_17_

202 33 0
                                    

دخلت غرفتي  و لم أستطع التغلب على الأفكار التي عصفت بذهني
ماذا أفعل هنا ؟
ماذا عن دراستي التي أهملتها لأسبوع ؟
لا أملك أي قدرة خارقة ، و الشخص الذي يربطني بهذا العالم لا يهتم للأمر بالفعل
لم علي أن أهتم إذا ؟
إذا كان علي أن أبقى هنا لسلامة عالمي الحقيقي سأبقى لكن سأعيش على طبيعتي ، ليس لي دور هنا على أي حال ، لست بمستذئب و لا ساحرة أنا مجرد بشرية تملك قطعة من مستذئب ، أنا مجرد هجين عليهم مراقبته ، أظن أنني أدركت الأمر الآن .
أشعر بعدم الفائدة أي و كأني مجرد قطعة أثاث  ، لكنني  لا أحب هذا الشعور لذا سأعمل عل تغييره .
سأتجاهل نامجون أو بالأحرى سأتعامل معه بشكل رسمي مبالغ ، أكره أن يرد أحدهم على لطفي بمثل  طريقته ، إن عالمه ينهار أرى ذلك ، لكن عالمي  ينهار أيضا ، لست  مجبرة على احتمال مزاجه المتقلب .
انتهى الجدال داخلي بكتابة أهدافي المؤقتة على مفكرتي ، تلك الأفكار التي أريدها أن توصلني لصوابي  إن وجد في مثل هذه الأحداث .
تكلمت مع والدتي ، و لم أستطع أن أمنع الشعور بالكره تجاه نفسي من أن يحاوط قلبي
أمي
الشخص الذي أخبره بكل تفصيلة تخص حياتي ، الآن ، أكذب عليها حيال كل شيء أعيشه ، الأمر الذي يرهقني .
قُطِعت  أفكاري بطرقات روز  على الباب تخبرني أن علي أن أحزم أغراضي ، سنغادر مساء لنعود للمدينة .. مدينة الألفا ، كما أن عليها المغادرة  لتقوم ببعض الأعمال .
لذا شرعت بترتيب الغرفة و تجميع أغراضي ،
لحسن الحظ لم أوزّع الأغراض التي جلبتها البارحة بعد ، لذا لم يكن الأمر شاقّاً.
بعدها خرجت من غرفتي أقصد المطبخ ، كان المنزل ساكنا ، أشعر بالجوع الشديد ، أعني لم أحظ بوجبة جيدة منذ أن أتيت إلى هنا ، لا يحتاجون للطعام بشكل أساسي على عكسي ، كما أن البراد لا يحتوي العديد من الأشياء ، كل ما أستطيع تقديمه لنفسي الآن هو شطيرة التوست و المربى ،  وضعت سماعات الأذن استغل الفرصة لتصفية ذهني و قضاء بعض الوقت لوحدي ، إنني شخص يتعافى بالموسيقى و الأغاني و العزلة الاجتماعية .
Nobody gotta know / why don't we
......
حلَّ المساء ، ركنت السيارات السوداء بانتظام أمام الباب الرئيسي ، صعد نامجون و جونغوك الذي مازال يتمايل بخطواته في سيارة ، في حين ركبت مع هوسوك و روز ، و لحقتنا سيارة أخرى  فيها بعض الرجال .
استغرق الطريق قرابة الساعة ، وصلنا المدينة التي لفتت انتباهي بتفاصيلها الجميلة العريقة و الحديثة ، الشوارع المنارة بعناية و تنسيق ، البيوت التي تفردت بموقعها،  بعض البنايات الحديثة هنا و هناك ، أظن أن استكشاف هذه المدينة سيكون علاجي النفسي القادم .
وصلنا للبيت الجديد ، الذي بدا أضخم  من السابق ، بمساحة خاصة كبيرة و حديقة أمامية خضراء، جدران بيضاء و أضواء تحيط السور ، لم أركز كثيرا لأنني كنت أشعر بالنعاس،  أريد فقط معرفة غرفتي و النوم ، لحسن الحظ كانت روز تعرف مسبقا غرفتي و قد أعدّتها خصيصا لي ، لا أستطيع التعبير عن مدى امتناني حاليا ، حاولت تجنب نامجون عمدا  ألحق  روز و الحارس الذي حمل حقائينا  ، لكنني سمعته يقول لجين أنه سيذهب لإدارة المدينة  و أن يهتم بجونغوك  .
دخلت غرفتي التي كانت فخمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، جدران بيضاء ناصعة سقف باللون الوردي .. اللون الأحب لقلبي ... و تشكيلات من الجفصين عند الزوايا و كأنها من العصر الفيكتوري ، سرير ضخم بوسادات كبيرة مريحة ، حمام خاص ، إنها غرفة الأحلام بالنسبة لي ، كنت متعبة بالفعل ، لذا بدّلت ملابسي بسرعة و قصدت السرير لأنعم بنوم  مريح .
............
مرت ثلاث أيام منذ وصولي إلى هنا ، لم ألتق بنامجون و لو بالصدفة ، و بطريقة غريبة كنت أفكر به في إحدى زوايا دماغي ، لكنني كنت أقاوم الأمر ، كانت الأوضاع ساكنة و هادئة ،  استغليت الفرصة في دراسة بعض المحاضرات التي تتوفر بصيغة pdf ، شعرت بالراحة قليلا حيال الأمر ، قضيت بعض الوقت مع روز أيضا ، أظن أنني بدأت أرتب أموري هنا و أولوياتي ، لم ألتق بجونغوك بعد على الرغم من أن غرفته تجاور غرفتي ، لكن روز أخبرتني أنه كان خاضعا لتعويذة من قبل كريستوف ، لا يتذكر أي شيء مما حدث معه في الفترة الماضية، يتعافى ببطء جراء الأمر .

THE MOONCHILD || KNJ .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن