22-إقتربت

18 0 0
                                    

ذلك الحشد الكبير يجلس في عزاء تلك الروح اللتي كانت تُحي المنزل و تُزهر حياة كل من بها، كان يطرق ابواب القلوب و يدلفها يملأها بالدفء، جميع الرجال يجلسون في تأثر و هناك البعض منهم من دمعت عينيه و منهم من يبكي بحرقة موتته لم تكُن بهينة على ايّ حال، اما عِند النساء فجميعهم ف اجتمعوا على فِعل واحد فقط وهو البكاء
نعود الى الرجال كان يجلس ابراهيم مُنكِس الرأس تائه عن العالم مرت ثلاث ايام على وفاة من كان اقرب اليه من نفسه؛ ليشعر برأس توضع على كتفه ليجده ذلك الصغير "جبر" اللذي لم يَكُف عن البكاء منذ ان قُتِل "طارق"
لينظر له جبر قائلًا ببكاء "يعني طارق معدش هيبقى موجود تاني ولا هنام فحضنه تاني، انا مكنتش بحس ان عندي بابا غير معاه كنت بتخانق معاه كتير بس والله بحبه، هم عشان انتوا انقذتوني منهم يقتلوه" لينفجر في وصلة أخرى من البُكاء بينما توقف جميع العالم عِند إبراهبم يُعيد اخر حديث ذلك الصغير على عقله
"عشان انتوا انقذتوني منهم يقتلوه"
واخذت تلك الجملة تتكر مرارًا و تكرارًا في عقله و في كل مرة تزداد نار الحقد و الانتقام بداخله.

اما في مكانًا اخر يُعاد نفس الحدث و بنفس الأشخاص هو يجلس جوارها ولكن تلك المرة يبكي و هي غائبة عن العالم بأكمله ترفض الرجوع الى الواقع
داغر: انا السبب انا السبب عشان خاطري قومي متفضليش رافضة انك ترجعي للدنيا و تفضلي نايمه، انا عارف اني قسيت جامد عليكِ وانا برميكِ بكلام زي الرصاص فكل مرة كنتِ بتحاولي تخليني اسامحك، بس يا ماسة اللي عملتيه مكنش سهل انتِ حاولتي تقتليني يا ماسة ضربتي عليا رصاص وانا وجعي انها جت منك كان اقوىٰ من وجع الجروح اللي لسة معلمة فجسمي بقيت كل ما ابصلها افتكر اللي عملتيه فيا قصاد اللي انا كنت بعمله عشانك، انا مش عارف اكرهك يا ماسه الوحش منك كان صعب اوي قصاد كل الحلو اللي كنت بعمله عشانك انا حميتك وانتِ رمتيني للموت بس والله ما عارف اكرهك انا حاولت بس مبقتش قادر اخبي اني لسة بحبك اصحي بس وانا والله ما همشي زي ما انتِ متخيلة، انتِ بقالك تلت أيام نايمه كل ما تصحي تصرُخي بس، انا والله اعصابي تعبت بس عشانك مش منك.

دلف احد الى الغرفة سريعًا يخبره ما جعله ينتفض ذلك غير مبشر هروبه من الشرطه ليس بمبشر ليدور حول نفسه لا يعلم ماذا يفعل حتى توصل الى حل؛ ليمسك بهاتفه يدق على احدىٰ الارقام فـ لا يوجد حل غير ذلك.
_____________________
"سيدي شكرًا لك كثيرًا على مساعدتك ليّ"
ليتحدث ذلك الغريب ناطقًا بحدة " لم اساعدك لأستماع منك كلمات الشكر تلك، إن كُنت تُريد شُكري حقًا فـ أحضر ليّ ارواحهم"
"أرواح من؟"
لينطق أسمهم بحقدٍ شديد"داغر و ماسة عزيزي جاك" ليصمت بعد ذلك ناظرًا له لهدوء ثم اكمل حديثه قائلًا " وإن لم يحدث ذلك فـ لا مانع في ان يكن جسدك يُشرف مشرحتنا العزيزه"

الآخر ضاحكًا"سيدي لا تفرق ليّ إن مِت ام لا ذلك لا يُخيفني و لكنِ سأفعل ذلك من اجلك، هل تُريدني ان افعل شيء اخر؟"
ليقول ذلك الغريب"اُريدك أن تأخذ روح أقرب شخص لـ داغر قبل انا تُذهبه لمن خلقه جاك"
"أتركها عليّ سأجعله يشعر بقلبه يحترق مثلما جعلت قلبها يحترق على اخيها سيلقى هو نفس المصير، اعطينِ فقط اقل من اربعةٍ و عشرون ساعة و سيكون الآمر مُنتهي"

رَفيقُ رِحلَتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن