رَفيقُ رِحلَتي

12-شعور بالحنين

تجلس في غرفتها تصدح ضحكاتها على ما فعلته اختها في ذلك الخاطف، تشعر بفخر تجاه بيان، تشعر انها تلميذتها ليست اختها فقط.

لتقول ماسة لنفسها: انا عايزاك تلعب من تحت الطرابيزة براحتك، كله هيتكشف بس بمزاجي، عيبك انك اختارت تلعب مع الشخص الغلط.

ثم نظرت من النافذه وجدت الشروق اقترب و الشمس على اتمت الاستعداد لتستطع بنورها الخلاب، وذلك البحر الذي اتضح لون مياهه الصافية مع اول أشعة للشمس، و رغم ظهور الشمس قليلًا الا ان الهواء ما زال يحتفظ ببرودته، لترتدي شالها على كتفيها، و تهبط الى أسفل أمام البحر.

دائما ما تخاف هي من وجودها بمياه البحر، تشعر دائمًا أن هدوءه ذلك ما هو الا هدوء ياليه غدر، رغم سماعه لها دائمًا، ورغم حبها للجلوس امامه دائمًا، الا انها تخاف من غدره عندما توضع بداخله.

لتزيل ما كانت ترتدير بقدميها و تمشي حافية القدميين على الرمال، تحب ذلك الشعور بالحرية، تشعر انها تحلق في السماء، لا يوجد بالنسة لها أجمل من ان تجلس في هذه الاجواء الرائعة، حقًا هي تكذب يوجد بالنسبة لها شئ ٍأجمل بكثير، هي أن يكون جواد معها الآن، ولكنه رحل.

لتغني بصوتًا عذبًا مليئًا بالحنين:
"لسة اخر مرة فيها احنا اتقابلنا،
إيدي فاكرة لمسته ساعة سلامه،
عمري ما أنسى حبيبي، ولا أنسى اللي بينا،
نظرته لعيني، وحلاوة كلامه،
مش برتاح وانا عنه بعيد،
ما بحسش فـ حياتي جديد،
ليلة ورا ليلة حنيني يزيد عن الناس كلها،
كل مكان رحناله زمان،
دورت عاليه فكل مكان."

لتجد أحد يمشي بجانبها يُكمل معها الغناء بقوله بحب و صوتٍ عذب:
"والله مفيش حاجة فالإمكان الا وعملتها،
في حاجات في الدنيا لينا دخل فيها،
وفي حاجات مش بختيارنا ولا بكيفنا،
والقلوب كدا اول حب ليها،
تجري على اللي مش حاسسنا و مش شايفنا."

لتبتسم له و تقول"طلع صوتك حلو يا دغور"
داغر بتشنج: يا ايه!
لتضحك بخفة و تُعيد قولها: يا دغور
داغر بغمزة: طالعة منك زي العسل.
لتبتسم و تقول: المهمة التانية امتى
داغر: مستعجلة انتِ اوي
ماسة: امم اوي.
داغر: وحشك!
ماسة: أكيد
داغر: هتوقفي حياتك عليه.
ماسة: انا عند قولي ان الحياة مش بتقف على حد يا داغر، خلينا واقعيين، بس معرفش قلبي هيدق تاني ولا لا.
داغر: ولو دق؟
ماسة بإبتسامة: يبقى يا بختو اللي هيدقلو؛ لان ساعتها هحبو اكتر من اللي قبله.
ليبتسم بأمل و يكملا الطريق سويًا.
_________________
في الساعة التاسعة صباحًا
كانت بيان في غرفة المشفى الخاصة بـ أيهم تزوره.

أيهم بتساؤل: الا هو انتِ هربتي ازاي من اللي خطفك
بيان: بص يا سيدي استركز و ركز و اصحى علشان الحكاية اكشن شوية
ليضحك أيهم على حديثها، و يستمع لها بإهتمام، وبين الحين و الآخر كانت تتغير تعابير وجهه تارة بغضب، و تارة بمرح و ضحك، و تارة بدهشة، و تارة بصدمة.

أيهم: يخربعقلك، قتلتي الراجل، طب كنت هاتيله عاهه مستديمة ارحم.
بيان: الله كنت اسيبه يعمل اللي فدماغه يعني، ما تستركز و تركز و تصحى كدا يا أيهم.
أيهم: والله صاحي بس اعذريني اتخدعت فشكلك البريئ
لتضحك بيان و تقول: المظاهر خداعة، متاخدش بيها.
أيهم: اومال اخد بـ أيه!
بيان بضحك: خد بـ إيدي.
لينظر لها بـ إستغراب قليلًا و أستوعب ما قالته لينفجر في الضحك على تلك الألشة الغريبة.
بيان و هي تضحك: خد بالجوهر، عندك انا مثلًا طيبة خالث خالث
أيهم وهو يحاول السيطرة على نوبة ضحكه: خالث خالث
لتسبل عيناها ببراءة و حركت اهدابها بطريقة بريئة، و قالت"امم الناس ظلماني"
ليقول"يعني الناس ظلماكي مش انتِ اللي لسة قاتلة حد! "
بيان: تؤ تؤ الناس ظلماني..
لينتهي الحديث بضحكاتهم الرنانه..
________________
يجلس بجانبها على فراش المشفى يحمل في يده صحن الطعام و باليد الآخرى يطعمها.
قلبه يتمزق إربًا إربًا من أجلها.

ليبتسم و يقول: فاكرة اول مرة شوفنا بعض فيها، فاكرة لما كنت عيل طايش مكملش الخمسة و عشرين سنة، وكنت بتريق عليكي و اقولك يا شيخة، ليضع يده على وجنته و يضحك بهدوء و يكمل"ساعتها خدت قلم منك خلا دماغي تعمل إيرور"
لتبتسم على ما يقوله وهي تتذكر معه
ليكمل"ساعتها قولتيلي..
Flash Back
تقول بهدوء: القلم دا ادتهولك علشان تفوق، مش علشان قولتلي يا شيخة ولا حاجة، بالعكس هو حد يطول ياخد اللقب دا، دا أحب الالقاب على قلبي، ليبدأ غضبها بالتصاعد اليها و لكن تتحدث بصوتٍ هادئ"انتَ فاكر نفسك كدا الشاب الروش اللي مفيش منه اتنين، خيبة عليك، قاعدلي على ناصية الشارع تعاكس فالبنت دي و البنت دي، و مش هامك الناس اللي حواليك، فالح بس تبقى خايف ان حد من اهلك يعرفو و راسم عليهم الادب و الاخلاق، ونسيت ان ليك رب شايفك وانتَ بتعمل كل كبيرة، خايف منهم و مش خايف منه، انتَ اصلًا مطولش انك يتقالك يا شيخ و هتضايق لو اتقالك كدا بس هتطير من الفرحة لو اتقالك يا شبح و يا جامد يا روش، بس انا الحمد الله طولت ان يتقالي يا شيخة، وربنا أنعم عليا بكرمه و خلاني شيخة فنظر الناس اللي ذيك، و ملاك في نظر الناس المحترمة اللي اتربت صح، عن اذنك يا.. يا شبح.
Back

ليكمل و يقول "ساعتها حسيت اني اخدت قلم فوقني من اللي كنت فيه، روحت و طبعًا حاولت اجاهد كلامك وانه كلامك ميأثرش فيا، ليبتسم و يقول" بس أثر فيا و غيرني جردني من أحمد القديم الشاب الطايش، لأحمد اللي قدامك دلوقتي، لأحمد اللي اتولد على ايدك من جديد.

لينتهي كلامه مع انهائه لإطعامها، ليضع الصحن على الطاوله بجانب فراشها، ينهض و يحتضنها وهو يطمئنها بأنها ستصبح بخير و كل شئ سيصبح على ما يُرام.
___________________
بقولك يا باشا متهزتش، انا خايف لتكون عارفة حاجة

الشخص المجول: هي اغبى من انها تعرف حاجة، ولو عرفت متقلقش مش احنا اللي هنبقى فالوش، اللي هيبقى فالوش اللوا حاتم بجلالة قدره.
لينهي كلامه بإبتسامة خبيثة.
____________________
في أحدا الطائرات الذاهبة الى روسيا كانت تجلس هي و داغر على مقعدين مجاوريين، ذاهبان لإكتشاف تلك الاسرار المخبأة، و فك شيفرات تلك الألغاز.
♡♡
أنتهى الفصل الثاني عشر•
دُمتم سالمين🫀

|چنى محرز|