أشاحَ سوبين الغطاءَ الذِي يحمِي جُثمانهُ من برودةِ الغرفةِ القابِعِ بها، ليتجِهَ للحمامِ نَاشِرًا مياهٍ باردةٍ في تفاصيلِ وجههِ نَاوِيًا إبعادِ أثارِ الصدمةِ التي تعتلِي ملامحهِ .
نظرَ للمرأةِ ببعضِ من السُخريةِ و الغضبِ
"و أنا من ضننتُ أنَ العشِيرتانِ تتوقانِ لرؤيةِ سيلٍ من الدماءِ يَنسابُ من أحدِ أعضائهم كونهما كارِهانِ لبعضٍ "
ضحِكَ بخفةٍ
" أوليسَ جميلاً أن أقومَ بذلكَ بدلاً عنهم ؟"
لو رَأت أعيُنَكم تلكَ البسمةِ على ثغرهِ لحتمًا عرفتِم أنهُ يعنِي كلَ ما نطقت بهِ شفتاهُ ، يبدُو مُختلاً فاقدًا لوعيهِ ، لا تستغرِبوا فلم يتربَى إلاَ على القتلِ و إنعدامِ الرحمةِ ، هذهِ طبيعةِ عشيرتهِ ..
•
•
عادت خُطاهُ لغرفتهِ يُغيرُ ما يحيطُ جسدهُ لأُخرَى زادتهُ حلاوةٍ ، حيثُ إرتدَى بِنطَالاً عريِضًا ذَا نمقٍ أبيضٍ يحجبُ صفاوةَ قدماهِ ، يزينهُ بهودِي ذا اللونِ البُنِي فاتحَ الدرجةِ رُسمت عليهِ بعضِ الأشكالِ العشوائيةِ .نزلَ للأسفلِ حيثُ المطبخِ ، فمُرادُه إشباعَ بطنهِ الجائعةِ ، ليُلاقِي مينهُو يجلسُ على أحدِ كراسِي الطاولةِ واضعًا رأسهُ عليَها ، يُقابلهُ سُونو الذي يُحركُ أناملهُ على شعرهِ يبعثُ لهُ بعض الإسترخاءِ .
" صباحُ الخيرِ "
حياهُ سونُو ببسمةٍ مُشرقةٍ ، جعلت منهُ يشاركهُ بسمةٍ خفيفةٍ
" صباح الخيرِ سونو "
أجابهُ سوبين ببحةِ صغيرةِ إثرَ إستيقاظهِ ، ليُمدَ يدهُ ضَارِبًا رقبةَ مينهو الظاهرةِ جاعِلاً منه يجفلُ مُسببًا الضِحكَ لسُونو
" يااا تشوي سوبين ، كفاكَ عبثًا أنا تَعِبٌ !!"
صرخَ مينهو مُتذُمِرًا جاعِلا من سوبين يرفعُ حاجِبًا
" لي مينهو بمَا ندهتنِي حَالاً ؟"
نطقَ سوبين بحدةٍ ، أخافت صاحبَ الخُصلاتِ البنفسجيةِ ، ليضحكَ سوبين فورَ لمحهِ للتعابير التي كست وجهَ مينهو.
•
•
أعدَ ثلاثتُهم الإفطارِ ،و لنقُل أن المطبخَ أصبحَ في فوضةٍ عارمةٍ و صوتُ ضحكاتهم هو ما يملأُهُ ، فالكؤوسِ المُغطاةِ ببصماتِ يَدهم المُتسخةِ موضوعةٍ بإهمالٍ على الكراسِي و حَتى الطاولةِ ، غيرَ أن جُزءٍ منهم يتواجدُ أرضًا بِزجاجهِ ، كذلكَ الأمرُ مع الصحونِ و الملاعقِ ، الأَمرُ أشبهَ بالحَربِ .و ها هم ذا يَأكلونَ بصمتٍ تامٍ و شفاهٍ باسمةٍ كلمَا إلتَقت أعينهم
" لم أتوقعَ يومًا أن نفتعلَ هاتهِ الفوضَى ، جِدِيًا كأننَا أطفَالاً في السادسةِ من رَبيعنَا "
كَسرَ تلكَ النظراتِ صوتَ سونو الضاحكَ على الوضعِ الذي هُم بهِ
" فِعلاً "
أجابَ مينهو مُقهقِهًا بخفوتٍ ، لتختفِي تلكَ الضحكةِ الصغيرةِ إثرَ تذكرهِ لأمرِ ما
" بالمناسبةِ سوبين ..."
نطقَ مِينهُو بترَددٍ شديدٍ ، فهو مُدركٌ أنَ ما سيَنطِقُ بهِ ثغرهِ حَالاً أمرًا لن يُعجِبَ إبنَ رَئيسَتِهم ، ليبتَلِعَ رِيقًا مُرًا فورَ إلتقاطهِ لِهَمهمةٍ مُستفهَمةٍ من فمِ سوبين
" تَمَ تقدِيمُ مُوعِدَ سَفركَ ... سيكونُ بَعدَ غَدٍ ..."
نظرَ لهُ سوبين بأعينٍ مُسودةٍ ، لاكنهُ تنهدَ بِثُقلٍ، لطالمَا كرهَ الذهابَ لكورِيا، فدومًا ما تُذكِرهُ بتلكَ الليلةِ التِي ٱلت بإقدامهِ خارِجَها
" كم المدةِ التي سأقضِيها ؟"
طرحَ سؤالهُ على مِينهو الذي تنهدَ مُرتاحًا فسوبِين لم ينفعل عليهِ كأخرِ مرةٍ
" ما يُعجبُ مزاجكَ ، فقط ليسَ هذا الأسبوعِ فكمَا تعلمُ والدتُكَ قد طلبتكَ "
إجابةَ مِينهو أرضت الغاضبَ قلِيلاً ، لاكنِها سببت عبُوسًا لسُونو كونهُ تذكرَ سبب كُره سوبين للذهابِ لكورِيا ، ليُقدمَ يدهُ يُشابِكُها مع خاصةِ سوبين الذِي شدَ على الترابطِ بَينهم بقوةٍ ، يبدو أنهُ في مزاجٍ سيءٍ .
تنهدَ سوبين مُطَوِلاً
" وَردنِي إتصالاً قبل قليلٍ من فيليكس يُعلمُنِي أنَ إحدَى أفرادِ عصابةَ بَارك يُخططُ لإفتعالِ شيءٍ لأحدِ أفرادِ تشوُي ، و ما ذهلنِي أنَ عهرةِ كانغ هم من طلبُوا منهُ ذلكَ.."
وُسعت عينَا المُستمِعينِ ، كُلٌ مُدركٌ شدةَ كُرهِ العشِيرتانِ لبعضِ ، من أينَ أتت روحَ التعاونِ القذرةِ هاتهِ ..؟
" أتعرِفُ متَى ؟"
سألَ مينهُو بفضولٍ شديدٍ
" من المُقررِ أن تُقامَ العمليةِ الأسبوعَ القادمَ"
هذَا ما قالهُ سوبين لصاحِبِ السؤالِ الذي عقدَ حاجِباهُ بإستغرابٍ ، لمَا الأسبوعِ القادمِ ..؟ هو مُدرِكٌ أن عِصابةَ بارك مُحبةً و جدًا للدمَاءِ ، لمَا يُأجلونَ العمليةِ للأسبوعِ القادمِ ..؟
غادرَ مينهو مُحيطَ أفكارهِ فورَ إلتقاطِ مسامعهِ صوتَ سونُو الهادىءِ
" لا تُشغل بالكَ حسنًا ، لن يحدثَ شيئًا للضحيةِ مدامَكَ ستكونُ حاضِرًا يومَ الحادثةِ"
و جلَ ما فعلت كلماتهِ هي تهدئةَ سوبين الذِي إبتسمَ ببهوتٍ شديدٍ راجِيًا أن يكون قَادِرًا على إنقاذِ الضحيةِ بأسرعِ وقتٍ ..
•
•
تجرَعَ سوبين أخرِ قُطراتٍ من العصيرِ الذِي يروِي بهِ حلقهِ من قساوةِ حباتِ الخُبزِ التِي أشبعَ بهَا نفسهِ ، ليستقِيمَ من مكانهِ أخِذًا خُطاهُ يرتَدِي حِذائهُ يسيرُ خَارجِ الفِيلاَ مُتخِذًا أقدامهُ نحوَ سيارتهِ ، ليلحقَ بهِ مينهو و سونو نحوَ المُستشفَى الذِي يعملُ بهِ ثَلاثتهم .
أنت تقرأ
باهِتُ المُقلتانِ || YBG
أدب الهواة" لِما يجتاحُ الشجَى بصرِيتاكَ و تحطُ الرجفةَ بدنُكَ ؟" " ما مسكَ من حدثٍ فيما سبقَ ؟ " " مُجردُ مرضٍ زائِلٍ مع مرورِ الزمنِ مالمخيفُ في الموضوعِ " ثلاثةُ شبانِ تحتَ إسم عائليٍ واحدٍ لا تنصهُم علاقةُ قرابةٍ يتعرفونَ صدفةً بسببِ أعينِ أحَدهم التي تح...