الاشواك الدامية وشبكة العنكبوت القرمزية

3.2K 119 299
                                    


الزهرة والشيطان
الفصل الثاني والعشرون
القسم الثالث والأخير

"الأشواك الدامية وشبكة العنكبوت القرمزية"

.
.
.

"لايجب ان تبقي هنا ياسيدتي ان جلالته على وشك الوصو-هيه انت  بحق الله ماذا تظن نفسك فاعلًا..قلت ضع القليل من الكريمة للزينة لا ان تغرق الكعكة كلها هل تريد ان تصيبنا جميعًا بارتفاع السُكر !"
صرخت جوزيفين وهي تضع عدة فطائر كبيرة وساخنة على الطاولة ..تهافت الخدم من كل جانب وكان المكان مزدحم بشكل خانق ..كان وجود ليليان في المطابخ وهي ترتدي فستانها الأزرق الداكن وحلق الالماس يتدلى من اذنها
محرج وفي غير محله بشكل واضح . بل ومزعج تيضًا لأنها كانت تقف في الطريق وتقيد عمل الخدم  ..ومع ذلك فضلت ان تبقى هناك على ان تخرج لتقف امام الجموع الغفيرة.
كالمطبخ-واسوأ- امتلأ القصر الذي لم ترى فيه احدى سوى الخدم وروبرت في الأشهر الماضية بالناس..أنبل العائلات تجمعت في باحة القصر لاستقبال لانسلوت وكما علمت من جوزيفين والخدم الآخرين ان الكثير من الناس اجتمعوا في الخارج لتحيته..والذي كان يفسر كل تلك الضوضاء الخانقة التي هربت منها
في النهاية مدركة لما لايمكنها الهرب منه
غادرت المطبخ وهي تمر بالمرايا التي عكست بريق الماساتها المتلألئة..هدايا لانسلوت لها كما ذكر روبرت في الصباح وهو يجبرها على ارتدائهم بعد ان رفضت عدة مرات 
كانت تسمع الهمسات وترى النظرات الفضولية الموجهة نحوها.. كان هذا متوقعًا اذ لم يتم تقديمها رسميا للبلاط بعد لكون زوجها قد غادر في اليوم التالي لكن الجميع عرفوا انها الزوجة القرينة* "الليدي بريسفيوني لانكاستر "
حياها عدة رجال باحترام وهمس لها روبرت بأسمائهم والقابهم.. وكان الجميع مهذب لكن ليليان ابقت على مسافة ... لم تضطر الى تحمل النظرات والاهتمام الموجه نحوها لوقت طويل لحسن الحظ لأن البوابات فُتحت ودخل وفد لانسلوت والملك في المقدمة على حصانه
اتسعت عيني ليليان وهي تشاهد الترحيب الضخم و الناس في الخارج يهتفون باسم لانسلوت مرددين يحيا الملك حارس الامة وهم يرمون الورد وكان احد السادة وهو رجل ضخم بشعر اشقر قصير  والذي لايبدو جندي عادي يرمي العملات الذهبية في الهواء لهم ..كل التصفيق والتحيات اذهلتها.

علمت انه محبوب بين شعبه لكن لم تتخيل ابدًا شيء كهذا العشق في عيونهم له لم تراه موجه لوالدها او لليو حتى ..على الرغم من كم بدا ان شعب اورورا احب ليو-اكثر من والدها وهو شيء اثار  تذكره استياء ليليان-

ثم كانت عيونها تستقر عليه..فخور مثل أي وقت مضى ..جلس على حصانه بهالة ملكية فخمة تحيط به ..حتى مع التعب الظاهر عليه من الرحلة الطويلة بعيدا عن وطنه وشعره الذي اصبح اطول والذي تم ربطه للخلف في ذيل حصان منخفض ..لايزال وسيم للغاية ..وهذه ليست افكار ليليان وحدها اذ سمعت تنهد حالم او اثنين قادمين من السيدات القريبات منها
ومن لقائاتهم السابقة جميعا كان الطاووس المغرور يعرف ذلك ولم يخفي معرفته

الزهرة والشيطان || Satan and rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن