وجهه الحقيقي

9.7K 336 35
                                    


____________________________
الزهرة والشيطان
الفصل الرابع

_______________

رمشت فاتحة عينيها لتُقابل بسواد مظلم لايخترق وحشته ظل ..ارسلت الارضية الباردة التي تُركت مرمية عليها رعشة سرت في كامل جسدها بينما تأوهت وهي تجلس ليباغتها مزيج مروع من الغثيان والدوار
رأسها يؤلمها كأن مجموعة من الدبابيس تغرس به وبالكاد استطاعت الحركة وهي تستند على الحائط محاولة الوقوف ..كان المكان مخيف...مخيف كالموت بارد وحالك السواد .. لا ترى امامها سوى قضبان حديدية جعلتها تدرك انها مسجونة .. هذا ان كانت حية اساساً ..دقائق من الصمت لاتسمع فيها سوى صوت قطر الماء من حيث لاتعلم حتى استجابت حواسها لصوت وقع اقدام جعلها تتجمد في مكانها ..بدأ الصوت يقترب منها حتى اختفى ..اختفى كما توارى صاحب تلك الخطوات في وسط الظلام ...تحركت مقتربة من القضبان لعلها تعلم من هو الشخص المستتر في السواد ...صديق ام عدو..وربما في حالتها كان الاخير هي تشك ان هناك صديق هنا ...استمر الشخص الذي كانت واثقة من وجوده الان في الوقوف بلا حراك و فقط صوت انفاسه يصل لمسامعها..
لم يذهب ..ولم تبتعد ..بقيت تنظر وهو كذلك
حتى استسلمت وخرج صوتها متحشرجاً بسبب صراخها وعدم شرب الماء منذ الله يعلم متى مليئاً بالمرارة والرجاء

"من هناك"

لكن الغريب لم يُجب ..لارد..لاشيء

"من انت...فقط اجبني ..اين انا .. ارجوك هل تستطيع اخراجي من هنا "

لارد مرة اخرى لدرجة انها بدأت تشك بنفسها .. ربما تهلوس من هول الساعات الماضية لكن الخطوات عادت مرة اخرى وهي تشير الى ابتعاد صاحبها لتزفر بيأس وعادت لتجلس على الارض

وبطريقة ما عرفت ليليان .. هي لن تخرج من هنا

.

.
.

صوت انين جاك الذي يتمزق جلده تحت وطئ الصياط ملأ ارجاء المكان، فعل وحشي كان سيجعل كلمة القسوة تُخجل الصخر لكن ليس لاليكساندر الذي اشرف على تعذيب جاك بنفسه فصوت الانكسار ..الالم والوجع .. هو كل مارغب بسماعه ..ذلك الصوت كان كالموسيقى بالنسبة له
ولكن ماكان ينغص فرحته هو عدم اعتراف الوغد بمكان الختم الملكي والوثيقة التي تعطيه حق خلافة العرش حتى بعد ساعات من التعذيب والضرب
حتى خاله الذي كان مُرتاحاً وكأن اليوم عيد تكدر مزاجه ..وعلى العكس وجدها اليكساندر فرصة لجعل جاك يذوق بعضاً مماسقاه  ذات مرة مع دافع اقوى

"اذاً ياابن عمي العزيز هل اعجبك طعم السياط "

لم يكن سؤالاً بمقدار كونه سخرية زحف الحقد الذي نمى طيلة سنين فيها وبالطبع بدون ان ينسى ابتسامة  مُستفزة على وجهه سرعان مااختفت عندما ظهرت تلك الضحكة صغيرة على ثغر جاك رغم الالم المميت الذي يشعر به في كل انش من جلد ظهره مجيباً اياه بكبرياء ارستقراطي لطالما كرهه اليكساندر

الزهرة والشيطان || Satan and rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن