للجميلة رنا عمران: كل عام وأنتِ بخير عزيزتي 💙
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف للحياة أن تُهدينا نورًا في نهاية النفق لنكتشف في النهاية أن ذلك النور لم يكن سوي من وحي تفاؤلنا الساذج؟!، ثم بعد أن تغمض عينيك تجد أن ذلك النور يقبع في داخلك، بين جنبات صدرك منذ البداية، لكنك لم تكن تعلم.
في أحد أحياء القاهرة البسيطة، في نافذة أحد الشقق، تقف هي بإبتسامتها الخالبة، تسقي وردها، ويقف هو في النافذة المجاورة لها، يشاهد بكل إستسلام كيف لها أن تسرق لُب قلبه بمجرد تحريك عضلات شفاهها وتلك الدندنة الخافتة التي تصدرها بصوت حنون.
لو رآه أحد لأقسم أن كل نظرة منه إليها تصرخ بمدي عشقه لها، تلك الجارة، صديقة الطفولة، منذ أن طلبت منه أن تجرب ركوب دراجته في صباهم، فتركها لها برحابة صدر، أخذت تحاول حتي سقطت لعدم إتزانها، وقتها شعر بأن قلبه يرتجف خوفًا.
وقتها لم يستطع إخماد زعره، خاصًة مع بكائها بألم، لم يشعر بنفسه سوي وهو يهرع إليها يضمها إليه ويربت علي ظهرها حتي تهدأ، هدأ بكاؤها ولم يهدأ قلقه، إصطحبها إلي المشفي، حتي أنه تخلي عن كامل مصروفه الذي كان يدخره حتي يجدد دراجته، ولكن قلقه أحق بتلك الأموال، بكاءها أحق، هي أحق.
ثم من بعدها أخبرا والديهما عما حدث، هو يتيم الأم، تمت بينهما صداقة من نوع خاص، هو يكبرها بعام، ولكن حتى يعتني بها جيدًا، رسب قصدًا؛ ليكون معها في نفس العام، في نفس المكان، تخلي عن أصدقائه وعام كامل، فقط لأجلها، لا يستطيع إخفاء غضبه من وصفه بأخيها، هو ليس أخيها، ولكن يكفيه أنه صديقها المقرب ومنقذها والأول الذي تلجأ له.أخرجه من شروده بها صوت والده وهو ينادي عليه.
_ يلا يا عبحليم حافظ السفرجي حضر لجنابك الفطار ي صايع.
رد عليه حانقًا: في اي ي بابا ع الصبح، اي المعاملة دي؟
والده بسخرية: معلش يا حبيب بابا أصل فكرتني بوقفتك دي بكذا فيلم أبيض وأسود كدا، اتلحلح ي كلب البنت هتضيع منك.
رد عليه بضيق وحيرة: يعني أتلحلح أعمل اي يعني، دانا عيوني فاضحاني وفاضل شوية وتطلع قلوب كل ما بشوفها.
والده بتهكم: عيونك فاضحاك؟ وحياة أمك ؟ دا إنت ياض ي أهبل آخر مرة كنت ناقص تديها علقة، ي حنين.
رد عليه بعصبية: أعمل اي يعني ؟ عايزني أعمل اي لما ألاقي واحد بيحاول يكلمها وكمان عارف إنه مش كويس، أنا محسيتش بنفسي غير وأنا بضربه، والله ي بابا ما حسيت بأي حاجة غير بنار جوايا وأنا شايفه بيبصلها كدا وبيكلمها كدا.
ابتلغ غصة في حلقه ثم أكمل: أنا... أنا يمكن إتعصبت عليها بس والله غصب عني مقدرتش أتحكم ف نفسي غير وأنا بزعقلها كدا.
والده بهدوء: وأهو أخدت فصل أسبوع وهي من وقتها مش راضية تتكلم معاك.
رد عليه بحزن: حاولت والله، مش راضية ترد عليا وسألت عمي حسين عليها كل ما أروح هناك يقولي نايمة أو مع صحابها بس أنا عارف إنها ف أوضتها وصاحية لأني ببقي عارف لما بتخرج وبترجع.
تنهد والده بهدوء: سيف ي حبيبي ارحم قلبك شوية وصارحها، ع الأقل ترتاح من الحيرة واللغبطة دي.
أخذ سيف نفسًا عميقًا ثم أردف: مبقدرش ي بابا، أنا مش جبان والله بس عايز أتأكد من حبها ليا، أنا كل ما بنام بحلم بكابوس إنها مع حد غيري، أو بترن ف وداني كلمة إنت أخويا، مش عارف ي بابا، وخايف أصارحها أشتتها وعارف إنها هتزعل ع زعلي وتتأثر، وأنا مش عايز كدا.
أنت تقرأ
تُشبِهين الوَرد
Romanceسيفٌ جرح ساق نباتٍ ما فسقطت عليه حبات الندى فإزدهرت وردةٌ تشبه في محياها الورد، وكأنها منهم. وجد حب طفولته وعشقه، وعاني حتى يناله بينما هي مشتتة تعاني من ويلات الماضي البعيد والذي كانت ضحيته، والذي لم يكن الجاني فيه سوى الحب.