خرج سيف من بنايته المجاورة لبناية ندي، لا يدري ما حدث ولكن شعر فجأة بأن هناك صخرة قد جسُمَت فوق صدره، وقد بلغ منه القلق مبلغًا كبيرًا، تنفس بعمق يطمئن حاله وإستعاذ بالله وأكمل طريقه وهو يردد: يارب استرها.بعد بضعة دقائق وصل إلي الصيدلية، والتي يملكها يحيى طبيب صيدلي في أواخر العشرينات من عمره، دخل سيف وألقي التحية وطلب منه إحضار الدواء، نظر له يحيى بتوتر لاحظه سيف، قام بإحضار الدواء وعلي وجهه علامات التردد الشديد وهو ينظر إلي الخارج يأمل وصول ندي حتي يقوم بتنفيذ الخطة كما أمره عزيز، وقف يتأمل سيف وطوله الفارع وأكتافه العريضة وعلامات الجدية علي وجهه، تذكر تلك المرة حينما قام أحدهم بمغازلة ندي حيث لكمه سيف عدة مرات حتي بهتت ملامحه، بلع يحيي ريقه وهو يتصور أبشع السيناريوهات التي سيموت فيها علي يد سيف حينما يخبرها بكل سعادة أن هناك من يريد الزواج منها كما اتفق معه عزيز.
نظر له سيف بتساؤل وتردد: في حاجة ي يحيي؟
يحيي بسرعة: لا لا أبدًا ي سيف، اتفضل الدوا أهو.
أومأ له وهو يخرج حقيبة نقوده: الحساب كام ؟دفع له سيف وخرج وهو يتعجب تعثره وتوتره، ذهب إلي البناية وركب المصعد ثم اتجه إلي شقته فتحها ودخل، وجد والده يجلس علي الأريكة التي تتوسط الصالة وهو ينظر له بتفحص شديد وقلق.
سيف بتعجب: في اي مالكم ؟ هو ليه كله بيبصلي كدا النهاردة ؟ في اي ي عزيز ؟
تنحنح عزيز: مفيش ي قلب عزيز، جبت العلاج ؟
مد سيف يده: أيوة أهو اتفضل.
أخذها منه عزيز وهو ينظر له بريبة من هدوئه، تشجع ليسأله عن الأمر.سعل بخفة ينقي حلقه: احم احم احم ، بقولك ي سيف ي حبيبي ي غالي ي ابني ي ضنايا ياللي مليش غ....
قاطعه سيف رافعًا أحد حاجبيه: والنبي اي؟ واي كمان ي عزيز؟ ما تقول في اي ؟
عزيز وهو يواري توتره: هو يحيي مكانش ف الصيدلية ولا اي ؟
نظر له سيف بشك: لا، كان فيها، بتسأل ليه ي وزه؟
عزيز بنبرة حاول جعلها عادية ولكن لاحظها سيف: أبدًا ي حبيبي بسأل عادي.
سيف وهو يضيق عينيه: امممم طيب، أنا هدخل أنام عايز حاجة ؟
عزيز بسرعة: لا ي حبيبي تسلم، ارتاح إنت.أومأ له سيف وهو يشعر بأن هناك شيء يُحاك من وراء ظهره، وذلك الشيء له علاقة ب ندي، متيقن من ذلك، فوالده لا يشعر بالتوتر هكذا إلا حينما يتعلق الأمر بها، فكر أن يهاتفها ولكن تراجع ظنًا منه أنها نائمة، إستلقي علي الفراش وهو يحاول النوم من كثرة إرهاقه يحاول التغافل عن ذلك القلق الذي ينهش قلبه.
_________________________________خرجت صفية من شقتها لتصف أكياس القمامة بجانب باب الشقة، كانت سترحل ولكن وصل إلي سمعها صوت بكاء مكتوم وشهقات حادة، استرقت السمع أكثر ناحية الصوت وقلبها يدق قلقًا.
كانت ندي متكومة علي نفسها تبكي بنحيب وتردد ما بين آنٍ والآخر إسم سيف، دبّ الأمل إلي قلبها فور أن سمعت صوت ينادي.
وقفت بسرعة ولهفة: أيوة سيف دا إنت ؟
ردت عليها صفية حينما تعرفت علي صوتها: ندي؟! إنتي كويسة ؟ حبيبتي بتعيطي ليه ؟
ندي بصوت عالٍ: الحقيني بسرعة ي طنط صفية بالله عليكي الأسانسير عطل وأنا محبوسة هنا، بالله عليكي كلمي بابا خليه يلحقني.
صفية بتوتر: حاضر حاضر ع طول أهو، متقلقيش إنتي ومتعيطيش.
أنت تقرأ
تُشبِهين الوَرد
Romanceسيفٌ جرح ساق نباتٍ ما فسقطت عليه حبات الندى فإزدهرت وردةٌ تشبه في محياها الورد، وكأنها منهم. وجد حب طفولته وعشقه، وعاني حتى يناله بينما هي مشتتة تعاني من ويلات الماضي البعيد والذي كانت ضحيته، والذي لم يكن الجاني فيه سوى الحب.