الفلاحة / الفصل الثاني

165 23 8
                                    

شعرت محاسن بجابر وهو عمال يتقلب في السرير يمين وشمال ومش عارف ينام، قامت قعدت على السرير:

محاسن: مالك يا راجل، مش عارف تنعس ليه.

جابر: قلقان يا ولية، شكل اللى اسمه متولي ده مش هيجيبها لبر معايا هو والواد البغل اللى مخلفه ده.

محاسن: بقولك إيه ابعد عن الشر وغنيله، طول ما انت بتتقي ربنا في شغلك يبقى مالوش صالح بيك.

جابر: وهو عاتق ولا سايب حد في حاله، النهادرة اتعارك مع عبد الرحيم وحلف ان من بكرة مش هيخليه ينزل الأرض تاني.

محاسن: يالهوي، ده حتى عبد الرحيم غلبان ووراه كون لحم، ومبيفتحش بقه مع حد خالص.

جابر: أهو شوفي انتى، كل ده عشان ابنه رد على الواد محروس لما قل ادبه على أبوه.

محاسن: أهو الواد محروس ده هو السبب في كل المصايب، لا وراه شغلة ولا مشغلة غير المرازية في الفلاحين.

جابر: انا مش خايف غير على البت اللي حيلتنا، الواد ده شكله عينه منها.

محاسن: جاته مسمار في عينيه، مش ناقص غير جوز الاتنين ده اللى اجوزه لغالية.

جابر: وهو انا مش نبهت عليكي متخليهاش تيجي الغيط، أنتي مبتسمعيش الكلام ليه.

محاسن: هي اللي صممت يا اخويا، ما انت عارف دماغ بنتك، مهنش عليها تسيبك طول النهار من غير أكل.

جابر: هي دماغها زي الحجر الصوان لكن قلبها أبيض زي اللبن الحليب، يا ما نفسي تاخد حد إبن حلال يصونها ويعرف قيمتها.

محاسن: ان شاء الله يا خويا، وبعدين متقلقش على بنتك دي ما شاء الله دماغها توزن البلد دي كلها.

جابر: ربنا يحميها ويبعد الشر عنها.

محاسن: سبها على الله يا خويا هو قادر يعدلها من عنده.

جابر: لو كنت أعرف عنوان البيه بتاع مصر، كنت روحت قابلت الهانم الكبيرة، دي ست قلبها أبيض وعرفاني.

محاسن: انت على طول بتتكلم عن الست دي بس انا عمري ما شوفتها.

جابر: ازاي بس يا أم غالية، ده أنتي شوفتيها اكتر من مرة بس أنتي اللى مخك ده مش بيفتكر حاجة.

محاسن: والنبي يا خويا ما انا فاكرة، يلا نام بقى ومتشغلش دماغك، تصبح على خير.

جابر: وأنتي من أهله.

في المستشفى كان مراد واقف قدام باب أوضة العمليات، ولف لم سمع صوت خطوات جاية عليه وبتنده بإسمه، كان معتز ووراه رقية اللى ساندة على لارا:

رقية (بدموع): طمنى يا مراد، معتصم حصله إيه وهو فين.

مراد: أهدي بس يا طنط عشان صحتك، هو ان شاء الله هيكون بخير، إيه اللي خلاك تتعب طنط وتجيبها يا معتز، هو ده اللى قولتلك عليه. 

بين العشق والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن