_4_

294 30 24
                                    

عدت إلى غرفتي ، لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء ، ظننته سيكون طيبا مثل جيمين إلا أنه بارد القلب متعجرف ، لم حدث كل هذا ؟ لا أرغب في البقاء هنا ، لن أبقى هنا .. أخذت قراري،  سأغادر لا يوجد أي أحد عل أية حال  ، سأحاول الفرار بأي طريقة ، جففت دموعي التي كانت تتسابق على خدي  ، و هممت بالخروج،  نزلت السلالم ، أقصد الباب الرئيس الذي اكتشفته صباحا ، اختلست النظر  لم يظهر أي من الحراس الذي ذكرهم جيمين صباحا  ، لذا أسرعت باتجاه البوابة الضخمة آخر المدخل الرئيسي للقلعة
"هل تقصدين مكان ما آنا ؟"
صوت عميق مألوف أوقفني ، توقفت استدير  لألمحه لكنني لم أصدق عيناي لوهلة
" السيد تايهيونغ؟!"
" أهلا آنا "
توقف عقلي عن التفكير لوهلة فقط أحدق به هل أنا أحلم ، هل ابن صاحب  المقهى اللطيف هو نفسه الذي يقف أمامي ، أعني يمتلك نفس الوجه نفس الشعر  ، لكن هذه النسخة سوداوية  أكثر يختلف عن تايهيونغ الذي مازال يعيش في أسلوب تسعينيات القرن الماضي ، لا أعتقد أن هذا التايهيونغ يتراقص على موسيقى الجاز  أو يرتدي البدلات الرسمية بين الحين و الآخر دون أي مناسبة تذكر ، أعني إن الشخص القابع أمامي مختلف جدا ، بنطال من الجلد الأسود يمتلك على جانب فخذه الأيمن أحزمة تحمل سكاكين صغيرة ، جاكيت من الجلد الأسود،  قميص أبيض مسدول  ، قرط فضي تحمله شحمة أذنه اليسرى .
قاطع تأملي صوته المعتاد
"آنا؟ هل أنت بخير ؟"
" هل أنت تايهيونغ فعلا ؟!" قلت أرجع خطوة للخلف
" و من سأكون غيره آنا ، هل نسيتيني بهذه السرعة؟"
غمز في  نهاية كلامه لتتوسع عيناي،  حسنا لم أعتقد أنه في يوم من الأيام سأكتشف أن الفتى اللطيف ذو الابتسامة المربعية  و الروح المرحة  هو جزء من عالم خوارق الطبيعة
"هل أنت أيضا .. أعني أنت هنا و.. "
" نعم أنا مستذئب آنا "
" لكن كيف و المقهى و ..و... "
ضحك كعادته " إنها مجرد هواية ، أحب أن أعيش ما بين البشر بين الحين و الآخر "
" واا هذا .. هذا مفاجئ"
"إذا هل كنت تقصدين مكان ما ؟ "
لا أستطيع إخباره بخطتي لذا كذبت ، لا أعتقد أنه سيفهمني على أية حال
"لقد كنت اكتشف المكان فقط "
هز رأسه  ثم رمقني متفحصا 
" ستبقين هنا لفترة لذا عليك تبديل هذه الملابس ، هل تناولت الطعام حتى ؟ ، إن الطقس بارد هيا لندخل ستمرضين  "
وه إنه هو تايهيونغ بالفعل على الرغم من اختلاف المظهر ، إلا أن قلبه لم يتغير إنه لطيف ، ليس كقطعة الجليد تلك المدعوة ب نامجون .
سرت  بجانبه بهدوء
" سأجلب لك بعض الملابس ، و احضر  الطعام   "
" لكن سيد تايهيونغ..."
"نادني تاي فحسب "
هززت رأسي مبتسمة،  أشعر بالقليل من التحسن شخص أعرفه مسبقا بجواري ...
" حسنا .. تاي.. هل أستطيع سؤالك عن أمر ما ؟ "
" بالطبع "
"لم علي المكوث هنا ؟أريد العودة للمنزل  بالفعل  "
"آنا عزيزتي لقد حدث أمر ما .. والد نامجون ... أعني كريستوفر  ، إنه يخطط لأمر خطير ، لقد  كان نامجون يحاول حمايتك لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون للأمر  نتائج سلبية "
" ماذا تقصد ؟"
" إن جزءا من نامجون عالق بك .. جزء من روحه و من طاقته .. شيء كهذا ...ستأتي روز في الصباح.. إنها ساحرة .. نعتقد أنه بمقدورها   تحديد ماذا يحدث داخلك  "
" تاي هل فعلا أنا لا أحلم .. ؟! "
"لا آنا .. لا أنت لا تحلمين كل شيء حقيقي .. في الحالات العادية عندما يرانا أحد من البشر على حقيقتنا  نقوم فقط بمحو ذاكرته ، لكن أنت... علينا التعامل مع شيء آخر "
" لكن تاي..ماذا عن والداي أحتاج التواصل معهما سيقلقان علي، و ...و...  هاتفي قد تحطم بالفعل .. و ماذا عن دراستي .. الاختبارات ستبدأ قريبا و ... "
" آنا تستطيعين استخدام هاتفي مؤقتا لا مشكلة ، أما عن دراستك سنحدد الأمر غدا  .. إذا كنا مخطئين  ستعودين لحياتك الطبيعية و لاختباراتك و سأعود كابن صاحب المتجر فقط "
كانت نبرته مريحة ،  يتكلم باعتيادية و كأنه صديقي المقرب
" شكرا تاي "
" سأهتم بك هنا ، لا عليك ، سأعود بعد ساعة "
هززت رأسي  مبتسمة بلطف في حين غادر تاي الغرفة يوصيني بأن استرخي و ألا أقلق .
لم أستطع النوم،  لذا جلست داخل النافذة الضخمة أتأمل  الغابة بشرود ، أتذكر  أصدقائي و حياتي الاعتيادية    إلا أن  صوت دراجة نارية لفت انتباهي ... كان قطعة الجليد قد عاد ،و قد تعكر مزاجي تلقائيا ، لكنني لم أمنع نفسي من النظر له من بعيد  .. إنني أشعر بالملل على أية حال  ، أعني ملامحه الحادة شعره الأسود متوسط الطول ، سترة جلدية بنية اللون لامعة  كنزة سوداء لا تلائم أجواء هذا الموسم البارد،  بنطال أسود  مع حذاء جلدي بنفس اللون  ، يبدو و كأنه شخصية خيالية مصممة بطريقة خاصة و لاسيما بهذا الجسد الضخم و الطول الملفت  ، أزحت عيناي عنه لأعود لتأمل الغابة ، إلا أن عيناه المتوهجتان كانت أول ما تبادر إلى ذهني ، عيناه مميزة بالفعل ، لكنه قطعة جليد بالنهاية ، أكره هذا النوع من الأشخاص. 
                              ....................
عاد تاي و استطعت بفضله محادثة والداي من دون أن أشعرهما بأنني أمر بأي مشاكل ، جلب لي بعض الملابس  ، لذا أخذت حماما دافئا ، جعلني أشعر بالراحة،  عندما خرجت كان الطعام  متواجدا على الطاولة بجانب  السرير ، كنت أتضور جوعا لذا لم آبه لشعري المبلل  و باشرت تناول الطعام ، إن تايهيونغ ملاك بالفعل ، كيف كنت سأنجو الليلة من دونه  .
قصدت المطبخ لأضع ما تبقى من الطعام  ، كان المنزل ساكنا بشكل غريب ، انتهيت  و غسلت يداي  ،  نظرت  حولي قبل أن أصعد السلام ، أكره التواجد لوحدي في مكان جديد ، أشعر بالخوف من دون مبرر  ، قصدت غرفتي ، كنت أشعر بالنعاس الشديد الآن ، لم يستغرق الأمر سوى بضع ثواني  حتى زرت مدينة الأحلام .
                              ...................   

  

THE MOONCHILD || KNJ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن