بَقيَّ تايهيُونغ مُحدقاً فِيهِ وَ مُفكراً فِي عَرضَه بِشأن الهُدنة، ولا يَعلم أن كانت موافقتهُ لِصالحهُ أو عدمها ضَده، فَلا يَعرف تايهيُونغ آلبرت كَثيراً أن عُدنا لِلواقع، إنما العَكس، فَٱلبرت هُنا يَعلم عن كونهُ المامِي، وَ رُبما يَعلم عن أموراً أخرى مُتَعلِقة بِه، أموراً مُختلطة ما بِين جرائمه وَ مُتعلقة بِذاته عَلَى حَدٍّ سَواءٌ ..فَهو يَبدو أحد كِبار تِلك المؤسسات، بَل وَ رُبما أحد أهم أعضاء المَجموعَة السِرِية ..أو أن أصح القول ؟
المَجموعاتِ التِي يُعرف عَنها أن أفرادِها يَتَشارَكون عقائِد وأفكار مُشتركة لا يُعرف عن نَوعها الكَثير فَتَتصف هذِه المُنظمات بِالسرِية التَامة وَ قِلة مِن بِين الكَثير الشائع حَول سِريتها هو حَقيقي مِئة بِالمئةوَ الكَثير الشائع كان مُرعب وَ مُخِيف فَما بَالك بِالحَقيقي الذِي يُخبأ خَلف سِتارِ التَسَتر ؟
"هل قُبولي لِلهُدنة يَعني بِمثابَة تَقديمي طَلباً لمحفل فرعي في أحد مَناطق رُوسيا يا تُرى ؟" تايهيُونغ أراد أستفزازهُ بِقولهِ ذَلِك بِشكلٍ ساخِر، أراد أن يَقيس رَدة فِعلهُ لِيتأكد مِن شكوكه حول أن كان آلبرت عضواً أساسياً بِالفعل أو لا
فَتَلقى ضِحكة بِالمُقابِل، لا إجابة، وَ أستمر مواصِلاً لِمحاولة إستفزازه "أنا اتسائَل يا تُرى ..بِأي مَقام سَتضعني مَعرفتي العَميقة حَولهم أن كانت مُوافقتي عَلَى الهُدنة سَتُعد طَلباً لِلأنظمام لِلمُنَظمة؟"
لَكن آلبرت لَم يَقُل شيئاً، بَل بَقيت تِلك الأبتسامة الهادِئة تَعتلي ثِغرهُ وَ أعينهُ تُراقب الأسمر علماً مِنه أن لَديه المَزيد، وَالذِي أكمل بَالفعل "مَرتبة المُبتدئ ؟ لَكن لا ..لَن أُحب ذَلِكَ تَعلم لِما ؟" ثُم سَكَت يَضيف بِنوع مِنَ التَدلل وَ الإنتحاب الذِي وَ بِطريقة ما شَد آلبرت فَقد كان تايهيُونغ مُمتع بِالنسبة إليه "فَعند أدائي لِقَسم العَضوية سَألبسُ رداءً خاصاً يُزودني به المَقر بِينما أنا شَخص مَلول يا عَزيزي وَ أحب أن أرتدي ثِياباً بِأذواق مُنوعة لِبين فَترة وَ أخرى كَنوع مِن تَغيير شَكلي"