مُميزة

47 4 0
                                    

-
أنجِي مَتين قَلبي بحُبكِ، واقتليني ببُعدكِ.
-
' جيزيل '

قَال جوفه بهُدوء ويَداه لاتكف عَن مساواتِها اسنَد برأسه علىٰ خَاصتُها يَستمع الىٰ نحَبيها المُهلكَ اليه، لو كَانت الالام تُقسم لجعَلتُ القُسم الاكبَر يكَتسيني.

' أن الحَياة غير عَادِله تأخُذ من تُريد وتُهلك مَن تَريد ، لا ألومُ قَلبُكِ البائِس لِشدة حِزنه لكن علىٰ عقلكِ يواسيه ويَخبره بأن مَن سَلبته الحياة مِنه ، يَرقد بِسلام فنحيبُكِ هذا لايَزيدهُا ألا حِزناً ، لُطفاً بحِالكِ صَغيرتي'

اطَلق كَلِماته قاصِداً جعَلها تهدئ ، خَفت شهقاتُها رُويداً لترَفع رأسها عَن عنقه وتبدأ بأزالة مَدامعها المسَكوبة تتخَاشىٰ النَظر في عيناه.

' اشعُر بالجوع '

قهقه هَربت مِن ثغره لمنظرها وحَديثُها بعد النحَيب هذا بالطَبع ستصرخ مُعدتها جوعاً.

' ما الذي تَرغبين بأكله؟'
' تَعلم '

فهَم مَقصدها لينهض خالعاً مُعطفه الدَاكن وقفازاته خاطياً الىٰ حجرة الطَعام ثوانٍ ليشعر بها تهرول خَلفه بخطىٰ هادئة.

رَفع اكمام قَميصه الاسَود ليبدأ بأخراج صدور الدَجاج مع الافخاذ فهيَّ لاتكفُ عن أكله.

' اجعلهُ مُقرمش '

رَفع ابصاره برأسه الثابت يَخطف نظَرة أليها لتخرج همهمة هادئة مِن بين خط شفتيه ويَعاود وضع جُل تَركيزه على ما يَعدهُ.

فَتح المُقلاة المملوءة بالزيت السَاخن ليبدأ بتتبيل صدور الدجاج بجُل تركيز متناسياً التي تنُظر اليه بشرود ثوانٍ ليشَعر بنظراتها التَي تخترقه بهدوء.

' كَيف الحال مع جامعتكِ ؟'

قَال ويداه تتبل افخاذ الدجاج حيث أنهُ جعلها تستيقض مِن بَحر افكارها.

' انا في اجازة '

هَمهمة اخرىٰ هربت مِن ثغره ليضع الدجاج في الزيت بكُل هدوء خاشياً من الزيت أن يُقذف للاعلىٰ ويحرق بَشرته.

شعَر بها تهرول الىٰ الاعلىٰ حيُث حجرتها تحديداً لتهرول انظاره خلفها شاعراً بالفضول حول مَا ستُقبل عليه ، ها هيَّ تنزل وبين يديها رقائق البطاطة.

تَنهد مُداعباً جانب خَده داخل جوفه بلسانهُ انتظر قُدومها ليبدأ بتوبيخها ، تهمل الطعام وتأكل تلكَ الاشياء السَفيهة التي لا طائِل منها كيف لطبيبة أن تكون بهذا الاهمال؟.

الحبُ ذُو البَغْضَاءWhere stories live. Discover now