_25_

201 29 3
                                    

جلست على سريري
بوجه متجهّم
و لم أحاول إيقاف دموعي التي غسلت وجنتاي بصمت
كلّ ما أفكّر به الآن هو كم أكره نامجون
كلماته و طريقة كلامه تتردّد في ذهني
أعني ألا يستطيع أن يكون أكثر لطفاً ، ألا يستطيع الحفاظ على هيئة معينة،  لقد تعبت من مزاجيته في التعامل معي ، ألا يستطيع التصرّف كالآخرين ، أعني غادر جونغوك منذ لحظات غرفتي بعد روز و هوسوك ،
و أغرقوني بالكلمات اللطيفة ، يسألون عن مشاعري ،
أمّا هو فمتحجّر القلب ، أتعجّب كيف يرون الرفاق في تصرفه هذا شيئاً من العقلانية
أعني جميعهم ختموا حديثهم معي ب
" إنّه الألفا ، لديه وجهة نظر بالتأكيد ، ليس من عادة نامجون أن يتصرف بهذا الأسلوب دون سبب"
سئمت من الألفا بالفعل
مرّت ساعة و أنا على هذا الحال ، الجميع قد ذهب إلى المركز ، و السماء المليئة بالغيوم الرمادية تزيد فقط من مزاجي الكئيب ، أعني قد أبدو محبّة للشتاء ، لكن صدقني في أغلب الأوقات أكرهه ، إن سماءه الملبّدة بالغيوم لا تناسب مزاجي المشرق ، هذا ما أعتقده .
استقمت لأغسل وجهي ، أحاول التفكير بشيء جديد لأنسى ما حدث ، ثم قررت تصفّح وسائل التواصل ،
لأتوقف عند خبر بثّ الحزن في قلبي ، تبيّن لي أنّ أحد طلاب السنة الثالثة في جامعتي قد توفّي بالهجوم التي قامت به الكايميرا ،
لقد لفّق السبب ليبدو كهجوم ذئب شرس ، مع بعض التعليمات بعدم الاقتراب من الغابة لأي سبب.
أغلقت هاتفي و قد زاد قلقي و تفكيري،  لكن الهاتف بدأ بالاهتزاز في يدي ،
أمي
جيّد عليّ التمثيل الآن بأنني أحضر لاختباري  و أنني متحمسة و حزينة لفكرة وداعهم بعد انقضاء فترة الامتحانات ، و أنني أعيش حياة طبيعية
"أمّي ، لقد اشتقت لك "
لا أكذب إنّها مشاعري اليومية
" آنا ...ابنتي .."
يوجد شيء سيّء... نبرتها غير مطمئنة
" والدك آنا .. إنّ الطّبيب هنا ، إنّه ليس بخير  "
" ماذا !!!"
شعرت  بتجمّد الدم في عروقي
والدي... طبيب.. ليس بخير
"ماذا حدث أمّي ؟"
" لا... لا أعلم آنا "
"أنا قادمة أمي ، لا تقلقي سأكون بجانبكما قريباً "
  كان صوت والدتي متوتّراً خائفاً بثّ القلق في نفسي أضعافاً
لن يوقفني نامجون أو أي شخص من رؤية والدي و والدتي  .
هرعت  أبدّل ملابسي أرتدي معطفي و قفازاتي، الجو باردٌ اليوم على غير العادة ، أسرعت أقصد درج مفاتيح السيارات التي يمتلكونها هنا آخذ واحداً ،
حاول أحد الحراس إيقافي لكن كذبت عليه و أخبرته أنني أقصد المركز لأن الرفاق بحاجتي .
كنت أفكر هل أخبر روز أم لا ، لكن قررت في النّهاية أنني سأتصل بها عندما أصل إلى هناك .
 
قدت السيارة بسرعة لأصل  بوقت قصير قياسي ، و اتّصلت بروز بالفعل قبل أن أدخل طريق منزلنا الترابي ،
" هل كلّ شيء بخير آنا ؟"
"روز ... قد وصلت للتو لمنزل والداي"
" ما اللعنة آنا سيجنّ جنون نامجون !!"
" والدي في حالة صحيّة حرجة ، لا أعتقد أنني أهتم برأي نامجون"
" أوه ... أنا آسفة آنا.. "
" لا أعلم كم سأبقى هنا لكن ، سأطلعك على التفاصيل لاحقاً"
قلت أقاطع أي كلام تريد البوح به
" حسناً اعتني بنفسك"
أنهيت الاتصال ، لأصل إلى بيت والداي ، شعرت بالدموع تتجمّع في عيناي لكن عليّ البقاء قوّيّة لأجل والدتي .
دخلت المنزل ، لم يكن الباب مقفولا حتّى
" أمي ، لقد وصلت "
ولكنها لم تجب ، خطوت مقتربة من غرفة المعيشة
" أووه  ها هي  .. ما كان اسمها.. أه آناااا"
وقفت مصدومة  لهول المنظر
كان والداي مقيدان كلٌّ منهما على كرسيّ ، كان والدي شبه واع في حين والدتي كانت فاقدة لوعيها تماماً
ركضت لهما لكن ذلك الوغد أمسكني من شعري
" ظننت أنّك قد قصدت المركز ، ماذا تفعلين هنا ؟"
نظرت له ، أشعر بقلبي يسارع بنبضه،  إنه ذلك الحارس نفسه
" سيسعد  القائد كثيراً "
قال الآخر
" أعني لقد وقعت بالفخ بسهولة "
" ماذا فعلتما لوالداي "
قلت أحاول تحرير نفسي
"آ.آ.آنا "
قال والدي  بضعف ، و شعرت بقلبي يتحطم إلى ملايين القطع الصغيرة
" لا تقلق ..هي ستذهب معنا الآن و سنتركك أنت و زوجتك "
" اتركني"
" فتاة عنيفة "
لكن لم أستسلم أحاول الوصول لمكان والداي ، أصرخ باسمهما ، لكن ذلك الوغد مازال ممسكاً بشعري يجرّني مبعداً إياي ، آخر ما رأيته هي دموع والدي  التي غطّت  الدماء ملامح وجهه  ، ليحتل السواد بصري.
......

قدتُ دراجتي عائداً إلى المنزل ، و لم أستطع سوى التفكير بآنا ،  فقط لو تعلم أن ما أفعله هو لحمايتها .
وصلت بوابة المنزل ، و شعرت بشيء غريب ، أنظر بالأنحاء أحاول التركيز لمعرفة ما حدث
لا وجود للحراس ، رائحة غريبة تملأ المكان ، شخص غريب كان هنا ....
أسرعت أدخل المنزل أتفقد غرفة آنا .. توقفت للحظة استوعب فكرة أنها غير موجودة في أي غرفة ،خرجت من باب المنزل و أشعر بالغضب يسيطر على كلّ خلية في جسدي  ،أين هؤلاء الحراس اللعينين؟!! 
تتبعت رائحة أحدهم  لأجدهم في نهاية الحديقة الخلفية مقيّدين بالأرض بجذوع أشجار و نباتات  ، و يبدو أنهم مخدرين بعقار ما ، شرعت أخرج هاتفي لأتصل بالرفاق ، أحدهم أتى هنا يقصد آنا و الآن لا أستطيع التفكير سوى بكريستوف و أفكاره الخبيثة ، لكن اتصال روز قاطعني
" نامجون ،هل وصلت المنزل؟!"
"روز ، أخبري تاي أن يأتي إلى هنا بسرعة ، آنا غير موجودة في أي زاوية من هذا المنزل اللعين ، و يوجد من اعتدى على الحراس "
" ماذا ..!!! أعني كنت سأخبرك أنها ذهبت لمنزل والديها ... أعني أخبرتني أن والدها يمرّ بأزمة صحية و..."
" يوجد شيء غريب روز ... لست مطمئناً  ...
سأجلب المفتاح المطلوب من غرفتي و أعود بسرعة ، علينا الذهاب لآنا "
"نامجون من تظن الفاعل ، من قد يتجرأ لتجاوز الحدود بهذه الطريقة "
" و من غيره ... كريستوفر "
قلت أصعد لغرفتي ، أسرع بجلب ما أتيت لأجله.
....

فتحت عيناي ، أحاول اكتشاف المكان  حولي ،
كانت الرائحة كريهة ، أشعر بالبرد  ينهش جسدي، ملقاة على الأرض  ، يداي و قدماي مكبّلتان بقوة لدرجة الألم ، و طعم القماش المغطي لفمي يدفعني للشعور بالغثيان ،الضوء خافت هنا ،و أشعر بالعجز ، أين أنا؟ ماذا حدث لوالداي ؟ هل سيعثر علي  أحدهم ؟ ماذا يريدون مني ؟ ،لم يظهر أي من هؤلاء المخابيل الذين خطفوني ، حاولت التّحرك ، حاولت التّخلص من القيود  إلا أن الأمر بلا نفع البتّة ، و بدأت أشعر بالدقائق تمرّ بطول الساعات ، أغلقت عيناي ، أصلي أن يجدني أحدهم؟ أسمح لعيناي بذرف الدموع.

كان ذلك الضوء الخافت الذي اخترق الغرفة الرطبة قد اختفى الآن ، فتحت عيناي  أراقب ما يحدث حولي ، صوتٌ مخيف من الخارج ، صراخ  ،أصوات تكسير  شجيرات؟! لا أعلم ، لكنني أشعر بالذعر.
ما كانت لحظات حتى تحطّم باب الغرفة الخشبي ، ليخطو داخل الغرفة بعيناه الكونيّتان تلك ، يرتدي قميصا ً ، أعتقد أنه كان بهيئة الذئب خاصته ،  لكنه أسرع باتجاهي يجثو أمامي ، يتفحّص وجهي بكفّيه بقلق
"أعتقدت أنني سأفقد عقلي  "
قالها ينظر بقلق
نقل عيناه باهتمام يتفحّص كلّ جزء مني ، يفكُّ قيودي  بلطف
"أنا آسف آنا ... أنا آسف "
لم أستطع الردّ عليه فقط أنظر له ،
بطريقة غريبة أشعر بالراحة لكونه هو من جاء لينقذني،
هل هو الملاك الذي صليّت ليرسل لي ،
كان دماغي مشوش أشعر بأطرافي تتجمد فقط
خرجنا من الغرفة يحملني بين ذراعيه ، أشعر بالتعب الشديد ،
دفء جسده جعلني أتمسك به أكثر .
" لنعود للمنزل "
قال بكل هدوء و حنو
" إذا كان كريستوفر محقّاً !!
حبيبتك من البشر... "
" أتذكّر أنّك منعت أي صلة مع البشر سوى العائلات الحامية"
" أم أن الألفا يحقّ له ما لا يحقّ لغيره... اوه
... نسيت... ابن القمر "
" هل أنت جدير باللقب حتّى ؟!"
..
 

 

  
  

THE MOONCHILD || KNJ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن