الفصل 11

12 24 30
                                    

بابـا نـوال» مرة أخرى « و ملاحظـة فقـط يـا «سـامي»، مغامراتـك الجديـدة لـن تكـون هنـا داخـل الكهـف العظيـم بـل سـتكون علـى أرض الخيـال مباشـرة » ...

يضطـرب الفتـى لسـماعه ذلـك لأنـه يعلـم أن أي خطـأ منـه فـإن عـدوه قـادر علـى تحديـد مكانـه بدقـة كبيـرة ومـن ثـم القضاء عليه ... فيسـأل قائلا « ولكنكم أخبرتموني سـابقا أن الغـول يسـتطيع الإحسـاس بـي بـل ورؤيتـي إذا خرجـت مـن هـذا الكهـف » ... ليَـرُد «سـنفور حكيـم» علـى سـؤاله « هـذا صحيـح ، لكنـك الآن تملـك الـرداء السـحري ... ذلـك الـرداء سـيمنع الغـول وأعوانـه مـن رؤيتـك، وفـي حـال سـاءت الأمـور أو كنـت وجهـا لوجـه مـع الغـول أو أحـد أعوانـه أو كل مـن تعتقـد أنـه يشـكل عليـك خطـرا فـكل مـا عليـك فعلـه هـو أن ترتـدي غطـاء الـرأس وسـتختفي تمامـا، ... وكالعـادة سـيرافقك أفتـار والدك لحمايتك » ثم يلتفت باتجاه الأفتار مواصلا « وحسب ما أرى فلم يبقى له الكثير حتى يصبح أفتارا من المستوى الثالث، وصديقنا السـندباد فـي الخـارج سيسـاعدك فـي الوصـول إلـى هنـاك بسـرعة»

_حسـنا فهمـت يـا سـيدي، وسـأحاول جاهـدا أن لا أرتكـب أي خطـأ وسـأكون عنـد حسـن ظنكـم بـي ... هكـذا قـال الفتـى وهـو يتوجـه إلـى الطاولـة الكبيـرة حيـث البندقيـة والـرداء السـحري موضوعـان علـى طرفهـا، يلبـس رداء التخفـي دون وضـع غطـاء الـرأس ثـم يحمـل البندقية و يخرج رفقة أفتار والده من الكهف العظيم ومحاطا بالسـلاحف الأربعـة حيـث يجـد «السـندباد» فـي انتظـاره بالخـارج وبجانبـه البسـاط السـحري، يركبونـه جميعـا وينطلقـون ...

بعـد الإقـلاع بلحظـة واحـدة فقـط يبـدأ البسـاط فـي الترنـح يمينـا وشـمالا ...

_ اهـدأ يـا «سـامي» ... هـذا مـا قالـه «السـندباد» وهـو يحـاول السـيطرة علـى البسـاط السـحري عبـر إمسـاكه بكلتـا يديـه مـن طرفيـه الأمامييـن، فيـرد عليـه الفتـى « أنـا خائـف، ولـم يسـبق لـي أن حلقـت مـن هكـذا ارتفـاع »

يجيبـه الأفتـار « ولكـن الخـوف يكـون مـن الارتفـاع الحقيقي يا «سـامي» ! ، وأنت الأن داخل عالم الخيال والأحلام، هل نسـيت ذلـك؟ »

_كلا ... لكـن الارتفـاع هـو الارتفـاع يـا أبـي سـواءً كان فـي عالـم الخيـال أو عالـم الحقيقـة، ... وأنـت أيهـا «السـندباد» هـل يمكنـك التخفيـف مـن السـرعة علـى الأقـل ؟

_مستحيل، فنحن في سباق حقيقي ضد الوقت، و أيضا فإن هـذه المناطـق تخضـع لسـيطرة الغـول، أعوانـه فـي كل مـكان، وإذا تـم رصدنـا فنحـن هالكـون، ... كان هـذا رد «السـندباد» قبـل أن يـدرك ويلاحظ أن البساط سكن وأستقر تماما ! ، فيستغرب للأمر ويواصل كلامـه متسـائلا « مـا الـذي حـدث ؟ » ... يجيبـه «سـامي» « لا شـيء لقـد أغمضـت عينـي فقـط » يلتفـت «السـندباد» فيجـد الفتـى قـد غطـى عينيه بكلتا يديه ! فينزعج جدا من هذا التصرف ثم يحدثه بأسلوب الناصـح قائـلا « كلا يـا «سـامي» ... لا يمكنـك الهـروب مـن المشـكلة عبـر إغمـاض عينيـك بـل عليـك بالمواجهـة، يجـب أن تثـق فـي نفسـك وتواجـه خوفـك »

بداية الملحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن