في مكان بعيد مهجور يقف اثنان يحرسان غرفة مغلقة، يخرج منها أنين خافت يدل على ان هناك من يبكي بالداخل.
ليشعر احد الحارسان بنغزة في قلبه، فـ ذلك الطفل الصغير داخل الغرفة يتألم من كثرة الضرب ولا يجد من يساعده، و يخفف من الآمه.
ليقول الحارس الآخر الذي يقف بجانبه: انا مستغرب اوي الولد اللي جوا دا شبهك اوي كدا ازاي
ليقول الآخر: عادي يعني دا طفل و بكرة ملامحه تتغير يا طارق
طارق: يمكن، بس دا نسخه منك يا ابراهيم بجد
ابراهيم: خلاص يا طارق انتَ هتحسسني اني اتجوزت و خلفت منغير معرف
طارق: لا مش القصد، خلاص خلاص سيبك
ابراهيم: انا هدخل اشوفهثم دلف الى الغرفة ليجد ذلك الطفل متكوم على نفسه في ابعد ركن في الغرفة، وعندما استمع الى صوت الباب اخذ يرتجف من الخوف.
ليقترب ابراهيم بهدوء و بيده علبة اسعافات اولية، و هو يقول "متخفش يا جبر انا مش هعملك حاجة"
ليقول "جبر": انا عايز ماما يا ابراهيم
ليقترب ابراهيم منه و يحدثه بهوادة: انا وعدتك اني اوديك ليها لما اعرف هي مين، انتَ اتولدت و اخدوك منها على طول، فأنا معرفهاش لسة بدور عليها.
جبر بدموع: يعني هتوديني ليها لما تلاقيها
ابراهم: ايوا بس لما الاقيها
جبر: بس هو عمو الشرير مش هيضربك لو ودتني ليها
ليضحك ابراهيم بخف قائلًا: محدش يقدر يضرب ابراهيم انتَ مش شايف عضلاتي يا ولد ولا اي
ليبتسم جبر بحزن، ويلقي بنفسه داخل احضان ابراهيم قائلًا " انا بحبك اوي يا ابراهيم" ليحتضنه ابراهيم وهو يشعر بالمسؤلية تجاه ذلك الطفل، و هو يقسم ان يعرف من هي والدته.
___________
في منزل كبير في وسط مدينة روسيا كان يجلس محتضنًا ايها و هي متشبثه به، كم كانت تشتاق اليه، الى الان لا تصدق انه على قيد الحياة، تشعر انها تعيش في حلم وردي جميل لا تريد الاستيقاظ منه.
ماسة: انا مش مصدقة انك موجود حاسة اني بحلم
ليبتسم جواد: بس انا جمبك و حاضنك اهو مش بتحلمي
لتبتسم بسعادة و تحضنه اكثر، ليضمها له اكثر.لتقول ماسة: هو انتَ ازاي عايش انتَ اضربت قدامي
جواد: كان جايلي معلومات ان في حد هيضربني بالنار فكنت لابس واقي رصاص.
ماسة: معلومات من مين، ولي مثلت الموت.
جواد: علشان اعرف مين اللي عايز يقتلني.
ماسة:و جالك معلومات عن كدا من مين
ليقول جواد: ما تسيبك من قيل و قال و الهري دا تعالي هقولك حاجة مهمة جدًا.
(و تسكت شهرزاد عن الكلام الغير مباح)
_____________
في احدى المستشفيات الخاصة في تلك البلد الغريبة عنه يكون مستلقي على فراش في المشفى يغمض عينيه بإرهاق، و تهبط دموعه بصمت، ويقول بهمس"حبيتك اكتر من نفسي يا ماسة، و فالآخر اخدتي نفسي قتلتيها، و قلبي دوستي عاليه، حتى عقلي مرحمتيهوش و اخدتيه يا ماسة و مش عارف يفكر غير فيكي و فالخذلان اللي اخدته منك، انا حبيتك، كنت بغير كل لاحظة وانتِ بتحبيه هو، بس سكت علشان عارف ان سعادتك معاه، استحملت و جيت على نفسي، كلهم قالولي مساعدكيش لان فالاخر مش هتحسي بيا مهما عملت، كدبتهم يا ماسة كدبتهم و راهنتهم، و خسرت "
لينهي كلامه بهطول دموعه اكثر، ها هو يجلس وحيد لا احد بجانبه، ولا احد يعرف ما حدث معه، ها هي ليست بجانبه، رغم انه كان اول الداعمين لها و بجانبها دائمًا.
_____________
ينتقل نظرنا الان الى عائلة ماسة
في غرفة في المشفى التي تقطن بها، كانوا يلتفون حولها ملامحهم مليئة بالسعادة، لقد اصبحت بخير
ليتقدمن منها بيسان، و بيان، و غلا منها و يحتضناها بفرحة
لتبتسم و تضمهم لها بوهن
ليبتعدوا و يقترب احمد مقبلًا رأسها بحب، وهو يشكر ربه بداخله على انها بخير، و انها تتوسطهم الان
احمد: انا دلوقتي حاسس ان روحي رجعتلي تاني برجوعك بخير يا فاطم
لتقول بوهن: انا بقيت بخير بسبب دعمكوا ليا بعد ربنا
ليحتضنها بقوة غير ابه بكل من حوله
_____________
تمر الايام بسعادة على البعض، و حزن و ألم على البعض، و لكن هل تلك السعادة ستدوم لمن هو يظلم دون ان يفهم، و هل ذلك الحزن و الألم سيظل لمن يشكو الى ربه دائمًا و يعود اليه بدموع راجية ان ينزل البرد و السلام على قلبه.
