الفصل السادس

45 7 1
                                    

كانت صدمته كبيرة لدرجة تجاهله مكالمة والده، أو حتى النطق، خرج من صدمته بسرعة وقلبه يدق بعنف وهو يقود بسرعة جنونية حتى وصل إليها وقبل أن تطالها أيديهم القذرة بعدة أمتار، وقفت السيارة بجانبها بعنف فصرخت مرتعبة وهي تحتضن جسدها بقوة خوفًا أن يكون سائق السيارة مع الذئاب التي تجري خلفها تستبيح عرضها دون وجه حق أو شفقة، أخرجها من دوامة خوفها صوتٌ تألفه، ولكنه كان مرتعبًا مثلها.

صاح فيها يحيى وهو يفتح لها الباب المقابل له: اركبـي بســرعة!

نظرت له بذهول وهي لا تستوعب وجوده بعد ولم تحرك ساكنًا حتى إنتفضت فزعًا حينما صرخ فيها بنفاذ صبر وقد ذابت أعصابه في تلك اللحظة: اخلــصـي يلااااا !

وبسرعة فائقة صعدت السيارة وهي ترتجف بشدة وما أن ركبت حتى قاد بلهفة كبيرة، وما هي إلا خطوة حتى غُرِزت عجلة السيارة الخلفية في منطقة طينية رطبة في حركة جعلتهما يندفعان بشدة للأمام حتى إصطدمت سارة في رأسها بعنف ولم تنتبه لمدى ألمها بسبب شحنات الفزع حولها.

أغلق يحيى زجاج السيارة  والأبواب بسرعة وهو يري إندفاع أجسادهم نحو الشباك المجاور لها يطرقون عليه بشدة إرتعبت أوصالها على إثرها، بينما هو يشغل المحرك بعنف يحاول إخراج السيارة بسرعة.

نظر نحوها برعب وهو يري مدى خوفها وهي تصرخ نحوهم، أغمض عينيه بألم وعجز وهو يضغط بقوة على محرك السيارة وهو يصيح فيه كأنه يحثه على نجدتهم، وفي داخله لن يتركها لهم إلا حينما يعبروا فوق جثته أولًا.
________________________

كان سيف يمشي في شارعه بتريث كأن قدميه لا تسعفانه على التحرك، إنحرف إلى الصيدلية يحضر حقيبته التي تركها بحوزة هيثم حينما ذهب عصرًا إلى العمل، ولكن ما أثار إهتمامه هو عدم وجود يحيى، أخذ الحقيبة وهو يشكر هيثم ثم سأله بحيرة: اومال يحيى فين يا هيثم؟ مش عوايده يعني ؟

أجابه الآخر وهو يكتب بعض النواقص: دكتور يحيى راح منطقة شركات الأدوية هيشوف مشكلة الطلبيات اللي بتيجي مرة ناقصة ومرة منتهية الصلاحية ومرة معرفش اي، عالم مفترية ي سيف والله.

هز سيف رأسه بشرود ثم أردف: ربنا يسترها علينا، عايز حاجة مني؟

طالعه هيثم بإبتسامة: حبيبي منتحرمش منك.

إنصرف سيف صاعدًا إلى بنايته، ركب المصعد إلى طابقه ولكن وقف المصعد في الطابق الأول وفُتح الباب فوجد عبد الصمد أمامه بوجهٍ يكسوه القلق، نظر له عبد الصمد بإحباط شديد وقد ظن أنه يحيى: هو إنت ي سيف؟

تحدث سيف بتعجب: أيوة ي عمي عبد الصمد، هو في حاجة ولا اي؟ واقف كدا ليه؟

حاول عبد الصمد تقليل حدة القلق داخله وهو يقول: مفيش يبني أصل يحيى إتأخر بس وأنا قلقان شوية ومبيردش عليا.

تُشبِهين الوَرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن