17-تلاعُب بالأعصاب

37 1 2
                                    

في الساعة الثامنة صباحًا، كان يهبط من الطائرة مرتديًا نظارته الشمسيه التي أعطت لهُ منظرًا مُهيبًا، خاطفًا للأنفاس، وصل إلىٰ أراضي روسيا ليأتي بيها، بجانب أنه أعطىٰ عهدًا لعائلتها أنه سيأتي بها سالمة معافية، جلس يعمل علىٰ حاسوبه ولم يستغرق الأمر كثيرًا حتىٰ إرتسمت ابتسامة جانبيه علىٰ ثغره تحمل الكثير والكثير من الخُبث لقد أتى بمعلومات هذا المدعو "جواد" الذي اكتشف أنه يدعى "جاك" فالاساس، بحث عن كل شيء يخصه في كل مكان، ليصل بعد ذلك الى هنا لإنقاذها من بين يدي ذلك الثعلب الماكر، الذي استطاع خِداعها بكل سهولة، ليصعد الآن الى السيارة التي استأجرها هُنا، ليبدأ في رحلته، التي حتمًا ولا بد انها ستنتهي بالدماء، إما ستكون دمائه، و إما ستكون دماء "جاك"، لينطلق بسيارته بسرعة فائقة، مُزيلًا نظارته من على عينيه، مبتسمًا ابتسامته الجانبية، ناظرًا للطريق بخبثٍ بَينّ.
قائلًا بإبتسامة لَعوب: I'm coming jak, Get ready to meet me

____________
مجهول" يعني ايه هِرب يا شوية اغبية يعني اييه، حتة عيل يهرب ازاي"
احدىٰ الحراس: يا باشا حضرتك احنا كنا قافلين عاليه زي كل يوم عادي و احنا الشيفت بتاعنا الصبح و بالليل في ناس تانية اللي بتقف على الاوضة، و دول احنا مش لاقينهم اصلًا، اكيد هم اللي اخدوا و هربوا
مجهول"وربي ما حد هيطلع منها سليم يا شوية اغبية، براا اطلعوا براا"
ليخرج جميع من كانوا فالغرفة تاركين ذلك الثعلب كما يُسمىٰ من رَب عملهم، اخذ يطيح بكل ما تقع عينيه عاليه، حتى توقف ناظرًا في الا شيء بعيون كالجحيم قائلًا "مهما حصل هنهيكوا واحد واحد"

ليخرج من مكتبه صاعدًا الى غرفته دالفًا بعنف، لتقع عيناه عليها تنكمش على نفسها عِند دخوله المفاجئ، ناظرة اليه بكره، ليغلق الباب بقوة مقتربًا منها و عيناه لا تبشر بالخير نهائيًا، لتنهض هي من على الفىاش بعنف ناظره له بتحدي، لتقوم حرب النظرات التي لا تنم على خير منه، ولا على استسلام منها، كاد ان يقترب منها الا انه شعر بشيءٍ يُغرز في رقبته؛ ليشعر ان رؤيته تتشوش، ساقطًا على ارضية الغرفة غارقًا في نومٍ عميق، لتنظر هي للفاعل لتجدها تلك الفتاة المختلفة عن كل من يعملن هُنا، لم تكون سوا "سوار".
سوار بإبتسامه: ها يلا بينا
لتنظر لها بإبتسامة واسعة: يلا بس لازم نحطه على السرير علشان يبان نايم
سوار: عارفة يلا ايدك معايا كدا نقومه للسرير.

بعد مرور نصف كانت تخرج سوار من الغرفة بيدها سلاحها تنظر يمين يسار، لتأمين المكان، ثم تنظر لماسة تحثها على الخروج، لتخرج ماسه بهدوء بيدها حقيبة صغيرة بها بعض ثيابها، ليتحركوا بخطوات سريعة لكن بهدوء حتى لا يصدروا صوتٍ، ذاهبات الىٰ باب الخدم الذي يوجد بالمطبخ، ليخرجوا بسرعة عند وصولهم للباب، بعد دقائق وجدوا انفسهم خارج القصر امامهم سيارة سوداء كبيرة تنتظرهم بالخارج، ليصعدوا الى السيارة بسرعة، لتنطلق بهم.
______________
في مطار القاهرة الدولي تهبط تلك الطائرة القادمه من روسيا، يهبط منها رجلان و طفل، ذلك الرجلان يتقدمان بإبتسامة منتصرة لإتمامهم عملهم بإنقاذ الصغير، و مجيأهم به الىٰ أرض الوطن الحبيب، لينظر احدهم بإبتسامة حنونه للطفل الذي يمسك بيدهم، ناظرًا حوله لإستكشاف المكان.
ليقول جبر" ابرااهييم احنا وصلنا مصر اخيرًا خلاص، و هشوف ماما"
ليضحك ابراهيم قائلًا: وصلنا مصر، بس لسة هتشوف ماما كمان شوية مش دلوقتي.
ثم بهبط ابراهيم على ركبتيه، قائلًا لـ "جبر": يلا يا جبر تعالى اشيلك على ضهري شوية علشان متتعبش.
ليقفذ جبر على ظهره بإبتسامة بريئة واسعة، ليضحك ابراهيم، و ذلك الرجل الآخر الذي لما يكن سوا "طارق".
____________
في مكانٍ لم نزوره من قبل، منزل هادئ و دافئ، مليء بالحب و الامان، يجلس بكر في يديه كوبًا من القهوة، وفي يده اليسرا يُمسِك بكتابٍ يقرأ به، ليشعر بها تجلس بجانه، زوجته و قرة عينيه، تلك الفتاة التي اختطفته عن العالم من الوهله الاولىٰ، لم يكن هناك فترة كبيرة للتعرف عليها، فهو كان تعاملهم مرة واحدة فقط في شيء بخصوص العمل، ثم ذهب طالبًا يدها، لشعوره بالراحة تجاهها، ليوافق اهلها عليه، ليأخذوا شهرًا واحدًا فقط خطوبة للتعارف، ثم تم عَقد قرانِهُم، لم يملك قصة حب كبيرة كتلك القصص المنتشرة في العالم، و علىٰ مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه امتلك قلبها، قلبًا لو بحث عن مثله في ذلك الزمن لن يجده ابدًا، قلبًا احبه بصدق غير ابهٍ بكل شكليات الحياة، و للصدق فكانت علاقتهم قائمة علىٰ المودة و الرحمة قبل اي شىء، لم يذكر انه في اي مشاجرة بينهم دام خصامهم الىٰ اكثر من ساعة، وينتهي فالنهاية بجلوسهم سويًا يضحكون و يلعبون احدىٰ الالعاب الاكترونية سويًا.