تمر الايام، و الساعات، و الدقائق حتى اللحظات بسعادتها، و الامها، و فرحها.في ذلك القصر تجلس هي على طاولة الطعام تأكل، و كان هناك خادمات يضعن الطعام على الطاولة، و لكن كان هناك خادمة مختلفة عنهن، في شكلها، وملابسها، ومظهرها.
حيث كانت ملامحها عربية شرقية، ذات بشرة سمراء، عيون بُنية قاتمة لامعه، جسد ممشوق يغطيه لبس اسلامي شرعي، شعر اسود حالك لامع يصل الى اخر ظهرها و ينساب بنعمومة يغطيه خمار منمق، ملامحها بريئة هادئة، لا تفارق الابتسامه وجهها، و تسمى "سوار"سوار: صباح الخير يا مدام ماسة
ماسة: صباح النور يا سوار عاملة ايه
سوار: الحمد الله، هستأذن انا اسيب حضراتكم تاكلوا
لتذهب و تنظر ماسة الى جواد قائلة: شكلها مختلف عنهم كلهم
ليقول جواد اليها وهو يمضغ الطعام: جتلي و كانت محتاجة شغل ضروري فشغلتها بعد ما سألت عنها
ماسة: اوكيه، هو احنا مش هنرجع مصر
ليسعل جواد لتعطيه ماسة ماء بسرعة، ليرتشف القليل، ثم ينظر لها بتجهم قائلًا: لا مش هننزل و متتكلميش فالموضوع دا تاني
لتنظر بتعجب: دا ازاي و اهلي و شغلي
لينظر لها بغضب: اهلك ابقي كلميهم مش لازم تشوفيهم، و انسي شغلك مفهوم
ماسة بغضب: لا مش مفهوم ايه العبط اللي انتَ بتقولوا دا
جواد: اعتقد انك سمعتي و كلمتي مبتتغيرش، فـ ريحي و اكتمي
ماسة بصراخ: جوااد انتَ شارب ايه، ما تفوق
ليسحبها من ذراعها بقوة قائلًا: لو صوتك علا تاني يا ماسة مش هتشوفي خير مني ابدًا
ماسة بغضب: هخاف انا اياك، ابعد عني انتَ شكلك ضارب حاجة، اه ما انا هستنى ايه من واحد طلع راسم على جسمه كله وشوم، ما ناقص تكون بتشرب، ولا تكونش بتشتغل فبيع الاعضاء كمان.
ليجذبها من خصلاتها قائلًا: انا قولتلك صوتك ميعلاش، معندناش ستات تعارض اجوازاتها فـ كلمه، عندنا بيقولوا سمعًا و طاعًا بس
لتحاول الابتعاد قائلة: لي فاكر نفسك مين، فاكر نفسك ربنا
ليبتسم بمرضية قائلًا: تقدري تقولي كدا
لتبتعد عنه بغضب و تهبط بيدها على وجنته قائلة: لااا دا انتَ عبيط رسمي، فوق مالك، انتَ هتكفر، ايه قلة الادب و القرف دا
ليجذبها من ملابسها يجرها خلفه بعنف قائلًا" انا هوريكي قلة الادب و القرف على اصولها يا بنت العِمري"
____________
يدلف ابراهيم و طارق الى غرفة "جبر" بسرعة ليفزع الصغير قائلًا: في ايه
ليقول ابراهيم: جبر قوم بسرعة هنمشي من هنا.
جبر بخوف: هنروح فين
ابراهيم: هنشمي من هنا، متخافش يا جبر انا بحميك و عمري ما اذيك، و عايزك تعتبر طارق زي بالظبط هو كمان عمره ما هيأذيك، يلا بسرعة انا رتبت الدنيا علشان نعرف نهرب.
جبر: حاضر يلا بسرعة، و جاء ليقف ليقع بسرعة بسبب تلك الجروح العميقة التي في جسده و قدمه، و بسبب جسده الهزيل ايضًا، ليذهب طارق يحمله بسرعة، وهو يشعر بغضب تجاه ذلك الرجل المجهول الذي تسبب في كل هذا، لينظر هو و ابراهيم لبعضهم البعض، و عيناهم تخرج الشرار و يقسموا ان يأخذوا سويًا حق ذلك الطفل، و لكن يذهبوا من هنا اولًا.
_____________
انتهى الفصل الرابع عشر•
دُمتم سالمين🫀|چنى محرز|

أنت تقرأ
رَفيقُ رِحلَتي
Romantizmكُلما وجدتُ دليل لإنهاء حيرتي يَختفي مِن أمامي،و عِند معرفتي بمن يخفي الدلائل أضعت كل شئ مِن يدي .