خرج سيف من ذهوله على صرخة ندى بإسم أميرة، بينما أميرة تصرخ من ألم يدها، صرخ في ندى بسرعة: خليها تحط إيدها تحت الحنفية بسرعة، ولو لابسة أي إكسسوارات خليها تقلعها.
إتجهت سارة نحوهما برعب: في اي مالها أميرة؟
إتجهت بها ندى أسفل حوض المعمل وفتحت الصنبور وهي ترتجف بينما أميرة تبكي وسارة تنظر ليدها بذهول وسيف يراقب ما يحدث بأسف.
إتجه إليهن المعيد الذي كان قد خرج ليحضر بعض المواد وجاء على صوت الصراخ: خليها حاطة إيدها عشر دقايق تحت المياه.
بكت أميرة بعنف: ايدي بتحرقني، ايدي واجعاني أوي.
حدثتها ندى وهي على وشك البكاء: معلش ي قلبي استحملي، هتخف دلوقتي.
إقتربت سارة بخوف: ارفعي كُم الفستان ي أميرة زمانه جه عليه حمض أو اقطعيه.
أمسكت ندى طرف الفستان وسارة من الناحية الأخرى وقامتا بإقتطاع الجزء المبتل بسائل الحمض، تحت بكاء أميرة بوجع ونظرات الحزن من سيف.
أما عند هايدي فكانت ترتجف من الخوف وأن يكون قد لاحظها أحد وهي تصطدم بسيف عن عمد، نظرت إلى وليد الذي حرك يده لها بمعنى أن تطمئن فخرجت مسرعة وكأن ما يحدث لا يعنيها، نظر سامي له بصدمة: إنت اللي قولتلها تعمل كدا؟
نظر له وليد بحنق: وطي صوتك هتفضحنا، وبعدين أنا مقولتلهاش حاجة متستهبلش، مش أي حاجة تحصل تلبسهالي أنا.
رد سامي بذهول: اومال بتشاورلها ليه؟
أجاب وليد بمراوغة: بسلم عليها يسيدي، هو ممنوع ولا اي ؟
صمت سامي بضيق وهو لا يتقبل ما يحدث حوله.
لا يزال بكاء أميرة مستمرًا وكذلك خوف ندى وسارة، إقترب سيف من ندى بقلق: ندى يلا ناخدها المستشفى، هناك هيسعفوها أفضل.
كانت نظراتها غاضبة وأرادت أن تنفجر فيه ولكنها صمتت على مضض من أجل صديقتها، أمسكت سارة يد أميرة السليمة تربت عليها بمؤازرة: يلا ي قلبي هنروح المستشفى.
أومأت لها بوجع داخلي يضاهي وجع يدها ويغلبه وصفعة الصباح لم تزل من قلبها، إتجهت إليها ندى تساندها، وخرجن وخلفهن سيف والمعيد.
_________________________________رجع عزيز إلى الحارة يمشي فيها ببطء وقد ساعدته ذاكرته على تذكر الكثير، وكأن ما تذكره أمام قبرها لم يكن كثيرًا، ففي هذا المطعم كانا يقفان ليأكلا الشطائر السريعة كما كانت تحبها، وهنا كان يشتري لها المثلجات بطعم الفانيليا كما تحب، وهناك أمام تلك السيدة العجوز التي تفترش الفواكة كان يحضر لها الكيلوجرامات من فاكهة الرمان كما تشتهي، وأمام محل البقالة هذا بالتحديد كان يحضر لها حقيبة مليئة بالمقرمشات المحببة لها " قلبظ" والعلكة بدون سكر كما تحب، والحلويات بدون جوز الهند، وقف عزيز في منتصف الشارع وكأنه محاصر بالعديد من المشاهد وكلها تقتصر عليها، كلها يرى بها ضحكتها ونقاءها.
أنت تقرأ
تُشبِهين الوَرد
Storie d'amoreسيفٌ جرح ساق نباتٍ ما فسقطت عليه حبات الندى فإزدهرت وردةٌ تشبه في محياها الورد، وكأنها منهم. وجد حب طفولته وعشقه، وعاني حتى يناله بينما هي مشتتة تعاني من ويلات الماضي البعيد والذي كانت ضحيته، والذي لم يكن الجاني فيه سوى الحب.