زهراء وهي تلوح بيدها امام عينه: بكر بكر يا بكرر
بكر: اي يا فصيلهه فصلتيني
زهراء: بقالك قرن باصص ليا كأنك مسحوب من الدنيا
بكر: ما دي حقيقة ببصلك بتوه و اتسحب من الدنيا
لتضحك بحب قائلة"و اي كمان"
ليبتسم قائلًا " إن كان الحب عذاب فـ يا مرحبًا بي داخل جحيمه معِك، و إن كان الحب جميل فـ يا مرحبًا بي داخل جمال عِبقُكِ زهرتي"
لتضحك بفرح و حب غامزة له بمرح، ليضحك عليها، و يضمها له لتستند على صدره، و يكملوا قراءة الكتاب سويًا.
____________
بعد مرور اكثر من سَبع ساعات، نعود الىٰ قصر الثعلب، خصوصًا في غرفته، يحاول فتح عينيه ليغلقها ثانيًا اثر الضوء، ثم يفتح عينيه تدريجيًا، لينظر حوله لينتفض بسرعة عندما وجده امامه، ليبتلع لعابه ناظرًا له بتوتر، يحاول اخراج صوته ثابتًا.
جاك: انتَ بتعمل ايه هنا، انتَ مش مُت
داغر بنظراتٍ ماكرة: وحشتني قولت اجيلك من القبر
جاك: انتَ عايز ايه
لينهض داغر مقتربًا منه بهدوء، ذلك الهدوء كان يلعب على اعصاب ذلك الجالس، حاول النهوض لكنه لا يستطيع يشعر ان جسده مقيد و ثقيل، رغم ان لا يوجد شىء يقيده.
داغر: متحاولش اصلك واخد حقنة بتسبب شلل مؤقت
جاك: عايز ايه بقولك
داغر: انتَ خايف ولا اي تؤ تؤ، انتوا مش كنتوا اقوية اومال ايه الجُبن اللي شايفه فعينك دا، يكونش كلام الناس على اليهود صح انهم عالم جبانه
لتتوحش عيني "جاك" قائلًا: اخرص احنا برقتبكوا
ليقبض داغر على رقبة جاك قائلًا: انا جاي هنا اتكلم وانتَ اللي تسمع، مش جاي احذرك ولا اهددك اصل داغر الشريف ما بيهددش بينفذ بس، انا بس جيت اقولك انه اللعبة بدأت تتلعب علىٰ المكشوف من اللحظة اللي انتَ قررت تظهر فيها من تاني.
ليبتعد عنه تاركًا رقبته، مبتسمًا بسخرية، تاركًا ذلك يأخذ انفاسه لقد كاد ان يموت علىٰ يديه الآن.
ليقول ثانيًا"متخافش انا مش جاي اخد روحك دلوقتي، هي كدا كدا هتتاخد، بس أتقل، كِش ملك قرب،سلام يا برنس "
ليستدير تاركًا قلب ذلك الجبان يرتجف، فمن كان يقف امامه داغر الشريف ليس بشخصٍ هين ابدًا، يعلم انه مُعرض الآن للقتل في أية لحظة، اما داغر فهبط من الشرفة عن طريق حبلٍ كان مُعلق في الشرفة، ليصل الى الارض، يسير بهدوء كأن شيئًا لم يكن، علىٰ شفتيه ابتسامة لا تظهر الا عندما ينفذ احدىٰ خطته، ليخرج من القصر صاعدًا لسيارته منطلقًا يشق الطريق وهو يدندن بهدوء احدىٰ الاغاني، و يبتسم بعدها قائلًا "كِش ملك قربت اوى يا جاك، قربت اوي"
____________
أنتهى الفصل السابع عشر
دُمتم سالمين🫀

|چنى محرز|

رَفيقُ رِحلَتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن