23

76 3 35
                                    

وقف فوق حافة السور بصعوبة و قد تطلبه ذلك شجاعة كبيرة حاول أن يبقى على تلك الوضعية قليلا أكثر فالنظر إلى المدينة من ذلك العلو كان بالطبع لِيَكُونَ شيئا جميلا بالنسبة لشخص عادي لم تعترضه آلام الحياة

هذه المرة أغمض عينيه ، بلع ريقه و إذا به يحاول القفز لكن ....

لكنه لم يستطع فعل ذلك بسبب تلك الأيدي التي أحاطت برجليه

نظر إلى ذلك الذي أوقفه عن مغادرة الحياة ليجده فتاة ! من زيّها المدرسي تبدو من نفس المدرسة الثانوية التي يرتادها

لم يفكر دونغ-غون كثيرا لذا قرر السؤال : مَنْ أنتِ ؟

لتتحدث تلك الفتاة بإندفاعية قائلة : لِما تريد الموت ؟ هل حياتكَ لا تُهِمُّكَ لهذه الدرجة ؟ هل هذا بسببهم ؟ بسبب أولئك الأوغاد ؟ إنْ كان كذلك فلا تفعل ذلك أنا أرجوك ، فقط فكِّر في كونِكَ تريد الحياة ليس لأجلهم بل لأجلكَ أنتَ اوبا

بعد سماع دونغ-غون لحديثها بدأت دموعه في الإنهيار أكثر من ذي قبل ليجيب عن أسئلتها : أنا فقط أريد فعل ذلك ، لقد سَئِمْتُ العيش بتلك الطريقة ، لقد سَئِمْتُ كوني دائما الضحية هناك ، أعيش ؟ لأجلي أنا ؟ ذلك هراء ، لقد سلبوا منّي نفسي ، روحي ، و كل شيء قد أستطيع و لو قليلا التشبث به في هذه الحياة ، لقد جعلوني بلا روح ، لقد أصبحت كالميت على قيد الحياة ، ثمّ هل فكروا بمقدار الألم الذي تسببوا به لي ؟ هل فكروا في ذلك ؟ لا هم لم يفعلوا ، لذا وجب عليَّ أن أموت لكي أُخَلِّصَ روحي من هذا العذاب ، ابتعدي و اتركيني أموت بسلام

في تلك الأثناء تشبثت به الفتاة أكثر فأكثر لتسحبه إليها ليقع كلاهما على الأرض

أراد دونغ-غون النهوض من جديد لتتمسك به الأخرى من الخلف مطوقة إياه قائلة : أنا لن أسمح لكَ بأن تغادر هذه الحياة فلا يزال أمامك مشوار طويل في هذه الحياة ، و لا يزال أمامك الكثير لتفعله اوبا ، فقط آمِن بالغد و سيكون كل شيء على ما يُرام

هدأ دونغ-غون قليلا ليتوقف عن الحركة أخيرا ليبدأ في البكاء مجددا لتسحب الأخرى يديها عنه لتجلس على ركبتيها ناظرة إليه و هو يستلقي أرضا لتهزه من كتفه : ياا اوبا لما تبكي ، الأمر لا يستحق

نظر إليها ليجلس أمامها قائلا بين شهقاته : لقد كان أمرا صعبا أن أجد شخصا ما ليخرجني من عالمي المظلم

لم تعرف ما تفعله الأخرى سوى معانقته و التربيت على ظهره : لا تقل ذلك اوبا ، من اليوم فصاعدا سأكون الشخص الذي ينقذكَ دائما

ضحك دونغ-غون بخفة ليقول : حسنا ، أنا موافق على هذا

ابتعدت عنه الأخرى لتبتسم إليه قائلة : ما اسمك ؟

الأسيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن