مكائد خفية ll

8.3K 339 43
                                    

__________________________

الزهرة والشيطان
الفصل الثالث

____________

اِنه نَفس المْطر اللذي كُنتَ تَعشقُه يوماً ...قَدْ اَغرَّقكْ

.
.

تعثرت عائدة للخلف برهبة ممن المنظر المفزع لجسد ستيلا الذي كاد يسقط عليها ما أن فتحت الباب ..انخفض بؤبؤها الى اعمق نقطة في عينيها المفزوعة من منظر الجثة الغارقة في دمائها ..باصابع مرتعشة لمست الجسد تبحث وتصلي ان تجد بعض اثار الحياة..نبض. تنفس؟ اي شيء..لكنها كانت تعلم بالفعل ان وصيفتها وصديقتها قد فارقت الحياة وكانت وحدها هناك..فجأة اصبح الرعب فيها لسبب آخر..حواسها اخبرتها ان تهرب من هنا فاي من كان قد قتل ستيلا فهو بالتأكيد لن يتركها لو رأآها ..ففرت راكضة نحو جناح والدها مارة بالأروقة المظلمة ...لاهثة وعند كل لحظة تمسح دموعها وهي تنظر خلفها خوفا من ان يلاحقها احد
لم تستطيع ان تحظى ببعض السكينة حتى
وصلت باب الغرفة غير منتبهة لعدم وجود الحراس الغريب كذلك كون عقلها كان مغيماً عليه بمشهد الدم لاغير ..فتحت الباب حتى من دون ان تطرقه لتتسمر في مكانها .. كأن الزمن قد توقف بها .. كان سيف اليكساندر يخترق جسد والدها اللذي تناثرت دمائه على الارضية الرخامية صابغة اياها بالاحمر

حُبس صوتها عندما هوى جسد والدها على الارض مفارقا الحياة وصمت امتد لدقيقة ..دقيقتين..ثلاثة ربما كانت كالابدية
عقلها كان يحاول احتواء ماحصل للتو ..عينيها عُلقت على جثة والدها وعينيه التي نظرتا لها ذات مرة حاملة دفء العالم ..حدقت الان ببرود جبل ثلجي وُجد منذ الاف السنين

لكن اليكساندر لم يكن ينظر لها فعلاً كان مشغولاً بمعالجة الافكار في رأسه لقد فعلها.. فعل ما خططوا له منذ سنوات .. لقد قتل المجرم الذي قطع رأس والدته وتركها لتحترق بدم بارد ..اخذ بثأر عائلته ولم يتبقى له سوى اكمال مهمته بقتلها هي وشقيقها..ماعدا انه عندما نظر اليها حقاً هذه المرة .. الوجه الملائكي الشاحب صرخ به ذلك الصوت الضعيف داخله ..ذكريات الوعد الذي قطعه ذات مرة في ليلة باردة تخبره ان يتركها .. ذلك الصوت الذي يرغب باخراجه من رأسه واسكاته ..رفض جعلها تدفع

بدا ان كلاهما قد ترك عقله يُسافر بعيداً .. ليليان التي لازالت في غياهب ظلام عقلها ودماء والدها ..السائل القرمزي الذي سال معانقاً بياض ثوبها ملوثاً اياه كما لوثت الخطايا العالم..وكما ابتلع ظلام الليل كل وهج الصباح لطخت ثوبها ..توسلت بكلمات حتى هي في اعماقها كانت ستعرف انها بلا فائدة لو لم يكم من غقدته هو والدها
"ابي ..ابي افق ..انهض ارجوك"

"لن ينهض لقد ذهب..ارسلته الى الجحيم كما سأرسل شقيقك بعده "
اختفى البرود وحل محله على وجهه ابتسامة شيطانية مجنونة ..رفعت نظرها اليه ازاء تحدثه لتشعر بالدم يتجمد في عروقها ف على عكس صوته الممتلئ بثورة الجنون كانت عينيه خاوية لاشيء فيها حتى تلك النظرات التي كان يرمق والدها بها اختفت لم يتبقى فيها شيء ...

الزهرة والشيطان || Satan and rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن