صَفقة

3.5K 134 136
                                    

الفصل السابع عشر : صفقة

....
ت

عقد ليليان صفقة فهل هي جاهزة لتحمل تبعاتها؟

.
.
.


في تلك الليلة لم تغمض عينيها ..شاهدت نور الفجر يكسر الأفق .. تسلل البنفسجي الباهت مصحوبًا بأصوات الرعد لينبئ بمجيء عاصفة تفيق النيام ..
بينما كانت ليليان تخوض في عاصفة كاملة داخل رأسها تركت بقاياها دموعًا وحسرات مخنوقة
جسدها متكور يرتجف على سرير بارد
شعرت أنها صغيرة للغاية ..صغيرة جدًا كحشرة في غابة تنزلق في كل مرة تحاول فيها الصعود كي لاتداس بالاقدام
فينتهي بها الامر مكسورة الجناح
تلاشى كل شيء من عقلها في مرحلة ما ماعدا ذكرياتها معه ..بقيت تدقق في كل شيء استطاعت تذكره في كل دليل فاتها..كل شيء غير طبيعي حوله من تبدل مزاجه الغريب الى ظهوره واختفائه الغامض الى الوجه المألوف لكن الغريب تمامًا لرجل شكلته في خيالها كان مزيجًا من أثنين ولم يكن سوى وهم في نفس الوقت
آخر شيء تتذكره قبل ان يغلبها التعب ويرسلها الى عالم النيام هو ضوء البرق الساطع خلف ستائرها ووجهه الميت الشبحي ...

لم يلاحقها في أحلامها

لكن في تلك الليلة حلمت بشيء آخر
قلعة صيد صغيرة أعلى تل مغطاة بالثلج وكأنها تطفو فوق السحاب
أسوارها عالية و غير ممسوسة
ففتحت عينيها مستيقضة
حدقت في الفراغ لفترة طويلة هذه المرة غمرتها ذكرياتها في تلك القلعة
لم تعرف لما حلمت بها على الرغم من أنها لم تفكر فيها منذ فترة طويلة ولم تكن فيها منذ فترة اطول ،مع ذلك ناداها شوق غريب وكأن تلك الأسوار تناديها ..استطاعت ان تسمع أصوات ضحكاتها وهي تركض مع كلاب والدها بعد ان عاد والدها مع جاك ولوكاس من الصيد
كان اخوها يوبخها بينما يلاحقها لوكاس ليمسكها قبل ان تتعثر واكتفى ارماند بالنظر اليهم بابتسامة على وجهه
كل شيء كان مليء بالسكينة ..كانت تستطيع ان تتنفس
كانت تلك هي احدى المرات القليلة التي لاتكون هي ولوكاس مع ابن عمها كما اعتادوا
لم يُسمح لاليكساندر ان يطأ قدمه هناك لذلك كانت هي ولوكاس فقط وكان شقيقها هو ثالثهم في مغامراتهم المجنونة
كره ابن عمها فينتي هايتاور .. وكان هذا هو السبب الذي جعله المكان المناسب لليليان لتهرب اليه بحثًا عن العزلة بعيدًا عن كل شيء خلف تلك الأسوار وهذا مافعلته وعلى الرغم من أنها لم تواجه مشكلة عندما طلبت عربة لتنقل اغراضها ولم تواجه اي اعتراض منه الا انه لم يتركها تطير بعيدًا خارج قفصه بدون ان يرسل حراسه معها وربما عدد اكبر خلفها بدون ان تعرف مع ذلك لاول مرة لم تهتم ان كانت محبوسة او مقيدة كل ماارادته هو المغادرة سواء كانت بأجنحة مفرودة او مكسورة
عندما وصلت الى هناك بكت ليس لأنها لم تكن بالفعل تبكي عندما غادرت لكنها بكت مرتاحة عندما رأت القلعة شاهقة في مكانها ففي الطريق ساورتها المخاوف في ان هذا قد يكون احدى اشكال انتقامه رؤية احد الاماكن العزيزة عليها لاشيء سوى اطلال على التل مدمرة ومسحوقة
فقد كره اليكساندر هذا المكان ربما لأنه كان ممنوعًا عليه أكثر من غيره او فقط لكونه تذكير بإحتقار والدها له وقد تفاجئت بأنه لم يدمر القلعة بمجرد ان اعتلى العرش ولم يسكنها بقيت صامدة على التل ، وحيدة
مثلها
لم يغير حتى الخدم مع ان معظمهم ذهبوا من اتفسهم على مايبدو ولم يتبقِ الا القليل لكن ذلك جلب بعض الراحة لروحها المنهكة وجوه مألوفة اعتادت عليهم منذ صغرها ..لايحكمون عليها ولاتضطر للتصرف بطريقة لئيمة معهم كي يطيعوها

الزهرة والشيطان || Satan and rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن