الفصل العاشر

45 7 1
                                    


إستعدت أميرة لتخرج من البيت وهي تحمل حقيبتها ولكن أوقفتها أختها رباب: بقولك فين الروچ البني بتاعك؟ دورت عليه ملقيتهوش؟

تجاهلت أميرة سؤالها وردت ببرود: بقولك اي أنا مش فايقالك، اوعي عشان هتأخر وعندي إمتحان.

كانت ستتخطاها ولكن أمسكتها رباب بحنق: هو أنا بشحت منك؟ فين الروچ؟ مانا كمان عندي كلية وهتأخر، انجزي!

رفعت أميرة حاجبها بإستنكار: اتكلمي معايا عدل شوية! اي قلة الأدب دي ؟!

دخلت شيرين في تلك اللحظة تتفوه بإنحياز شديد لرباب توجه تعنيفها إلى أميرة: مفيش حد هنا قليل الأدب غيرك، واحدة أنانية بصحيح، فيها اي لما تدي لأختك الصغيرة الروچ؟ بتحبي كل حاجة لنفسك وبس.

وقفت أميرة تشعر بنيران تحرق قلبها حد الإختناق وهي تتلقى من الإهانات ما يفيض، والألعن تلقيها هذا من والدتها، إغرورقت عيناها بالدموع ولكنها أبت أن تسقطها، ضيقت عينيها ببرود ظاهري وهي تتحكم في صوتها أن يخرج قويًا: لا مبحبش كل حاجة لنفسي، بس في حاجة إسمها إستئذان، في حاجة إسمها بعد إذنك عايزة الحاجة دي، مش تدور على حاجتي الشخصية وجاية بكل برود تسألني هي فين عشان مش لاقياها؟

إبتسمت شيرين بسخرية: شوية حجج فارغة، مش بقولك مش بتحبي إلا نفسك وكل حاجة ليكي وبس؟

صمتت أميرة بحرقة تتمنى لو تصرخ بأعلى صوت لديها من كثرة الألم والإتهام، ولكنها رسمت معالم وجهها بالبرود: خلصتي؟ دلوقتي بعد إذنك عشان عندي كلية وهتأخر، وبالنسبة للروچ مش هتاخده، دي حاجة إستعمال شخصي مينفعش حد غيري يستعمله، عن اذنك.

وقفت شيرين في وجهها: وأنا بقولك هتديها الروچ غصب عنك لو مش بمزاجك، إنتي جايباه بفلوسك ولا اي ؟

ردت عليها أميرة بغضب: أيوة بفلوسي، جايباه من مصروفي.

شيرين بتهكم: ومصروفك دا لاقياه ف الشارع؟ مش من فلوسي؟

ردت أميرة وهي تجاهد حتى لا تبكي: لا مش من فلوسك، من فلوس بابا، إنتي عمرك أصلًا ادتيني مصروف؟ عمرك اهتميتي باللي أنا عايزاه زي ما بتهتمي بيها، اشمعنا هي تاخد حاجتي عادي وأنا لا؟ ها؟ اشمعنا هي اللي بتقفي ف وشي كل مرة وتاخدي حاجتي غصب عني عشانها؟ ليه عمرك ما فكرتي فيا؟ ليه عمرك ما اعتبرتيني بنتك زيها؟ ليييه؟

صرخت في آخر جملتها فردت شيرين ببرود: دا اللي إنتي فالحة فيه، تعلي صوتك وتقلي أدبك، وطول عمرك غيرانة من أختك وبتحقدي عليها عشان هي الصغيرة.

نظرت لها أميرة بذهول: أنا بحقد عليها؟ والله؟

نظرت إلى رباب فوجدت نظرتها مليئة بالإشمئزاز فصرخت في وجه شيرين: إنتي بتعملي كدا ليه؟ بتعملي فيا كدا ليه حرام عليكي بقا؟

رحلت من أمامها بسرعة وشفتاها ترتجف من كتمانها للبكاء، وصلت إلى الباب تبحث عن حذائها الجديد ولكن لم تجده، بحثت عنه بغضب ولكن لم تجده، إلتفتت بجسدها نحو باب غرفتها فوجدت رباب في وجهها، نظرت بتلقائية إلى قدميها فوجدت الحذاء، إقتربت منها بغضب: اقلعي الكوتشي دا.

تُشبِهين الوَرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن