_13_

219 32 0
                                    

أغلقت الباب مطلقة العنان لدموعي ، أعتقد أن الكابوس أضحى واقعا  ، لست مستعدة لهذا التغيير بحياتي ، لست مستعدة لدخول هذا العالم  ، ماذا عن عائلتي أصدقائي دراستي طموحي و مستقبلي  ، هل كل شيء قد خططت له سيذهب هباءا ..
لا أعلم ... لا أعلم أي شيء سوى أنني أريد العودة لأحضان والدتي و والدي ، لأشعر بحنانهما و دفئهما
  
لا أعلم كم من الوقت قضيته بالبكاء لكنني  غفوت في النهاية منهكة
***
شعرت بملمس دافئ يداعب وجنتي ، فتحت عيناي لتقابلني خاصته ، ابتسم لي  بلطف مظهرا غمازاته  ، خصلة من شعره الأسود قد اعترضت جبهته ،
" أنا آسف آنا .. آسف .. ليس ذنبك ما حدث .. إنه ذنبي"
لم أستطع الرد عليه أو حتى التحرك ، كان هناك جو من الدفء و الراحة يحيطنا  ، ليقبل وجنتي في النهاية ***
استيقظت أنظر  من حولي ، أبحث عنه ، لكنني كنت وحيدة ، شعرت بجسدي المثقل  و وجهي المنتفخ من كثرة البكاء ، لكن الأسوأ معدتي التي بدأت تؤلمني بشدة ، هذا سيء بالفعل
منذ أربع سنوات تطورت لدي هذه الحالة ، كلما توترت قلقت أو شعرت بالحزن  تؤلمني معدتي بشدة ، علي تناول بعض الأدوية لأعود لطبيعتي.
لكنني هنا لا أملك أدويتي ، قررت الاسترخاء قليلا آخذ حماما دافئا ، و أحاول التفكير بإيجابية قليلا .
مرت ساعة لأخرج،  لكن ملامحي مازالت متعبة ، و لم أستطع خداع معدتي ، و الآن أنا أعاني ، أريد من أي شخص التواجد بقربي الآن   ، لكنه أول من فكرت به ، كان الحلم واقعيا بطريقة غريبة  ، لكنني شعرت بالسعادة من لمساته ...صوته ...كلماته
خرجت من غرفتي كان المساء قد حل بالفعل ، تمنيت أن أقابل تاي ، لكنه ظهر فجأة من جهة السلالم ، يبدو و كأنه كان بالخارج ، ملامحه حادة ، لكنه عندما قابلني توقف للحظة ينظر لي لتتبدل نظراته لأخرى لينة تحمل القلق في ثناياها
" آنا ... هل أنت بخير؟"
لست بخير لا
"هل نستطيع التحدث قليلا؟"
هززت رأسي موافقة لندخل غرفتي   التي لم أغلق بابها بعد
جلست على سريري أحاول كتم ألمي
" آنا "
نظر لي يقترب أكثر
"أنا آسف .. أعلم أن هذا المكان .. هذا العالم غريب عليك .. أعتقد أنه لي يد في مشكلتك،  لكن لم أعلم عواقب محاولتي إنقاذك ، كنت أتمنى ألا يصيبك مكروه ، لكن حدث العكس ، الآن أصبحت جزءا من هذا العالم "
" أخبرتني أنني مجرد مشكلة بالنسبة لك "
"......أجل .. أعلم  ، لم أقصد ما قلته،  أنا مسؤول عن ما حدث لك ، و..."
أضاف بصوت خافت
" إنني سبب معظم المشاكل حاليا  "
لكنه أعاد نظره لي
" لكن الآن أنت جزء من هذا المكان ، ستكونين معنا بأمان ، أعدك ، لا مزيد من هذه الحوادث الغريبة "
"ماذا عن عائلتي،  دراستي و كل شيء آخر "
قلت بتعب  لا أنظر له
" لدي خطة ، لكن هل ستعجبك ؟  "
" ستكونين في منحة خارج البلاد "
قال قبل أن أسأل عن ما يفكر   ،
لكنني نظرت له بعينان متوسعتان
"أعلم أن عائلتك تسكن مدينة أخرى "
" ماذا عن أصدقائي ؟"
" روز ستحل الأمر بسحرها،  سترافقك دائما "
صمتت لوهلة أفكر في ما قاله لكن لم أجد أفضل من هذا الحل ، عائلتي ستكون بأمان ، سأتابع دراستي ، و لن أعرض أصدقائي لأي خطر
"حسنا   ،أعتقد أنه الحل الافضل على أية حال "
ابتسم براحة
لكنني عجزت عن التعبير سوى عن مدى سوء ألمي ، ليجثو أمامي
" ماذا بك آنا ؟"

" معدتي تؤلمني "
قلت ببكاء
شعرت بنفسي كطفلة صغيرة
إلا أنني  لاحظت توسع عيناه بقلق
لم يستغرق الأمر ثانية
" سأخفف الأمر  عنك "
أخذ يداي بين خاصته ينظر لي بابتسامة  بثت شيئا من الطمأنينة داخلي ، عيناه توهجت كالنجم الساطع ، لتبرز عروق يديه،  تبعه اختفاء الألم و كأنه لم يكن
" كان هذا كثيرا آنا ، ليس عليك ان تؤلمي نفسك  بهذه الطريقة "
نظرت له بامتنان أود  عناقه الآن
" شكرا جزيلا نامجون ، إن الأمر ليس بإرادتي،  إنه مؤلم  و سيء "
" لا بأس لقد اختفي الآن "
نظرت له و شعرت بشيء من التردد
" آنا ، أسمع نداءك "
" ماذا ؟"
شعرت بالحرج
" هذه المرة الثانية بالحقيقة "
" لكن كيف؟"
"أعتقد أنه الرابط أو شيء من هذا القبيل ، إذا ماذا تريدين ؟ "
"أنا أحتاج بعض الأدوية لحالتي هذه و إلا ستعاود الظهور  لعدة أيام  "
" حسنا بدلي ملابسك ، ارتدي معطفا دافئا ، لنذهب المدينة "
" الآن ؟! "
" أجل"
" من أنت و أين ذهب نامجون قطعة الجليد ؟!"
 

THE MOONCHILD || KNJ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن