هبط بجانبها على ركبتيه يتحدث اليها بنبرة لينة حنونة
"ماسة صدقيني هم كويسين ها، ماسة فوقي و ركزي معايا، هم كويسين محدش جرالو حاجة، المستشفى لحقتهم، و بيان هنلاقيها صدقيني مش هتفضل مخطوفة كتير، ماسة احنا قدامنا رحلة طويلة و لازم تبقي قوية، لسة قدامنا حقايق و حجات عايزين نكشفها، لسة عايزين نعرف مين اللي ورا كل دا، ناخد حق اهلك، ماسة انتِ سمعاني"
لتنظر اليه و تقول بحزن"مش هعرف اعيش منغيرهم يا داغر مينفعش يسبوني"
داغر: اولًا لازم تعرفي ان الموت عالينا حق و كل واحد وليه قدره و مكتوب ليه كل حاجة من قبل ما يشوف الدنيا دي، تاني حاجة هم كمان ميقدروش يعيشوا منغيرك ولا هيسبوكي لانهم ببساطه و الحمد الله كويسين و ان شاء الله هيخفوا اكتر و يبقوا احسن من الاول بإذن الله، بس لازم تبقي اقوى من كدا احنا لسة فبداية الرحلة ولازم نكمل زي ما ابتدينا، سمحنا لغيرنا يبدأ اللعبة معلش ننهيها احنا، صح ولا ايه يا سيادة الرائد ماسة"
لتبتسم يإمتنان و تقول " صح يا سيادة المقدم داغر"لينهض و يمد يده لها لتضع يدها في يده و تنهض، ثم تبتسم له و تسحب يدها، و تعود الى غرفتها ثانيًا ولكن و أملها متجدد و فتيلة الانتقام تشتعل بداخلها من جديد، حقًا شكرا لك يا داغر.
________________
يتحدث ببكاء كأنه طفل يشعر بأنه سيخسر أمه.
"فاطمة متسبنيش مش هقدر اعيش منغيرك، انا منغيرك ولا حاجة، انا منغيرك هبقى تايهه، انتِ كل حاجة في حياتي، انتِ كل حاجة يا فاطم".
هي أيضًا دموعها تهبط لا تستطيع التحدث تشعر ان الكلمات مستقرة في حلقها لا تريد الخروج." نسيت ان اخبركم ان هذه الادوية سببت لها فقدان نطق لقترة ليست بقليلة"
ليكمل احمد: طب سمعيني صوتك مش هقدر مسمعش صوتك كل الفترة اللي جاية دي، ارفقي بـ قلبي يا معذبة الفؤاد.
لم تنطق ولكن نظارتها كانت كفيلة بـ أن تُفتت قلبه فُتات ليحتضنها و تعلو شهقاته بقوة وهو يشدد من احتضانها."من حسن الحظ ان تجد من يحزن لأجلك أشد من حُزنك لأجل نفسك"
________________
الا قولتيلي يا حلوة انتِ طالعة لبابا ولا لماما، ماهو مش معقول الحلاوة دي
لتنظر له بقرف و تدير وجهها عنه.
لم تكن سوى بيان.
بيان بسخرية: هو اللي باعتك تخطفني خايف يبقى راجل ف مستخبي فواحد شبه الستات.
لينظر لها بغضب و يقول: انتِ قد الكلام دا
لتضحك بسخرية و تقول"قده ونص، ولو راجل تعالى، و بعدين فاكرني هخاف علشان خاطفني ف بيتك بقى و كدا و هعيط، بـ مش ملاحظ مثلا ان ممكن اقتلك ومحدش يعرف عادي".ليقترب منها و هو يقول "تؤ تؤ دي احلام اليقظة، تقتليني انا، لي طيب عشان طيب!"
لتنهض هي و حاولت ان تهرب الى ان وصلت الى طاولة الطعام ف امسكها من يدها و هو يقول "قولتلك متحاوليش تهربي، دا انا طيب خالص بقولك"
لتقول هي بسخرية و مكر " وانا كمان طيبة خالص، بس اطيب بكتر" لينتهي الامر به ملقى ارضًا غارقًا في دمائه المتناثرة من عنقه، لتبتسم هي بخبث و تمسح بيدها عن جبينها الدماء المتناثرة عليها، ثم تقول" و كدا تمت العملية بنجاح يا بت يا بيني".
_________________
في احدى غرف المشفى يجلس بقلق ماذا حدث لها، يريد ان ينهض و يذهب من المشفى، ولكنه خقًا غير قادر على النهوض حتى من مكانه، ولكن تغير مزاجه فورًا عندما وجد منها رسالة بـ انها نجت.لِيُفتح الباب و يدلف منه عمر صديقه و طبيب "غلا"، ليذهب و يجلس على الفراش بقوة و يخبط على ذراع أيهم بقوة و هو يقول" عاش يا وحش"
أيهم بتأوه: اهه يا غابيي، قوم يلا قووم
لينهض عمر و هو يقول: يوه بتزوقش قومت اهو.
أيهم: خليك واقف بقا
عمر: اي التهزيق دا وانا اللي جاي علشان ازورك و جايبلك معايا كنافة بالمانجا، يلا ربنا يعوض عليك.
أيهم: عمر حبيبي انتَ هتزعل من اخوك برضو دا احنا اخوات يا راجل
عمر: اخوات برضو خد يخويا الكنافة اهيه
أيهم بسعادة: ايوا كدا دلعناااي
ليضحك عمر عاليًا
ليدلف احد بسرعة الى الغرفة و كان يظهر على ملامحه الذعر وهو يحتضن أيهم بقوة و يقول"أيهم انتَ كويس صح انتَ قدامي اهو"
ليبتسم أيهم بلطف و يقول"عزيز اهدا انا كويس الحمد الله والله متقلقش"
ليبتعد عزيز وهو يأخذ نفسه بهدوء حقًا كان يشعر انه على حافة الموت بعد سماعه للخبر.أيهم: عزيز اوعى تكون قولت لبابا و ماما
لينظر عزيز له بطرف عينه و بدأ يصفر بهدوء كأنه لم يسمع الى شئ، ليُعيد أيهم سؤاله ليتجهال عزيز السؤال ثانيًا بقوله لـ عمر"وريني كدا الكنافة دي بتقول ايه"
أيهم بغضب و لكن بصوتٍ منخفض: عزيز انجز و رد
عزيز: اه قولتلهم، بس اقنعتهم انك كويس ان ممكن يكون حد من اعداء داغر حبوا يلعبوا فعداد عمرهم، و اقنعتهم ان اول ما اجيلك هخليهم يكلموك ڤيديو كول.
أيهم: طب الحمد الله المهم انهم تقبلوا الخبر.
________________
بعد مرور ساعة و اكثر كان يمشي في الممر بينما كانت "بيسان" تجلس على احدى كراسي المشفى دموعها تتساقط، ليراها هو و يقول " ايه دا بيان مالك، و بتعملي ايه هنا"
لتنظر له و هي تمسح دموعها و تقول"اهلا دكتور عزيز، مفيش حاجة "
عزيز: مفيش حاجة ازاي وانتِ بتعيطي كدا، قولي بس في اي.
لتقول له نا حدث بنبرة مرتجفة و دموع متساقطة
عزيز: ايه العك دا و مين اللي يفكر يعمل كدا اصلا، انتوا ليكوا اعداء!
بيسان: احنا لا لكن اكيد ماسة عندها.
عزيز بإبتسامة مطمئنة: بصي يا بيسان القدر بإيد ربنا، اي حاجة حصلت او بتحصل ليها حكمه او ليها سبب، بس هي بإذن الله هتبقى كويسة و هتخرج من العملية دي زي الفل كمان، انا واثق فـ كدا كويس، و الثقة دي جاية من ثقتي بـ ربنا، ثقي فربنا يا بيسان.ثم ابتسم لها بمرح و قال "خايفة على بيان كمان صح، طب دي هناك أهي انا شايفها جايلنا زي القردة"
لتنظر بيسان سريعًا لممر لتجد ان بيان حقًا هنا، و عند وصولها ارتمت بيسان في احضانها تبكي.
لتهدأها بيان بثقة و تقول "متخافيش يا بيسان ماما هتبقى كويسة، و بابا و غلا هيخفوا بسرعة، متقلقيش كل حاجة هتبقى كويسة بإذن الله، بس لازم نبقى اقوية ها مينفعش نضعف او نقع.
لتبتعد بيسان و تحرك رأسها بعلامة نعم وهي تمسح دموعها.
__________________
" يا شوية بهاايم انا مشغل بهايم،باعت واحد يخطف حتت بت علشان نلوي دراع ماسة، تقوم البت دبحاه، انا مشغل بهايم، غوروا من وشي" "الشخص المجهول"ليكمل بعدما ذهبوا "والله لندم كل واحد فيكي عيلة يا العِمري"
___________________
تدلف بيان الى غرفة أيهم فـ المشفى بمرح، و تقول"حاسة ان وشي نحس عليك خالص خالص بجد يا دوك"
أيهم: حاسة!! تعالي تعالي شوفي الكنافة دي معانا بتقول ايه
بيان: اوبا هو في كنافة، بـ ايه طيب
أيهم وهو يأكل قطعة بتلذذ: بالمنجاا، هييه.
بيان: طب وريني كدا الكنافة دي بتقول ايه.
♡♡
انتهى الفصل الحادي عشر•
دُمتم سالمين🫀|چنى محرز|
أنت تقرأ
رَفيقُ رِحلَتي
Romansكُلما وجدتُ دليل لإنهاء حيرتي يَختفي مِن أمامي،و عِند معرفتي بمن يخفي الدلائل أضعت كل شئ مِن يدي .