الفصل 19

9 26 25
                                    

        _حسـنا، ... الجبابـرة سـكنوا باطـن الأرض مهزوميـن ومرغمين وقـد مـات منهـم خلـق كثيـر، ومـن عـاش منهـم تكيّـف وتعـرض لتغيـرات كبيـرة فـي اللـون والحجـم ، وهـم معروفـون أكثـر باسـم ''الرمادييـن''.
_وماذا عن الأساطير ؟
      _نفس الشيء وبعضكم يطلق عليهم تسمية ''الأنوناكي'' .

   في هذه اللحظة يقول «السـندباد»  مقاطعا « والآن اسـتعد يـا «سـامي »  فقـد وصلنـا لجبـل ''اولمبـس'' »
     _حسنا، شكرا لك أيها السندباد .

       يتقدم الفتى في وسـط طريق صخرية فيسـمع موسـيقى هادئة ومريحـة فيتبـع مصـدر الصـوت إلـى غايـة الوصـول لمكان خلاب، هناك يجـد الكثيـر مـن الجـواري بأبهـى حلـة يتنافسـن علـى خدمـة إحداهـن، ويبـدوا أنهـا أميـرة مـن الأميـرات وتسـتمتع بوقتهـا.
    
      يقترب الفتى منهن فَيَنتَبِهنَ له ويتوقفن عن العزف ثم ينظرن إلـى واحـدة منهـن و التـي وقفـت مـن مكانها، فيعـرف «سـامي» فـورا أنهـا القائدة والتي كانت تنظر للفتى بمنظر الشك و الريبة قبل أن تبادره قائلة « من أنت أيها الفتى وكيف استطعت الوصول إلى منتجع «هيستيا»؟ »

يـرد عليهـا قائـلا « «هيسـتيا» !  أنـا متأكـد مـن سـماع هـذا الإسـم سـابقا » 

فتـرد عليـه مـرة أخـرى « أنـا «هيسـتيا» شـقيقة الملـك «ديونيسـيوس» وقد كنتُ سـابقا ملكة للنار قبل أن أتنازل عن ملكي لشـقيقي الأصغـر، والأن أخبرنـي من أنت ومـاذا تريـد؟ »

_إسـمحي لي أيتها الملكة «هيسـتيا» أن أقدم نفسـي، أنا «سـامي أمين».
      _ وماذا تريد يا سيد «سامي أمين» ؟
_أريد الحصول على صندوق «باندورا»؟
      _ ذلك الصندوق لا يمكن لمخلوق أن يحصل عليه ؟
_لماذا ؟
       _لأنـه مخبـئ عميقـا داخـل المغـارة الواقعة فـي الجزء الشـمالي من جبل ''أولمبس'' ، والمشـكلة أن «الجريفين» وهي كلاب «زيوس» تحرس تلك المغارة ولا يمكن لأَي أحـد أن يتجاوزهـا ، لأنهـا لا تتأثـر بِـأَي تعويـذة ولا يمكـن هزيمتهـا بِـأي سـلاح مهمـا كان .
_تلك مشكلة حقيقية.
      _ لكنـي سـمعت مـرة مـن أحـد ''القناطيـر'' أن أحدهـم تمكـن مـن تجـاوز الـكلاب والدخـول إلـى المغـارة والمبيـت فيهـا ثـم غـادر فـي اليـوم التالـي .
_كيف ؟ ... كيف فعل ذلك ؟
      _لا أدري، ... عليك أن تسأل القنطور «خيرلون».
_ وأين سأجده؟
      _عليـك عبـور الـوادي للوصـول إلـى الجبـل المقابـل، هنـاك تقـع ''مملكـة القناطيـر''، لكـن حـذاري فالقناطيـر خطـرة جـدا وهـي ليسـت ودودة، بالنسـبة لحكيمهـم «خيرلـون» سـتتعرف عليـه فـورا لأنـه الوحيـد بينهـا الـذي لـون شـعره أبيـض.
_شكرا لك أيتها الملكة «هيستيا»
      _بالتوفيق يا سيد «سامي أمين».

     يقطـع الفتـى الـوادي بسـرعة ويصعـد الجبـل المقابـل لجبـل «أولمبـس» حيـث تقـع مملكـة القناطيـر، وهـي مخلوقـات عبـارة عـن نصـف حصـان ونصـف إنسـان ومعـروف عنهـا عدائيتهـا لـكل مـن هـو غريـب، يضـع الفتـى غطـاء رأسـه ويختفـي وهـو يمشـي بحـذر داخـل المملكـة فيلتقـي بأربعـة منهـا عنـد المدخـل تبـدو عليهـم علامـات القـوة ويحملون رماحاً طويلة في أيديهم، والظاهر أنهم حُرّاس مدخل المملكة، يجتازهـم الفتـى بـكل سـهولة دون أن ينتبهـوا لـه،  ثـم يواصـل السـير بحـذر لغايـة الوصـول إلـى قصـر كبيـر فـي مدخلـه ثلاثـة مـن القناطيـر فيقـرّر الفتـى الظهـور العلنـي أمامهـم لكـن بمظهـر قنطـور مثلهـم ... يسـألهم عـن «خيرلـون» فيخبـره أحدهـم أنـه عاكـف فـوق قمـة الجبـل منـذ أن ظهـر المذنـب فـي السـماء مـن ثلاثـة أيـام.
   
  يتجـه الفتـى حيـث أشـار لـه القنطـور الحـارس فيجـد ضالتـه أخيـرا، ... يجـد قنطـورا أشـيب واقفـا وينظـر فـي اتجـاه النجـوم، وقبـل أن ينزع الفتى غطاء رأسه أو يقدم نفسه يقول له القنطور ودون أن يلتفـت أو أن ينـزل عينيـه مـن السـماء « مرحبـا يـا «سـامي» ... تفضـل »

بداية الملحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن