_46_

209 22 1
                                    

لا أعلم الساعة التي استيقظت بها
لكن السرير دافئ و الملائة ناعمة لطيفة
لا أريد المغادرة
أعتقد أنها الرابعة
فتحت عيناي أزيل شعري عن وجهي
بعدم اكتراث
لأكتشف سبب كل هذا الدفء
كان نامجون يجاورني
مهلاً متى دخل هنا؟
شفتاه متفرقة يعانق اللحاف الأبيض
ملتفاً عليه
شعره مبعثر بلونه الفضي اللامع
خرجت من السرير بهدوء كي لا أيقظه
لغسل وجهي و تصفيف شعري
حسناً لا أفكر بالأمر كثيراً
لكن هل سأستيقظ على هذا المنظر اللطيف كل يوم
سيكون الأمر جيّداً ... أعني جيّداً جدّاً
......
انتهيت من تضفير شعري و وضع مرطب على بشرتي  و شفاهي
لأخرج على رنين هاتفي
إنها والدتي 
لاحظت تحركاته على السرير نتيجة صوت الهاتف
لذا خرجت إلى الشرفة أحادثها
" هل أنت بخير صغيرتي ؟! "
بخير .. أعتقد .. أعني لقد حصلت على أفضل موعد رومانسي البارحة إلا أنه انتهى بفرصة كبيرة بموتي
أواعد ابن قمر و الذي يصادف أنه كان مستذئب لفترة من الزمن
مهلاً أنا خطيبته و تحوّلت لذئبة أيضاً
لكنني لم أخبرك أمي
أه و إني زوجته المستقبلية
" كل شيء بخير أمي .. اشتقت لك و لوالدي .. متى ستعودان؟"
" نهاية الأسبوع المقبل "
" حقاً..* شعرت بقلبي يتراقص فرحاً * أنا متحمسة بالفعل "
" سنقضي قرابة الشهر.. قبل أن نعود "
" فقط لمدة شهر"
" عمل والدك يتطلب وجوده الدائم "
" فهمت"
" اعتني بنفسك جيّداً "
" سافعل و أنتما كذلك"
أغلقت المكالمة
أحدّق في الأفق أمامي
الأشجار تتمايل على إثر الرياح الخريفية الباردة
أرغب في إخبار أسرتي بكل شيء
لكن كيف
أريد أن أخبرهما عن علاقتي بنامجون على الأقل
أعلم أن نامجون أخذ إذن والدي قبل مرة
لكن مع كل الأحداث الجديدة و بعدي عن هذا العالم
لفترة .. لم تسأل والدتي و لا مرة عن نامجون
و لا حتى أي إشارة تدل على تذكرها ما حدث أو حتى رؤيتها لنامجون

لكن الآن
أنا أصبحت جزءاً فعلياً من هذا العالم
لا أعلم
أطلقت زفيراً طويلاً

" هل كلّ شيء بخير ؟"
أنفاسه الدافئة أرسلت قشعريرة في جسدي بسبب قربه

" أجل.. والداي سيعودان نهاية الأسبوع القادم "
قلت استدير بين يديه أقابل وجهه بابتسامة
" جيّد .. أعلم كم اشتقت لهما "
" أجل.. كثيراً بالحقيقة " 
" هل ستدخلين ؟"
ترددت للحظة
" هل هناك شيء يشغل بالك ؟"
نظرت بعيداً
ليقترب أكثر يناظرني بتمعن
"  .. تعلم... إنني فقط أرغب في أن يعلم والداي عن ما نحن عليه .. إن إخفاء كل شيء عنهما يرهقني "
" فهمت .. هل تريدين أن نخبرهما بأمر خطبتنا؟"
نظرت للذي تكلّم بهدوء مريح لأعصابي
" أرغب بالأمر بالفعل .. "
" هل تريدين أن نفعلها الآن .."
" ماذا ؟.. لا .. أليس علينا اختلاق قصّة ما .. "
" لماذا؟.. "
سأل يضحك بخفة على تعابير وجهي
" لا أعلم .. ألا يجب أن نمتلك صوراً على الأقل "
قلت أدخل غرفتي أفكر بالموضوع
" صور.. و قصّة .. "
" إن فقط الأمر مربك..." قلت
" لا بأس .. "
قال يلحقني
" ما رأيك... سأخبرهم بحقيقة الأمر ..

THE MOONCHILD || KNJ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن