
قالتها ثم نهضت تحمحم بحرج
نظر الجميع اليها بينما هي تجول بعينيها عليهم جميعا ما عداه هو و هي تعتصر يدها بتوتر : اممم ... وددت ان اقول... انني...
انني سأسافر الى كندا
نظر الجميع لها بذهول ليردف عمها: ما سبب سفرك يا ابنتي
اسيا : عمي انا ... سأكمل تعليمي هناك...
همهم لها ليكمل : متى انت مغادرة؟
بللت ريقها لتردف : صباح الغد
اقتربت لين لتردف : تبا لما لم تخبريني من قبل... لما فعلتي هذا اسيا
تقدم سائد مردفا : لقد طرأت للسفرة بشكل مفاجئ فلم بكن لديها متسع من الوقت لاخباركم
لين : لكن هذا لا يبرر الامر سائد... اعني وددت لو نجلس رفقة بعضنا اكثر
ابتسمت بخفة مردفة: سأتي للزيارة لين لا تقلقي
تقدمت ريم بدلع لتردف : هذا يعني انك لن تحضري زفافنا انا و سيق صحيح؟
نظرت البه بكبرياء امرأة و شموخ لتردف : من يعلم.. قد يصدف تاريخ زفافكم في وقت زيارتي
صكت الاخرى على اسنانها و هي تبتسم بتصنع : جيد... سأحرص على سعادتك ان اتيتي
ابتسمت لها اسيا بغروز لتبدو جميلة للغاية في غرور انثويتها
وكبرياءها
تقذمت عمتها تعانقها : سأفتقدك حبيبتي.... طمئنينا عليك ...و لا تقطعي اخبارك عنا
بادلتها اسبا العناق لتردف : سأفعل عمتي
تقدم ابنها المسمى عادل و الذي كان اشدهم تعاسة بفكرة ذهابها فقد كان معجبا بها بشدة بل الاصح لقد كان جميع اولاد اعمامها و عماتها معجبون بها
حاول كبح نفسه عن عناقها ليردف : احزنني فكرة ذهابك
ابتسمت بخفة لتردف : لا تقلق سنظل على تواصل اليس كذلك؟
اومأ مردفا : اياك الا تفعلي
ضحكت بخفة وسط نظرات ذلك الواقف بعيدا عنها يرلقب حركاتها و انفعالاتها... يراقب كبرياءها و غرورها
يراقب صمودها و ثباتها
اردفت بحنو: لا تقلق سأفعل
كم ود عناقها في تلك اللحطة لكن أنّ له ان يفعل
انسحب ببطء و هي تراقبه بابتسامة حتى تقدم الجميع يودعوها و يخرجوا ليخلى المكان من الجميع ما عداه هو الذي بقي واقفا بعيدا عنها بأمتار قليلة
و هي واقفة محاولة تجاهله و تحاشى النظر اليه
تمنت من اعماق قلبها ان يأتي احد ما لينقذها من هذا الموقف لكن الجميع كان في الداخل يدوعون بعضهم و وحدهم هم في الحديقة
اخدت نفسا و مشت بخطوات حاولت ان تكون متزنة ذلك كان قبل ان يوقفها بصوته الرجولي : مغادرة؟ و غدا
بللت شفتيها و هي تتمنى ان ينتهي كل شيء لكي لا تتحمل مزيدا من الالم
كانت قد تجاوزته بالفعل و هما معيران ظهرهما لبعضهما البعض
استدار ببطء مقتربا منها بينما هي تفرك يديها بتوتر
وضع يديه بجيبيه و هو ينظر اليها من الجانب : اجيبي؟
حاولت ضبط تفسها و التكلم باتزان و ثبات: نعم صباح الغد
ابتسم بجانبية ساخرة ليردف: صباح الغد اذا
استدارت لتقابله وجها لوجه مبتسمة: صحيح... اتمنى حضور حفل زفافكم انت و ريم... تبدوان لائقين ببعضكما... هي تكملك في كل شيء
هي تشبهك حقا... انتقيت بالفعل من يكملك
جذبها من ذراعها بثلنية لم تتخيلها و لم تحسب لها حسابا و عينيه تطلق الشرر الحاد حتى شعرت انه يود قتلها
نظر لعينيها بحدة مردفا : انا كامل بالفعل ... لا احد يكملني
تأوهت بألم في ذراعها لتردف بخفوت اشبه بالهمس من الالم: يدي... انت تؤلمني
لم يكترث للامر بقدر غضبه من برودها و عدم اكتراثها
تبا كأن الامر لا يعنيها
سيف: عليك حضور زفافي بلا شك... سأجعله يتوافق مع تاريخ زيارتك
ابتلعت ريقها و هب تنظر ليدها ااتي تؤلمها
افلتها لتردف بألم : اذا افعل... فسعادتي تكمل في فرحتكم و اجتماعكم سويا
انت و ... انت و ريم .. فهي ابنة عمي في النهاية
و اكترث لامرها
رفع حاجبا ليردف : هذا السبب اذا
اومأت لتردف : صحبح... اعذرني... ف انت ابن عم والدي... اعني... نحن لا نعرف بعضنا بتاتا ... سوى اسماءنا ان صح القول... ف لا تؤاخدني...
كانت تحاول ان توصل البه فكرة عدم اكتراثها وانها لا تنطر اليه حتى بل لاتعرف عنه شيء
همهم لها مبتسما ليردف : نعم هذا واضح للغاية
هزت رأسها بصعوبة بالغة ليتقدم منها ببطء حتى اخدت تتراجع هي للخلف بتوتر كلما تقدم
حاوطها بالسور ناظرا لعينيها البريئة التي ترمش بتوتر : كوني اكيدة انك لن تنجي بفعلتك... لم تفعلي الصواب ... بتاتا
اشاحت النظر عنه لتردف بثبات: عفوا لم افهم قصدك ...
لبتسم بجانبية ليردف : فهمتي جيدا ما اعنيه
التفتت اليه لتردف بابتسامة هادئة استفزته بها : حسنا عمي...
اغمض عينيه و هو يعتصر قبضة يده بينما هي باتت خائفة حقا من اي ردة فعل قد تنجم عنه
عاود فتح عينيه ليردف : رحلة موفقة اذا ... لا تنسي الحضور لحفل زفافي
لم تعلق بتاتا فقط تحاول فهم ما يحاول فعله عبثا
خجلت من نفسها كثيرا اليوم... ماذا ظنت؟؟ ان من هو بعمر والدها قد ينظر اليها مثلا؟؟ هو لم يقدم على شيء معها
هو لن ينظر لفتاة بعمر ابنته بتاتا... هي فقط ستبقى بنظره طفلةو عليها ان تنطر البه كأنه والدها
لا اكثر و لا اقل
هو كذلك... و علبها تقبل الامر بشكل نهائي
ريم مختلفة فهي قريبة من عمره ... قريبة من عمر سيف
ريم تبلغ ال ٣٠ من عمرها
اما هي ف ١٩ ... سحقا للفارق الكبير...
لكن لما الكذب ريم تشبه سيف كثيرل.... لكن اانسخة الانثوية عنه تكرهها .. هي تحبه هو فقط... هو من تليق به تلك الشخصية الغريبة
و الكاريزما التي تحيط به محتلفة كل الاختلاف عن ريم رغم جمالها
اردفت بابتسامة متصنعة: شكرا لك... سأحاول ان احضر... عن اذنك
قالتها و ابتعدت عنها دالفة للداخل و قد كانت نظرات كل منهما قد صرحت ما يكفي انهما لن يتحدثا بما حصل في حجرة نومها و لن يذكرا ما حصل بتاتا
لن يتذكرا اصلا و كأن شيء لم يحدث
غادر الجميع بمن فيهم هو لتشعر بألم فظيع في قلبها
حاولت تمالك نفسها كي لا تثير القلق و الانتباه " فقط قليلا فقط الليلة اسيا ثم اطلقي العنان لالمك... سينتهي"
جلست رفقة عائلتها لتسند رأسها على حجر امها تداعب لها شعرها بينما سائد و والدها عامر ينظران اليها
اسيا : لن اغيب لدهور... انها مسئالة بضعة شهور ... لن تطيل اكثر اطمئنوا
همهموا لها بينما اختها الصغيوة نائمة على حجر سائد
اردف والدها بحب: اذهبي للنوم حبيبتي.... فغدا يوم شاق علينا كلنا... اذهبي لترتاحي
اومأت و هي تتثاوب : انت محق ابي... انا نعست بالفعل
حمل سائد اخته الصغيوة لغرفتها ثم خرج ليرى اسيا
نظرا لبعضهما لثوان قبل ان يردف هو : لم تتراجعي صحيح
اقتربت منه لتردف : سائد لا تصعبها ارجوك
اشاح النظر عنها مهمها لها و هي تعلم كم هو غاضب الان
حاوطت وجنتيه ليهدأ قليلا ناظرل لعينيها الفيروزيه
و هب تبتسم بحب
ليردف: حسنا لا تظهري لي هذا الوجه البريئ سأتجاوز الامر
اومأت لتعود لغرفتها و هو يلمح طيفها
أنت تقرأ
لعنة قلبي
Romanceاردفت بصعوبة : اعذرني علي الذهاب قالتها ليبتعد لكنه اضفى بهدوء: القهوة آسيا : هها؟ ابتسم ليردف : القهوة... الابريق يغلي استدارت لتفتح عينيها بذهول و تطفئ الغاز سريعا سيف : يبدو انك شردتي.... لكن فيما؟؟ كانت بموقف لا بحسد عليه ... ضائعة و تائهة و هو...