part8.

240 25 59
                                    

أشاحَ سوبين الغطاءَ الذِي يحمِي جُثمانهُ من برودةِ الغرفةِ القابِعِ بها، ليتجِهَ للحمامِ نَاشِرًا مياهٍ باردةٍ في تفاصيلِ وجههِ نَاوِيًا إبعادِ أثارِ الصدمةِ التي تعتلِي ملامحهِ .
نظرَ للمرأةِ ببعضِ من السُخريةِ و الغضبِ
"و أنا من ضننتُ أنَ العشِيرتانِ تتوقانِ لرؤيةِ سيلٍ من الدماءِ يَنسابُ من أحدِ أعضائهم كونهما كارِهانِ لبعضٍ "
ضحِكَ بخفةٍ
" أوليسَ جميلاً أن أقومَ بذلكَ بدلاً عنهم ؟"
لو رَأت أعيُنَكم تلكَ البسمةِ على ثغرهِ لحتمًا عرفتِم أنهُ يعنِي كلَ ما نطقت بهِ شفتاهُ ، يبدُو مُختلاً فاقدًا لوعيهِ ، لا تستغرِبوا فلم يتربَى إلاَ على القتلِ و إنعدامِ الرحمةِ ، هذهِ طبيعةِ عشيرتهِ ..


عادت خُطاهُ لغرفتهِ يُغيرُ ما يحيطُ جسدهُ لأُخرَى زادتهُ حلاوةٍ ، حيثُ إرتدَى بِنطَالاً عريِضًا ذَا نمقٍ أبيضٍ يحجبُ صفاوةَ قدماهِ ، يزينهُ بهودِي ذا اللونِ البُنِي فاتحَ الدرجةِ رُسمت عليهِ بعضِ الأشكالِ العشوائيةِ .

نزلَ للأسفلِ حيثُ المطبخِ ، فمُرادُه إشباعَ بطنهِ الجائعةِ ، ليُلاقِي مينهُو يجلسُ على أحدِ كراسِي الطاولةِ واضعًا رأسهُ عليَها ، يُقابلهُ سُونو الذي يُحركُ أناملهُ على شعرهِ يبعثُ لهُ بعض الإسترخاءِ .
" صباحُ الخيرِ "
حياهُ سونُو ببسمةٍ مُشرقةٍ ، جعلت منهُ يشاركهُ بسمةٍ خفيفةٍ
" صباح الخيرِ سونو "
أجابهُ سوبين ببحةِ صغيرةِ إثرَ إستيقاظهِ ، ليُمدَ يدهُ ضَارِبًا رقبةَ مينهو الظاهرةِ جاعِلاً منه يجفلُ مُسببًا الضِحكَ لسُونو
" يااا تشوي سوبين ، كفاكَ عبثًا أنا تَعِبٌ !!"
صرخَ مينهو مُتذُمِرًا جاعِلا من سوبين يرفعُ حاجِبًا
" لي مينهو بمَا ندهتنِي حَالاً ؟"
نطقَ سوبين بحدةٍ ، أخافت صاحبَ الخُصلاتِ البنفسجيةِ ، ليضحكَ سوبين فورَ لمحهِ للتعابير التي كست وجهَ مينهو.


أعدَ ثلاثتُهم الإفطارِ ،و لنقُل أن المطبخَ أصبحَ في فوضةٍ عارمةٍ و صوتُ ضحكاتهم هو ما يملأُهُ ، فالكؤوسِ المُغطاةِ ببصماتِ يَدهم المُتسخةِ موضوعةٍ بإهمالٍ على الكراسِي و حَتى الطاولةِ ، غيرَ أن جُزءٍ منهم يتواجدُ أرضًا بِزجاجهِ ، كذلكَ الأمرُ مع الصحونِ و الملاعقِ ، الأَمرُ أشبهَ بالحَربِ .

و ها هم ذا يَأكلونَ بصمتٍ تامٍ و شفاهٍ باسمةٍ كلمَا إلتَقت أعينهم
" لم أتوقعَ يومًا أن نفتعلَ هاتهِ الفوضَى ، جِدِيًا كأننَا أطفَالاً في السادسةِ من رَبيعنَا "
كَسرَ تلكَ النظراتِ صوتَ سونو الضاحكَ على الوضعِ الذي هُم بهِ
" فِعلاً "
أجابَ مينهو مُقهقِهًا بخفوتٍ ، لتختفِي تلكَ الضحكةِ الصغيرةِ إثرَ تذكرهِ لأمرِ ما
" بالمناسبةِ سوبين ..."
نطقَ مِينهُو بترَددٍ شديدٍ ، فهو مُدركٌ أنَ ما سيَنطِقُ بهِ ثغرهِ حَالاً أمرًا لن يُعجِبَ إبنَ رَئيسَتِهم ، ليبتَلِعَ رِيقًا مُرًا فورَ إلتقاطهِ لِهَمهمةٍ مُستفهَمةٍ من فمِ سوبين
" تَمَ تقدِيمُ مُوعِدَ سَفركَ ... سيكونُ بَعدَ غَدٍ ..."
نظرَ لهُ سوبين بأعينٍ مُسودةٍ ، لاكنهُ تنهدَ بِثُقلٍ، لطالمَا كرهَ الذهابَ لكورِيا، فدومًا ما تُذكِرهُ بتلكَ الليلةِ التِي ٱلت بإقدامهِ خارِجَها
" كم المدةِ التي سأقضِيها ؟"
طرحَ سؤالهُ على مِينهو الذي تنهدَ مُرتاحًا فسوبِين لم ينفعل عليهِ كأخرِ مرةٍ
" ما يُعجبُ مزاجكَ ، فقط ليسَ هذا الأسبوعِ فكمَا تعلمُ والدتُكَ قد طلبتكَ "
إجابةَ مِينهو أرضت الغاضبَ قلِيلاً ، لاكنِها سببت عبُوسًا لسُونو كونهُ تذكرَ سبب كُره سوبين للذهابِ لكورِيا ، ليُقدمَ يدهُ يُشابِكُها مع خاصةِ سوبين الذِي شدَ على الترابطِ بَينهم بقوةٍ ، يبدو أنهُ في مزاجٍ سيءٍ .
تنهدَ سوبين مُطَوِلاً
" وَردنِي إتصالاً قبل قليلٍ من فيليكس يُعلمُنِي أنَ إحدَى أفرادِ عصابةَ بَارك يُخططُ لإفتعالِ شيءٍ لأحدِ أفرادِ تشوُي ، و ما ذهلنِي أنَ عهرةِ كانغ هم من طلبُوا منهُ ذلكَ.."
وُسعت عينَا المُستمِعينِ ، كُلٌ مُدركٌ شدةَ كُرهِ العشِيرتانِ لبعضِ ، من أينَ أتت روحَ التعاونِ  القذرةِ هاتهِ ..؟
" أتعرِفُ متَى ؟"
سألَ مينهُو بفضولٍ شديدٍ
" من المُقررِ أن تُقامَ العمليةِ الأسبوعَ القادمَ"
هذَا ما قالهُ سوبين لصاحِبِ السؤالِ الذي عقدَ حاجِباهُ بإستغرابٍ ، لمَا الأسبوعِ القادمِ ..؟ هو مُدرِكٌ أن عِصابةَ بارك مُحبةً و جدًا للدمَاءِ ، لمَا يُأجلونَ العمليةِ للأسبوعِ القادمِ ..؟
غادرَ مينهو مُحيطَ أفكارهِ فورَ إلتقاطِ مسامعهِ صوتَ سونُو الهادىءِ
" لا تُشغل بالكَ حسنًا ، لن يحدثَ شيئًا للضحيةِ مدامَكَ ستكونُ حاضِرًا يومَ الحادثةِ"
و جلَ ما فعلت كلماتهِ هي تهدئةَ سوبين الذِي إبتسمَ ببهوتٍ شديدٍ راجِيًا أن يكون قَادِرًا على إنقاذِ الضحيةِ بأسرعِ وقتٍ ..


تجرَعَ سوبين أخرِ قُطراتٍ من العصيرِ الذِي يروِي بهِ حلقهِ من قساوةِ حباتِ الخُبزِ التِي أشبعَ بهَا نفسهِ ، ليستقِيمَ من مكانهِ أخِذًا خُطاهُ يرتَدِي حِذائهُ يسيرُ خَارجِ الفِيلاَ مُتخِذًا أقدامهُ نحوَ سيارتهِ ، ليلحقَ بهِ مينهو و سونو نحوَ المُستشفَى الذِي يعملُ بهِ ثَلاثتهم .

باهِتُ المُقلتانِ || YBGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن