الفصل 15

13 26 22
                                    

نعـم ذلـك الصـوت، ... نفـس الصـوت الـذي كان يسـمعه كل ليلـة، فيهرب بسرعة إلى غرفته يدخل ويغلق الباب خلفه فيخرج له الأفتار من الحائط قائلا وبنبرة غضب « ماذا تفعل يا «سامي» ؟ لماذا هربت ! »

يـرد عليـه بأنفـاس متقاطعـة « الغـول، ... لقـد سـمعت صوت الغـول »

_لم يكن صوت الغـول.
       _وماذا يكون إذن ؟
_ هذا ما عليك أن تكتشفه بنفسك.
       _أنا لا أملك الشجاعة لفتح ذلك الباب يا أبي ؟
_اذا لـم تفتـح ذلـك البـاب والآن سأنسـحب مـن مهمـة تدريبـك والإشـراف عليـك، وسـأطلب مـن الحكمـاء تعييـن أفتـار آخـر لينـوب عنـي.
       _ لما تفعل ذلك يا أبي؟ لما تضغط علي بهذه الطريقة ؟
_لأنـك لا تثـق بـي، ... لأنـك تعتقـد بوجـود غـول داخـل تلـك الغرفـة .
      _لقد سمعت صوته.
_ لم يكن صوت الغـول.
      _هل هو صوت حيوان ؟
_لا إجابة، ... عليك كشف السر بنفسك.
      _حسـنا سـأفتح البـاب بشـرط أن تسـبقني بالدخـول إلـى تلـك الغرفـة.
_ومـاذا عـن العمـة ؟ مـن سـيتكفل بإبقائهـا خارجـا لـو قـررت الدخـول فجـأة ؟
      _ سأفتح الباب وألقي نظرة سريعة لمدة ثواني فقط.
_حسنا، والآن هيا بنا ...

      هكـذا قـال الأفتـار وهـو يخـرج بالفعـل ويتبعـه الفتـى بخطـى متثاقلـة، ... يصـلان كلاهمـا إلـى بـاب الغرفـة، ... ينعطـف الفتـى بخفـة ناحيـة اليميـن حيـث توجـد نافـذة صغيـرة تطـل علـى الحديقـة مباشـرة فيشاهد عمته وهي تقوم بسقي الأزهار فيعود بسرعة، وما إن وقف بجانـب البـاب حتـى أختـرق الأفتـارُ البـابَ دخـولا، يمسـك «سـامي » بمقبـض البـاب ويديـره ببـطء شـديد فـي نفـس الوقـت الـذي يبلـع فيـه ريقه، يفتح الباب أخيرا، ... نعم لقد فتح الباب، ... أول ما شاهده هو سرير نوم العمة وزوجها، يواصل فتح الباب ببطء ثم يشاهد كرسيا خاصا بذوي الاحتياجات الخاصة ويبدو أن أحدهم يجلس عليه ولا يظهـر منـه سـوى القليـل مـن رأسـه لأن «سـامي» يشـاهد الكرسـي مـن الخلـف، ومقابـل الكرسـي هنـاك تلفـاز ضخـم معلـق علـى الحائـط، يقتـرب الفتـى مـن جانـب الكرسـي بحـذر شـديد ليشـاهد مـن يجلـس عليـه، ... خطـوة أخـرى ويشـاهد طفـلا فـي مثـل سـنه ويبـدو أنـه يعانـي مـن خطـب كبيـر ! فالطفـل مشـوه تمامـا فـي منظـر يبعـث علـى الرعب قبل أن يبعث على الأسـى والشـفقة ! ويبـدوا أيضـا أنـه مشـلول مـن أطرافـه الأربعـة لكنـه بالرغـم مـن هـذا فقـد ابتسـم لسـامي...

     الفتى واقـف ومشـدوه بعينيـن جاحظتيـن قبـل أن يلتفـت للأفتار الذي أومأ برأسه قائلا « نعم يا «سامي» ... العمة لا تخفي أي غـول بغرفتها، العمة تخفي طفلا في مثل سنك يعاني من تشوه كبير ،... وتلـك الأصـوات التـي كنـت تسـمعها كل ليلـة هـي أنيـن هـذا المسـكين، والآن هيـا اتبعنـي .

_أنا أريد أن ...

مقاطعا « هيا بنا قبل أن تكتشف العمة فعلتك»
_حسنا .

بداية الملحمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن