الفصل الخامس

39 7 2
                                    

لا يعلم ماذا حدث؟ فجأة سقط قلبه أرضًا وهو لا يستوعب بعد، الحياة تختبرك يوميًا؟ بل في اليوم عدة مرات، حتى أنها لا ترأف بتوسلاتك ولا رجائك بأن تتوقف عن بذل الكثير من الجهد في إختراق سعادتك وتثبيت أوتاد الحزن داخلك، تحاول إسعاد نفسك فلا تعرف، تحاول إستغلال أية فرصة للضحك فلا تجد نفعًا، فتصبح أكثر قلقًا، أشد هشاشةً، باردًا من الخارج بينما داخلك يشتعل، تنتظر أن تكون بخير، أن تجد سببك الوحيد لتكون بخير، لكن يبدو أنه بعيد، بعيدٌ للغاية.

وقف متجمدًا وقد خارت قواه وهو تائه، فرك وجهه بإرهاق شديد ويداه ترتجفان من شدة الخوف، كانت تفصلها ثوانٍ، ثوانٍ فقط بين أن تلقي حتفها وأن يضغط السائق مكابح السيارة بسرعة خارقة فتقف السيارة أمامها لا يفصل بين جسدها سوى بضعة إنشات.

أما عن ندى فكانت تظن نفسها رحلت منذ دقائق، حتى أنها لم تقوَ على فتح عينيها مجددًا ودموعها تنساب بغزارة،
جلست على الأرض برعب وهي متيقنة أنها ليست في عالم الأحياء، إلى أن وجدت من يحتضنها بقوة وبكاء، كانت أميرة لا تستوعب أنها كانت ستخسر أعز صديقة لديها، فإنطلقت تعانقها حينما رأت ما حدث عندما لحقت بها هي وسارة، بينما سارة كانت متصنمة تفتح عيونها على وسعهما بذهول وخوف.

إقترب منهما سيف وهو لا يدري ما الذي يقال، ما الذي يجب عليه قوله، فقط أراد دفنها بين ضلوعه حتى يهدأ وليج قلبه، كلما إبتعدت عن عينيه كلما إقترب منها الأذي، كيف يحميها وهي أمامه ولكنها بعيدة للغاية؟

نزل على ركبتيه أمامها وقد حث نفسه على الحديث وهو يحارب نفسه حتى لا يحاوطها بكل الحب والعشق داخله، خرج صوته مختنقًا: إنتي كويسة؟

نظرت له من بين أحضان أميرة بضياع وهي لا تستوعب ما الذي يحدث حولها.

أبعدتها أميرة بلطف وهي تمسك وجهها وتقول ببكاء: ندى حبيبتي ردي عليا إنتي كويسة ي قلبي ؟

أومأت ندى بهستيريا ودموعها لا تتوقف، جثت سارة على ركبتيها ثم إحتضنتها أيضًا، فكان المشهد كالتالي: سارة وأميرة تحتضنان ندى، وسيف أمامهن، والناس تلتف حولهم ومنهم سائق السيارة الذي كان يشاهد ما يحدث بتوتر شديد وخوف أن يكون قد أصابها مكروه ما.

إقترب السائق منهم وهو يقول بأسف جلي: أنا آسف بجد والله معرفش إزاي ده حصل، أنا لقيتها مرة واحدة ف وشي ومش عارف أستوعب بجد اللي حصل.

زفر سيف بعمق وهو يغمض عينيه ثم وقف وهو ينظر له ثم نظر إلى السماء ثم أعاد النظر له: حصل خير.

أميرة بغيظ ودموع: لا ي سيف محصلش خير. ثم نظرت إلى السائق بغضب: إنت أعمى؟ مبتشوفش؟ إنت كنت هتخبطها؟ عايزنا نعديها بالسهل كدا؟

السائق بثبات: حضرتك شوفي اي اللي يرضيكي وأنا هعمله.

أميرة بغيظ: هنعمل محضر إنك بتسوق بتهور وكنت هتخبطها.

تُشبِهين الوَرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن