part1.

957 47 35
                                    

خُصلاتٍ غارقةٍ بالنِمقِ الكُحلِيِ عينانٍ يقطُنُ فيها اللونُ ذاتهُ أنفٌ مدببٌ نُحتَ بحدةٍ خفيفةٌ لاكنهُ ٱسرٌ لصُغرهِ شفاهٌ منفوخةٍ ذات صبغةٍ إختطلت بالحُمرِ و الزُهرِ الباهتِ أعطتها منظرًا مُميزًا جَسَدُهُ نحيلٌ كأنهُ لم يَذق أطباقٍ كُثُرٍ .

تسرقُ عيناهِ أنظَرا حولَ هاتفهِ المحمولِ بينما يريحُ جسدهِ على أغطيةِ سريرِ إحدَى الغُرَفِ يُصدرُ ثغرهُ ضحكاتٍ خفيفةَ الوزنِ و مراتٍ يُظهِرُ صوتهُ الهادىءِ ذو الطبقةِ الرقيقةِ مُتفاعِلاً بما يراهُ .

إجتاحَ الجوعُ معدتهُ الصغيرةِ ليُحركَ جسدهِ أخِذا نقودًا و معطفًا يحميهِ من برودةِ الجوِ كونهِ يُبغِضُ أكلَ طعامِ جارتهِ التي تُرسِلُ إليهِ يومياً أطباقٍ مختلفةٍ فقط يتسائلُ هل تُدرِكُ بشاعةَ طبخِها أم لها رغبةٌ في تسميمهِ لم يعرف بعدُ .

خُطاهُ الهادئةِ يصدُو صوتُها مُحطِمَةً السكونةِ القاتلةِ في أرجاءِ الشوارعِ أناملهُ تتسلَى بهاتفهِ الباعثُ للضوءِ مُنيرًا الظلمةَ القاتمةَ أُذناهُ تلتسقُ بها السماعاتُ مُطلقةً أَناةَ الأغانِي المُريحةِ لمنصفهِ .

مراتٍ يُدندنُ مع ما يسمعهُ و مرات يرسمُ البسمةَ في شفاههِ مُحبًا جمًا لما يُصغِي .

قُطِعت خلوتهُ بِلمح بصريتاهِ الدماءَ قُطراتٍ منها.. سارَ الفضولُ يخترقُ نفيسهُ ليتتبعَ السائلَ الحُمرَ لتَنتهِي خُطاهُ عندَ شخصٍ راعِفُ الأنفِ بغزارةٍ و ملامحهُ ساكنةٌ بشدةٍ لاكن عيانهُ لا تحملُ غمزًا مُبيضًا كأن سودوِيتاهِ أبتْ لونًا مُغايِرًا لها .

" هل انت بحالٍ حسنٍ يا هذا فالدماءُ المُنبثِقة كثيرةُ الكميةِ "
نبرتهُ سُقيَت بالهدوءِ و تخللتها ذراتٍ من القلقِ على صاحبِ الدماءِ .

" انا بخيرٍ شكرا لكَ و أرجو أن تكتفي بشؤونِكَ ولا تنبش شؤون غيركَ "
غريبٌ أمرهُ فلما الحدةُ و شيئًا من السخريةِ إستوطنت طياتَ حديثهِ ؟.. فقد شكرهُ ثم حادثهُ بنبرةٍ وقحةٍ أهو مُختلٌ !!

"طالِبٌ السماحَ أقابِلٌ بهِ ؟"
هادىءٌ في طبقةِ صوتهِ لاكن دواخِلهُ لُسعت بشدةٍ فالغضبُ جالَ بأرجائِها لا هولَ عليهِ فلكنةُ الشخصِ الغريب مُستفزةٍ للغايةِ.

"أَغارِبٌ من نظِيرِي او ألجأُ لأسلوبٍ قد لا يُعجِب هشاشةَ جسدكَ ؟ "
أجابَ بُنيَ الشعرِ
"لما العُنفُ يا هذا لم أفعل شيئا او طلبتُ أمرًا لست سوا سائِلٍ عن وضعِكَ "
نبرةٌ غاضبةٌ إتخذت مخرجَها من ثَغرهِ فقد طَفِح كيلهُ من تواقُحِ باهتُ المُقلتانِ أمامهِ .

"راجيكَ بالمغادرةِ لُطفًا منك "
مهزوزٌ النغمةِ أردفَ راسِلٌ الغرابةَ في تقاسيمِ الذي يُخاطبهُ ..إنفصامهُ لأمرٌ عجيبٌ .

لم يَعر يونجون بالاً لهُ فسارَ يُكملُ خطواتهِ نحوَ أحدِ المحلاتِ ليُنفقَ ما بجعبتهِ مُطعمًا معدتهُ المُتلهفةِ لما يُشبعُهَا .

أما صاحبُ المُقلتانِ الباهتةُ أراحَ بجسدهِ أرضا شاكٍ للربِ بعينانٍ ملأتهَا مياهٌ مالحةً كاربةٍ فقد سإِمَ من رؤيةِ الدماءُ تلطخُ شفاههُ سببهَا ورمٌ يَسكنٌ أنفهِ منذُ بلوغهِ السابعةِ من سنهِ اي منذ إحدى عشرَ دهرًا منَ الٱن .

فباتَ ألمُ عيانهُ و حتى وجنتاهُ يخنقهُ بإستحفالٍ لم يذقُ يومًا نومًا هنيئًا أو راحةٍ فلو سألتهُ عنهم لأجابكَ "لما تطرحُ عليًا سؤالاً مكنونهُ أشياءٍ لم أحسس بها ؟" .

شهقاتهِ تعالت لِتُسمعُ هي وحدها في تلك السكينةِ مُخيفةً المارينَ فقد كانت موجعةٍ و حارقةٍ تُحسسكَ أن صاحبِها على وشكِ إنقطاعِ حبالهِ الصوتيةِ .

" بومقيو ! إلاهي ما حلَ بكَ لما المياهُ تنصبُ من بصرِيتاكَ ؟"
تسألَ شخصٌ ما بهلعٍ لحالِ رفيقهِ فلم تكن حالتهُ مُحببةِ لوجدانهِ المهتزِ برُعبٍ لما يراهُ .
"تيري أرجوكَ فالتُهدىء من ذُعرِكَ انا بخير مجردُ ألمٍ بسيطٍ أُعانِي منهُ "
كاذبٌ فكم ود أن يحكي لهُ " يا رفيقي الأحبُ أطلُبُكَ أن تُشيحَ بالوجعِ عني فا لا مقدرةٍ لي و لفُؤادِي إحتمالهُ فقد بُتُ روحًا يلعبُ بها الشجى بتمتُعٍ غير مُكترثٍ بحالِها "

ٱهٍ لو إستطاعَ القلبَ الحديثَ مُعبِرًا عما يجولهِ لاكنهُ خجلٌ و خائفٌ من الخذلانِ و إنهدامِ جبلِ الثقةِ التي حطت على شخصٍ لا يستحقُها و لو شبرًا منها .
فروحهُ باتت تأنُ علِيلاً فقد سُلبت طفولتهِ في صُغر سنهِ حُرمَ من الحنانِ و الحُبِ أرتهُ الحياةَ ما يكبرهُ سِنًا حُقدًا على ماكانَ يعيشهُ من هناءٍ و مسرةٍ فمن عائلةٍ عاشقةٍ لبعضها الى فُقدانهِم أجمعهم في عشيةٍ ماطرةٍ كأنها تبكِي أسَفًا عالمةً بما سيحِلُ به .
فمالهُ إلا أن يطلبَ نفسًا تُرفهُ عن خاصتهِ فرفقًا بروحهِ الضئيلةِ يا أيها البشرُ .

• • •

581 words

أول شابتر فالرواية رجاءًا قدموا له الحبُ إذ نال إعجابكم !!

لا تبخلو بتعليمي عن ما لم تفهموه :)

فلتحظو بيومٍ / ليلةٍ هنيئةٍ 🌟

باهِتُ المُقلتانِ || YBGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن