الفصل الرابع

37 10 1
                                    

نظرت له بصدمة يتبعها الضيق: إنت تاني؟ إنت ماشي ورايا ي جدع إنت ولا اي؟

يحيى بتوضيح: لا أنا....

قاطعته وهي تشير له بسبابتها بشر: اسمع ي جدع إنت إن شوفتك تاني ف وشي هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك وهمسح بيك بلاط سلم العمارة دي وهعصرك كدا وأرجع أمسح بيك تاني، إنت فاهم ؟!

ثم قامت بغلق الباب في وجهه بعنف اهتزت له أرجاء المكان والجميع يراقب ما حدث بفم مفتوح، نفضت سارة كفيها ببعضهما وهي تقول ببسمة: لا دا بتاع الزبالة.

كان يحيى في الخارج يحاول إستيعاب ما حدث، هل قامت للتو بطرده؟ آه هي لم تسمح بدخوله من الأساس، قام بدق الجرس مرة أخرى وكأن شيئًا لم يحدث.

كان سيف أول الذين خرجوا من صدمتهم وهو يقول بذهول: بتاع الزبالة؟ دا الدكتور اللي لسه مكلمينه؟

سارة بصدمة وهي تتمني لو إبتلعتها الأرض: دكتور؟ الأجرب دا دكتور ؟

تحرك سيف بسرعة يفتح له الباب قائلًا ببسمة صغيرة: معلش ي يحيى، عندي أنا دي.

رفع يحيى رأسه بشموخ لا يليق به وهو يقول بغرور: مش معقول كدا ي سيف أنا دكتور وليا هيبتي وليا.....

ولم يكد يكمل جملته حتى تعرقل في أحد سجاجيد البيت فوقع أرضًا بعنف وهو يتأوه بوجع، وقد سقط منه أدواته التي يحملها من أجل عزيز أرضًا، لم يستطع الجميع كبت ضحكاتهم فإنفجر الجميع ضحكًا إلا سيف الذي كتم ضحكاته بصعوبة وهو يسانده يعدل من ثيابه، كانت سارة تنظر له بشماته، بينما عزيز وحسين ينظران له بسخرية، أما ندى وأميرة فكانتا تنظران له بتعاطف.

وقف يحيى وهو يمسك ظهره بألم: ألف سلامة عليك يا عزيز، اي اللي حصلك؟

عزيز بضحك: والله اللي حصلي أهون بكتير من اللي لسه حاصلك ده.

نظر يحيى أرضًا ثم نظر إلى حسين وهو يقول بجدية: عم حسين متفرشوش سجاد تاني ع عتبة الباب لو سمحت.

أومأ له حسين بضحك: حاضر ي يحيى مش هنفرش تاني، المهم تعالى شوف عمك عزيز ماله.

تحرك يحيى ناحية عزيز يمسك يديه يقيس نبضه ويفحصه بدقة وملامح جدية عكس طبيعته المرحة، كانت سارة تراقبه بتأمل وهي تراه يعمل بجدية وملامح جامدة جعلتها توبخ حالها على ما فعلته معه.

إستدار يحيى لسيف: ضغطه واطي ونسبة السكر عالية شوية، إنت كلت اي ي عزيز؟ مش هتبطل طفاسة؟

عزيز وهو يتحدث بتأثر مصطنع: عارفين ي ولاد، يحيى دا أقرب حد لقلبي، ياما كنت بلعب معاه ونضحك سوا، ياما كان يجيلي هربان من أبوه عشان سقط ف المدرسة، وياما انطرد من المدرسة عشان كان بيعاكس المدرسة بتاعته ويشد الجيب......

إنتفض يحيى يصرخ فزعًا وهو يكمم فم عزيز: إنت اي؟ شريط فضايح؟ هلاقيها منك ولا من أم شيماء؟ اسكت بقا ياخي اسكت.

تُشبِهين الوَرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن