15-أبتسامه ظاهرة

21 2 0
                                    

في منزل لم نذهب له منذ فترة، منزل عائلة "داغر"

كانت تجلس نورا بقلق، ولدها له اكثر من شهر ونص متغيب، لا يرد على الاتصالات، ولا يرد على الرسائل، هل من الممكن ان بكون أصابه مكروه؟.
لتنظر الى علي زوجها بخوف قائلة "علي حاول توصله بالله عليك مش معقول كل الاختفاء دا و هيكون كويس"
علي: نورا ممكن تهدي، في عمليات بيبقى ممنوع فيها التلفونات و كل دا
نورا: بقالي فترة قلبي مش مطمن
علي: متقلقيش هو اكيد كويس، بإذن الله يجي قريب

بعد قليل على طاولة الطعام كانوا يجلسون ليتناولوا وجة الغذاء، ليقول ايهم"ماما داغر مكلمكيش خالص"
و كادت ان تتحدث لتجد زوجها يضرب أيهم على رقبته من ااخلف قائلًا"اخرس يا طوور "
ليضحكوا جميعًا، و يتناولوا الطعام بهدوء، و في منتصف الطعام دق الباب.

لينهض "أيهم" قائلًا "خليكوا هقوم اشوف مين" ليذهب و يفتح الباب ليجده امامه، بملامح جامدة، عيون تنظر لها تشعر انها فارغة لا حياة فيها، ليحتضنه أيهم بسرعة كبيرة، ليتأوه داغر داخليًا بسبب ان جروحه لم تلتئم بعد، ليمد يده و يضم شقيقه له، ثم يبتعد، ليقول "ايهم" بفرح "وحشتني اوي يا داغر وحشتني، انتَ عارفة ماما كانت قلقانه اوي عليك، دي هتفرح اوي لما تلاقيك جيت"
داغر بخواء وهو يربت على ذراع اخيه: هروح اسلم عاليهم اهو، انتوا بتتغدوا صح
ايهم: ايوا تعالى يلا كل معانا، موحشكش اكل امك يا راجل
داغر: مش جعان يا ايهم، انا هسلم عليهم، و هدخل انام علشان تعبان، يلا امشي انتَ وانا هاجي وراك
أيهم بهدوء: مالك يا داغر انتَ كويس
ليبتسم داغر ابتسامة واسعة: ايوا كويس طبعًا، وكويس جدًا كمان، يلا روح كمل اكلك وانا جاي وراك.
أيهم: طيب متتاخرش، ويذهب أيهم الى غرفة الطعام، تاركًا داغر ينتشل ابتسامته من وجهه و يغمض عينيه بشدة، يحاول ان يتماسك لا يريد البكاء، لا يعرف ما الذي يحدث له تلك الفترة، يشعر انه لا يريد سوى ان يبكي، ليأخذ يتنفس بهدوء علّه يهدء، خلع حذاؤه،تقدم الى غرفة الطعام وهو يرسم ابتسامة مرحة على وجه.

داغر وهو يأتي كن خلف والدته و يحضنها: ست الكل اللي وحشاني
لتنهض والدته بسرعة تحتضنه، وهي لا تتوقف عن قول انها اشتافت له كثيرًا.
بعد ان القى سلامه على باقي من فالغرفة تركهم و ذهب الى غرفته، لا يريد رؤية احد يريد ان ينعزل عن العالم، و يجلس في غرفته فقط.
ليدلف الى غرفته بخواء، لينظر الى جدران غرفته التي كان مليئة بصور لها، و اكبر صورة بالغرفة كانت صورة لهم سويًا بعد اتمام اول مهمة قاموا بها سويًا.
كان يمنع دخول اي احد لغرفته حتى لا يرى احد صورها، حتى لا يلومه احد على ابقاء صورها معه لانها تزوجت، كان هو من ينظف غرفته، كان ينام على صورتها، ويستيقظ ايضًا على صورتها، كان عنده امل ان تصبح له، لكن دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن.

ليذهب الى الجدران يتحسس صورها، و عند وصوله لكل صورة يحملها من على الجدار، وبعد انتهائه من ازالة كل الصور وضعهم في صندوق كبير، و وضع فوقهم كتاب مذكرات كبير، كان مكتوب فوق ذلك الكتاب "أحببتُكِ سرًا"، و بعد. انتهاؤه من ازالة كل شئ يخصها فالغرفة، جلس بهدوء ام ذلك الصندوق، ينظر اليه، والى ذلك الكتاب بالذات،
ليقول هو" انا حبيتك لدرجة محدش حبها لحد قبل كدا، حبيتك لدرجة اني كنت عايز اتقدملك، ولما عرفت انك مش عايزة تتجوزي غير في سن معين، و مش قبل السن دا، سكت، سكت عشان كنت عارف انك مهتمية بشغلك و كراريك، ومش عايزة حاجة تعطلك عنهم، قولت ماشي خليني جمبك على الاقل حتى لو متعرفيش لحد ما تحققي اللي نفسك فيه، سكت رغم صدمتي انك اتخطبتي في وقت انتِ مش عيزاه، انك اتخطبتي في سن قبل السن اللي انتِ كنتي عايزاه، حسبت انه غصب عنك، و حاولت استفسر منك، و اكتشفت ساعتها انك حبتيه، وانك وافقتي عاليه؛ عشان كنتي معجبة بيه، سكت و استحاملت كل دا يا ماسة؛ عشان تبقي مبسوطة، استحملت و كتمت غيرتي، كنت بحس اني بولع ان نار قايدة جوايا مبتطفيش، بس سكت عشانك، عمري ما قولت لا قلبها دا من حقي، مينفعش تحب غيري، ولا انك مش هتتجوزي غيري، انتِ متستاهليش مني كدا، و غير كدا ربنا هو اللي عايز كدا مكنتش هعارض اكيد، و كمان كرامتي و رجولتي ميسمحوليش اني افرض نفسي عليكي"

ليأخذ نفس عميق يحاول فيه ان يُهدئ من تلك النيران بداخله، ثم اكمل حديثه قائلًا " عارفة انا بحبك من وانا فـ تالتة ثانوي، اه والله كنت عيل طايش، عارفة انا مين، انا الولد اللي كان بيسعادك وانتِ فـ تانية اعداظي لما كنتِ تبقي قاعدة قدام السنتر بتعيطي؛ عشان محلتيش الواجب، او محفظتيش، انا اللي كنت بحل معاكي الواجب، و كنت بساعدك فالحفظ، مش عارف لي بس كنت حاسس نحيتك بمسؤلية، يمكن انتِ نستيني لما مبقتش بظهر قدامك، بعد ما خلصت ثانوي، بس انا عمري ما نسيتك "ثم وضع يده على ذلك الكتاب يتحسسه بهدوء مكملًا حديثه" حتى الكتاب دا يشهد، من اول محسيت اني معجب بيكِ، لحد ما اتأكدت اني بحبك، كان الكتاب دا شاهد على كل حاجة، الكتاب دا في غالبًا معظم الحجات اللي تخصك، كنت لما الاقي نفسي مش، ورايا حاجة، اروح اراقبك شوية، يمكن حبي ليكِ منتهاش، بس مش قادر اسامحك على اللس عملتي فيا يا ماسة. "
______________
في ذلك البلد، الذي سافرت اليه ولم تعود الى الآن، كانت تجلس في غرفتها وحيدة، دموعها تهبط على وجنتيها، لا تصدق، لا تريد هذا الطفل الذي في احشائها، ولكنه طفلها، جلست تبكي و تتذكر كل ما فات، لتتذكر ذلك اليوم الذي عرفت فيه احدى حقائق ذلك المسخ الذي يسمى زوجها.

Flash back
في يوم من الأيام، يسحبها كالاعادة الى غرفته، ليتفنن في تعذيبها كالعادة، يقترب هو، و تبتعد هي.
ماسة: انتَ عايز مني اييه، وهمتني انك بتحبني و انا صدقتك، ليه يا جواد
ليضحك بقوة قائلًا: و وثقتي فيا لي، هم مش انتوا العرب قايلين ليكوا ان مينفعش تثقوا فاليهود، و بعديني يا بيب انا اسمي "چاك"، ليقترب منها و يسحبها من ذراعها له بشده، حتى اصبح لا يفرق بينهم الا سنتي متر واحد، ليتفوه امام واجهها قائلًا مهمس" مش جواد يا روحي"
لتصرخ بيه قائلة: ابعد عني بقولك، ابعد عني يا حقير بقولك ابعد انتَ مبتفهمش.
ليجذبها من شعرها بقوة قائلًا: انا هوريكي الحقارة، شوفتي مكر الثعالب حلو ازاي، تعاليلي.

بعد اسبوع وجدته يتحدث فالهاتف عن اعضاء، و سلاح، لتكتشف انه يعمل ايضًا كـ احدى رجال المفايا.
Back

لتستفيق من شرودها، لا تعرف ماذا تفعل لا تعرف، لتبكي بقهر قائلة "انتَ فين يا داغر، انا اسفة"
___________
في منزل عائلة ماسة
يجلس احمد بتعب، وصلت له اخبار ان ابنته وجدت زوجها، و انه لم يمت، حسنًا كيف؟ كيف لم يمت!، و لماذا تظاهر انه ميت، و لماذا كل مرة يحدث بها ابنته، تكون نبرة صوتها حزينة، ماذا يحدث يا الله، يا الله احفظ لي ابنتي، انا لا اعلم ما بحدث لها، لكن قلبي يشعر انها ليست على ما يرام، ماذا افعل دلني يا الله.
ليصمت قليلًا يفكر حتى خطرت على باله فكرة، لينهض بسرعة ويذهب الى غرفته، ثم يرتدي ملابسه بسرعة، و يخرج من المنزل على عجلىٰ، و يقود سيارته منطلقًا الى منزل "داغر"
___________
انتهى الفصل الخامس عشر
دُمتم سالمين🫀

|چنى محرز|

رَفيقُ رِحلَتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن