كان يستند على مقدمة سيارته ينتظرها أسفل البناية بشوقٍ فاق كل التحملات حتى أضحي يفتت ذرات صبره، رآها تنزل بسعادة غامرة بسرعة أشبه بالركض وهي تنظر له ببسمة سلبت عقله.
إقترب منها بشغف كبير يقول بإبتسامة مرحة: دا اي الحلاوة دي على الصبح؟ دا أنا قلبي ضايع مين يلاقيهلي؟
ضحكت بخجل تتذكر تلك الأغنية التي لطالما يغنيها لها خصيصًا، فأردف مجددًا: باينلي نسيته حدا أهلي، اصبري هشوفه وأجي.
كاد يتحرك ولكنها أمسكته من ذراعه بعبوس: بطل رخامة بقا يلا عشان منتأخرش وبابا قالي الساعة ٤ نكون هنا.
تغيرت ملامحه إلى الحنق الشديد وهو يردف: ليه يختي إن شاء الله شاقطك ولا بتسلي بيكي؟ دا كتب كتابنا كان إمبارح تحبي أجيب الشيخ يحيى يأكدلك؟
كتمت ضحكاتها على طريقته فأردف بتذمر: ماشي يا عم إبراهيم إن ما خطفت بنتك مبقاش أنا الظابط فارس عبد الصمد الأبنودي اللي منيمهم من المغرب.
نظرت له بعدم فهم: إزاي بتنيمهم من المغرب ؟
أردف بجدية: بحطلهم منوم في الغدا، يلا يا روحي عشان نلحق يومنا بدل ما أبوكي يرمي علينا اليمين سوا وإنتي عارفة إني No father، No mother، cut off the tree.
نظرت له بعدم فهم: يعني اي اللي قولته ده؟
لاعب حاجبيه بمشاكسة: لا دا باين إننا أغبياء ي قلبي، يعني مليش أب ولا أم مقطوع من شجرة.
_ لا ي شيخ؟ وعمي عبد الصمد وسونا دول اي؟
فكر لثواني ثم وضع يده فوق كتفها يقربها إليه وهو يمشي بها صوب باب السيارة: لا دا موضوع يطول شرحه بقا واليوم هيخلص كدا، مش أنا طلعت لاقييني جنب الجامع الكبير اللي على أول الشارع؟
رددت بصدمة: لا ي شيخ ؟؟!
أردف وهو يوميء بقوة: اوماااااال!!
_ بس الجامع الكبير دا مكنش موجود وإنت صغير ي أبو الفوارس!
ضيق عينيه بشك: إنتي ذكية ليه النهاردة؟ أنا متعود على ليفل غباء بيجيبلي جلطة.
نظرت له بحنق فضحك بصوتٍ عالٍ وهو يفتح لها باب السيارة: طب اركبي ي عزيزة.
تساءلت بغرابة: عزيزة مين؟
إبتسم بحب: عزيزة بنت السلطان.
ردت بتذمر: ي فارس بقا، بطل تقولي عزيزة دي، عزيز كل شوية يتريق عليا ويقولي بقينا عواجيز زي بعض، وبعدين هو نهاد وحش؟ إنت مش عاجبك إسمي؟
أنهت حديثها بتساؤل وتردد بينما إبتسم وهو يتحرك يجلس بجانبها وهو يبتسم لها بعشق: إنتي عارفة الأول نِهاد يعني اي ؟
هزت رأسها بنفي فأردف بدهشة: متعرفيش معنى إسمك؟
تشدقت بحنق: اي ي فارس هو أنا همتحن فيه؟ معرفش مجاش ف بالي.
أمسك كفها بحب وهو يقول: يعني أصل الشيء وأساسه، وفي معنى كمان إنه الأرض، وف كلا الحالتين إنتي بالنسبة لي كدا.
تغضنت ملامحها بعدم فهم بإبتسم بحب: إنتي أرضي وملجأي، إنتي أصلي وأساسي، يعني برجعلك زي رجوع الطفل لأمه، زي واحد مغترب رجع لوطنه، إنتي وطني ي نهاد.
إبتسمت له بحب فبادلها الإبتسامة بأخرى عاشقة وهو يدير السيارة ليقضيا يومًا سويًا بمناسبة عقد قرانهما.
قريبًا 🤎
تشجيعكم 🤎#سماح_خليفة
#تُشبِهين_الوَرد
أنت تقرأ
تُشبِهين الوَرد
Romanceسيفٌ جرح ساق نباتٍ ما فسقطت عليه حبات الندى فإزدهرت وردةٌ تشبه في محياها الورد، وكأنها منهم. وجد حب طفولته وعشقه، وعاني حتى يناله بينما هي مشتتة تعاني من ويلات الماضي البعيد والذي كانت ضحيته، والذي لم يكن الجاني فيه سوى الحب.