الفصل الأول

1.2K 31 10
                                    

منزل بسيط مكون من ثلاث غرف في إحدى المناطق السكنية المتوسطة، كان محيى يقطع الغرفة ذهاباً وإياباً، وهو ينظر في ساعة يده بين اللحظة والأخرى، اقتربت منه هناء وهي تحمل بعض الملابس التي قامت بطيها لتضعها في الدولاب:

هناء(ببرود): أنا مش عارف أنت قلقان أوي كدة ليه، يعني هي بنتك مع حد غريب، ده إبن خالتها.

محيى (بإنفعال): تصدقي أنك ولية معندكيش دم، إحنا بقينا بعد نص الليل وتقوليلى قلقان ليه.

هناء: ما أنا كلمتها وقالت أنها في الطريق وأدم هيوصلها.

محيى: تقدري تفهميني هي بتخرج مع اللى إسمه أدم ده بصفة إيه.

هناء: إبن خالتها وفي حكم المخطوبين، أنت بس اللى محبكها زيادة عن اللزوم.

محيى: والله أنتي ما هترتاحي غير لما تضيعي البت اللى حيلتك، أهو كلامك ده خلاها مصدقة أنه هيجوزها وكل يوم والتاني ترفض عرسان زي الفل.

هناء: هما فين دول اللى زي الفل، وبعدين ييجوا فين في الهنا اللى هيعيشها فيه أدم.

محيى: دول اللى من توبنا وينفعونا، لكن أدم ده إحنا مش من مستواه ولا عمره هيفكر في حلا.

هناء: ليه يعني، ده إبن أختي وأبوه عملها زمان وأتجوز هالة الله يرحمها وشافت معاه العز كله وكانت دايماً تقول حلا لأدم.

محيى: بس حلا مش هالة، ولا أدم هو عز، عز الدين كان بيحب هالة وهي نفسها حاولت تبعد عنه لما حست انه مش من مستواها، لكن حبه ليها خلاه يصمم على جوازه واتحدى أبوه عشانها.

هناء: طب أدم بقى مش هيتحدى حد، أنت عارف ان عز قلبه طيب، أطلع انت بس منها.

محيى(وقد استمع لرنين جرس الباب): أهى الهانم شرفت، روحي افتحيلها وياريت تعقليها وتبطلى زن على ودانها عشان متندمش ف الآخر، أدم مش ليها يا هناء.

لم ترد وأتجهت للخارج لتفتح الباب، دخلت حلا وألقت حقيبتها وهي تحكي لوالدتها ما حدث في سهرتهم:

هناء: طب مخليتهوش يطلع معاكي ليه.

حلا: قولتله مرضيش، وبعدين كان معاه ناس تانية في العربية، مش عارفة يا ماما أنا حاسة اني مش في دماغه أصلا.

خرج محيى من الداخل، واستمع إلى كلماتها الأخيرة:

محيى: اسمعي يا هانم، عشان تعرفي ان كلامي كله صح.

حلا: كلام إيه يا بابا.

محيى: يا بنتي اللى بتعمليه ده غلط، كل يوم سهر ورجوع متأخر مع أدم، الناس لما يشوفوكوا كدة هيقولوا إيه، والعرسان اللى عمالة ترفضي فيها دي أخرتها إيه، متسمعيش كلام أمك.

بين العشق والقدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن