فِي وسطِ تلكَ الأحاديثِ الشَيقةِ التِي تُغادِر نقهِ بومقيوُ الباسمِ كَونهُ يحكِي عَن ما يُبهجهِ كطفلٍ صَغيرٍ أُعطِيت لهُ حَبةً مِن السُكرِ الشَهيِ تحتَ أنظارِ اللذانِ بجانبهِ ، نقلَ يُونجون عينهُ نحوَ يدِ بومقيوُ كونهُ أحسَ بحركةٍ صَادرةٍ مِنها ، و إذ يَلقاهَا تهتزُ بِذُعرٍ ..
" بُومقيو.."
نبرةٌ خافتةٌ غَادرت شِفاهَ يُونجون ، ليَتلقَى أربعةَ أعينٌ تَنظُر ناحيتهِ
" أيُمكننِي مَسكُ يَدكَ...؟ إِنهَا ترجفُ بثَرٍ ، ألاَ تُؤلمُكَ ؟.."
بشيءٍ من الترددِ قَال يُونجون حديثهُ للَذي وُسعت عيناهُ بخفةٍ ، يتسأَلُ كيفَ لاحظَت مُقلتَا يُونجون تلكَ الرجفةِ التِي تُزعجهِ و تبعثُ شرارتٍ من الوجعِ في يدهِ ..
" فَلتَفعل رجَاءًا ، إنهَا تُزعجِنُي و أحاولُ قدرَ الإمكانِ تشتيتَ فِكرِي عنَها "
إياهُ ثَغرٌ باسمٌ تحدثَ ، يَجعلُ من نقهِ يُونجون يبتهُجُ ببهوتٍ ، فتَهَلُلِ فمهِ إختَلطت فيهِ نتراتُ حزنٍ و فرحةٍ ، فمَا هَو شَاعرٌ بالحزنُ إلاَ لحالِ بُومقيو أمامهِ .
" مُنذُ مَتى و يدكَ ترجفُ هكَذا ؟.."
سأَلهُ سُوبين بِعُقدةٍ مُشَكَلَةٍ فِي حَاجباهِ ، و شيءٌ من الظُلمةِ حطَ على ملامحهِ
" لاَ أذكُر حقًا لاكنِي مُتيقِنٌ أنها بدَأت رَجفتُها عِندمَا كنت في 14 من عُمرِي "
تفاجَأ سُوبين قلِيلاً لاَكنهُ زفرَ نَفسًا رَاجِفًا
" أحدثَ معكَ شيءٌ حِينهَا ..؟ "
سألهُ سُوبين بصوتٍ خفيفٍ و قبضةٍ مُرتعشةٍ تشكَلت في كَفِهِ ، لاكنهُ ندمَ على سُؤالهِ فورَ لمحهِ لرجفةِ يَد بُومقيو التِي تفاقَمت و أصبَحت أنَاملُ يُونجون تهتزُ هي الأُخرَى دونَ حيلةٍ لهَا
" ب.بومقيو .."
نطقَ يُونجون بِخفةٍ علهُ يجذبُ إنتباهَ الذِي زَادت وتيرةُ تنفسهُ ، اللَ.عنةُ أنهُ يعانِي من نوبةِ هلعٍ !
" لاَ بأسَ أنا هُنا ، لن يُصيبَكَ شيءٍ ، أنتَ بيدٍ أمينةٍ "
قَال سُوبين بهَمَسٍ جَاذِبًا بُومقيو نحوَ عِناقٍ ضيقٍ يُحاولُ فيهِ إشاحةِ التوترُ عَنهُ بقولِ كلماتٍ إيجابيةٍ قَاتلةً للجُمل السيئةِ العالقةِ في فِكرهِ
و لِقِلةِ حيلةِ بُومقيو بدَأت عيناهُ تذرِف دَمعًا مُوتجِعًا لِكلُ تِلك الأحاسيسِ التِي يحسُ بهَا ، و لا ننَسى الدماءُ التِي أخَذت طَرِيقًا خَارجَ محاجِرهِ الأنفيةِ تُشاركَ تلكَ العَباراتِ المالحةِ التِي تملأُهَا مشاعِر الأسَى
" أنتَ بخيرٍ ڨيُو ، تَنفس لأجلِي حَسنًا ؟... هَكذَا أحسَنت .."
هَمسةٌ مُرتعشةٍ أخذَت مخارِجهَا من ثغرِ سُوبين ، يُضيقُ العناقَ بينهُما أكثَر علهُ يُرجعُ الراجفِ بينَ يداهِ لحالتهِ الطَبيعية ، فمَشاعرِ الندمِ تتأكلُ دواخلهُ بِثرٍ ، ليتهُ قَطعَ شَحمًا من لسانهِ ولا رٱهُ في هاذهِ الحالةِ...
" سو..بين ...؟أَتبكِي ..!"
وُسعت أعينُ يُونجون فورَ لمحهِ لمُقلتَا سُوبين الراجفةِ فَقد لَمَعت عينَاهُ بغطاءٍ مائِيٍ شَفافٍ يُنتجُ عنهُ تلكَ المياهِ المالحةِ
لاَكن أعينُ يُونجون توسَعت مرةً أخرَى لقُدرتهِ على رؤيةِ ما يدُور في مخيلةِ سُوبين ، أنهُ يحظَى بذِكرَى مُشابهةً لخاصةِ بُومقيو لاَكِنها أسوءُ !!
إبتلعَ يُونجون رِيقًا حامِضًا و متوتِرًا لحالةِ الصبيانِ أمامهِ ، بُومقيو يُعانِي من نوبةِ هلعٍ و سُوبين فِي صراعٍ مع أحدِ ذِكرياتهِ السيئةِ ، هذَا ليسَ بجَيدٍ البتةِ
لاَكنَهُ تنفسَ الصَعداءَ أخِيرًا فورَ إستِماعهِ لهدوءِ أنفَاسِ بُومقيو الذِي إِبتعدَ عَن حُضنِ سُوبين فَورَ إحساسهِ بإرتخَاءِ القبضةِ التِي كَانت تُحيطُ حجمهِ الضَئِيل
" بُومقيو ، هَل أنتَ بِخيرٍ ؟"
أراحَ يُونجون أناملِ يدهِ عَلى كَتِفِ بُومقيو سَائِلاً إياهُ عن حالهِ ، ليَتلقَى إماءةٍ تَكادُ لا تُسمعُ مَع أصَابعٍ دافِئةً أشاحَت يدهُ المرتاحةِ على كَتفِ الأخرِ
" أريدُ الذهابَ للغرفةِ "
و مَا كَانت البرُودةُ إِلا أنيسةً لِحسهِ يُعلمُ الأَخرينِ عَن رغبتهِ بالمُغادرةِ و الغوصُ فِي فِكرهِ بعِيدًا عَنهُمَا ، لِذَلكَ ساعدهُ يُونجون على الوقوفِ و أخذهِ للغرفةِ مُحذِرًا إياهُ عَن القيامِ بشيءٍ قَد يَضُرُهُ ، عادَ يُونجون أدراجهُ لحيثُ سُوبين الهَادىءِ بِشكلٍ مُريبٍ
" سُوبي-"
لَم يُكمل يُونجون نداءهُ إلاَ و فردٌ من المُسدسِ وُضِعَ أمامهُ ، لاكنهُ لَم يُبدِي ردَ فِعلٍ لَقد توقَعَها على أَي حَالٍ
" هَون عليكَ يَا فَتى "
أعقَبَ يُونجون ببرودٍ شدِيدٍ و أعينٍ تُشابهُ خَاصةَ الثَعلبِ لِحِدتِهَا
إذ بسُوبين يُثَبتُ المُسدسِ تحتَ ذَقنِ يُونجون يَرفعُ بِهِ رأسهِ مُراقِبًا ملامحهِ التِي لَم تُغير سَاكِنًا
" أتَعرفُ مَا حدثَ معهُ ؟"
هُنا يُونجون بلعَ رِيقًا ثَقِيلاً لشِدةِ قَسوةِ نبرةِ سُوبين التِي أخرَجهَا ثَغرهِ
" لاَ أعرفُ شيءٍ عنهُ ، فأَنَا عرفتهُ قبلَ فترةٍ قصيرةٍ من خطفهِ "
فَور مُغادَرةِ تِلكَ الكَلماتِ فوهِ يُونجون ، جَفلَ بشدةٍ بسببِ ضغطِ سُوبين على الزِنادِ كأنهُ يَنوِي مقتلهِ ، لاكِنهُ بِطريقةٍ مَا إستطاعَ أخذَ المُسدسِ من قبضةِ سُوبين بيدٍ رَاجفةٍ واضِحةٍ
" إياكَ ! سَيسمَعُنَا ..."
بِهمسٍ نَطقَ يُونجون ، قَد تكونُ أناملهُ ترتعشُ خوفًا لاكنهُ مَازالَ ثابتَ الملامحِ ، غيرَ جَزِعٍ من الغَاضبِ أمامهُ ، فَلِمَا قَد يرتعِبُ منهُ و هُو يعلمُ أنهُ لَن يقدمَ على أذيتهِ أَو بالأَصحِ هو يجِيدُ أعمالَ المَافِيا كسُوبين تمَامًا ...
إبتسَم سُوبين بِجانبيةٍ عَلى فِعلةِ يُونجون الجِريئةِ فِي فِكرهِ ، لِيُخرجَ سِكِينًا من جيبهِ لَيقومَ بتمريرهِ على خدِ الذِي ينظرُ للحديدةِ الحادةِ التِي تَخطُو ببطىءٍ على وجنتهِ
" How clavier you are or should I say stupid mr Daniel
كَم ذكِي أنتَ أو عليَ القولُ غبِي سَيد دانييل"
لَم يعِي سُوبين على نفسهِ إلا و يلقَى قطراتِ دمٍ تُغادِرُ خَد يُونجون الذِي مركزَ المُسدسِ على حلقِ الٱخرِ دُونَ إكتراثٍ إِذ عرفَ ما هيتهُ الحقيقةِ
" Just say your stupid Steve
فَقط قُل أنكَ غبيٌ ستِيف "
يُونجون
" Stupid enough to recognize you from the first sight, I don't think so
غَبيٌ كفايةٌ لتَذكُركَ من النظرةِ الأولَى ، لا أعتقدُ ذلكَ "
سُوبين
" Just leave already soobin , I'm not in the mood to fight
فَلتغادر سُوبين ، لستُ بمزاجٍ لمُنَازَعتِكَ "
يُونجون
" Is the little Kitty scared ? What a shame
هَل الهِرةُ الصغيرةِ خائفةٍ ؟ أيالهُ من عارٍ "
رَفعَ سُوبين ذقنَ يُونجون بِأصابعهِ يشدُ عليهِ بقليلٍ من القوةِ
" عَلى العمومِ إنتَبِه لبُومقيو فترَة غيابِي لأنِي سأُكررُ زياراتِي لهُنَا حتَى أطمئِنَ على حالتهِ ، حذَارٍ أنَ يقومَ بشيءٍ كَمَا فعلَ قبلَ قليلٍ لأنِي سأضعَ اللومَ عليكَ "
عقدَ يُونجون حَاجباهُ للألمِ الذِي داهمَ فكهُ بسببِ ضغطِ سُوبين الشديدِ عليهِ ، لاكنهُ تنفسَ أخِيرًا فورَ إفلاتِ سُوبين لفكهِ ٱخِذًا المُسدسِ من قبضتهِ الراجفةِ
" و كأنِي سأجعلُكَ تدخلُ لِهنَا على أي حالٍ "
بهمسٍ نطقَ يُونجون للذِي سمعَهُ بوضوحٍ رُغمَ مشيهِ بعِيدًا عنهُ ليبتسمَ بِجانبيةٍ مُغادِرًا المنزلِ
" سنَرَى حيالَ ذلكَ جيدًا ،تشوي يُونجون "
و بقولهِ لتلكَ الكَلماتِ غادرَ بسيارتهِ نحوَ وِجهتهِ التاليةِ ، أمَا بالنسبةِ ليُونجون فَقد مسحَ الدماءَ الباهتةِ بكمِ قميصهِ غيرِ مُكترثًا لتضميدِهَا فهوَ جرحٌ صغيرٍ على أيِ حالٍ ثُم توجهَ نحوَ غُرفتهِ يُقلبِ بهاتفهِ قَاتِلاً بهِ المللِ الذِي يحِيطهُ وَحِيدًا.
•
•
•
" إذًا كَاي أتُفضلُ كُوبًا سَاخنًا منَ القهوةِ أمِ الحليبِ السَاخنِ الممزوجِ بالكاكاوِ و قِطعِ المارشميلُو تحومُ أعلاهُ "
و ببريقٍ حلوٍ تشَكلَ في عسليتاهُ سألَ تَايهيون كَاي الذِي بَدا شَارِدًا
" كاي ؟"
نَدهَ تَايهيون عليهِ علهُ يجذبُ إنتباههُ ، ليقومَ برفعَ يدهَ قِبالَ وجههِ مُلوحًا
" كايو "
لاَكن لَم يُجدِي نفعًا ، لِدَى حطَ أناملهِ على كَتفِ الأخرِ ليقومَ بهزهِ ببطىءٍ ، و أخِيرًا نجحَ في جذبِ إنتباههِ
" ٱسِف شردتُ قَلِيلاً "
وضعَ كَاي يدهُ في مؤخرةِ رأسهِ تعبِيرًا عن إحراجهِ ، جَاعِلاً من شَفتَا تَايهيون تُشَكلُ بسمةٍ صغيرةٍ تدلُ عَلى رِضاهُ بِما حصلَ
" لا عليكَ ، أترِيد شُربَ شيءٍ ؟"
تايهيون
" لاَ شهيةَ لدَي ، لِذا لا "
أجابهُ كَاي بصراحةٍ غير راغِبًا بالكذبِ على الأكبرِ أمامهِ
" فلتَقم بإخبارِي إذ أحسستَ برغبةٍ للأكلِ حسنًا ؟"
أعقبَ تَايهيون بلطفٍ للذِي فَرت إماءةٌ صغيرةٍ من فاههِ ، إذ ببسمةٍ حلوةٍ تتشكلُ علَى كرزيتاهُلاكِنهَا لم تَدم طوِيلاً لأنُه لَمَحَها في أحدِ زوايَا الحديقةِ التِي يتواجدُ فِيهَا ، للتتوسعَ عيناهُ بِذعرٍ إستطَاعَ تَايهيون لمحِهَا لينظرَ لنفسِ الإتجاهُ الذِي ينظُر إلَيهَ كَاي ، لتنفرِجَ عيناهُ بصدمةٍ هو الٱخر
" مَالذِي تفعلهُ هُنَا ..!"
بهَمسٍ مُرتعبٍ نطقَ كَاي جَاذِبًا أعينَ تَايهيون لتنظُر ناحيتهِ
" لنَذهب سَرِيعًا "
و بذاتِ الهمسِ أجابهُ تَايهيون ، فالخوفُ الذِي بانَ في تقاسيمِ كاي أعلمهُ بأنَ شيءٍ سيءٍ قَامت بهِ تجاههُلِيمسِكَ تَايهيون بيدِ كَاي حَتَى يتسنَى لهُمَا الذهابَ سريعًا حتَى لا تراهُمَا ، لاَكن ما لا يعرِفاهُ أنَها رأتهُمَا و تقصَدت الظهُور أمَامهُما أو بالأصحِ أمامَ كَاي ، لتقومَ بتتبعُ خُطَاهُمَا حاملةً مُسدَسًا في يَدِهَا تُطلقُ بهِ طلقاتٍ عشوائيةٍ تجذبُ إنتباهَ الٱخرانِ اللذانِ إختبئَا في أحدِ الأزقةِ التِي صَادفَاهَا
" أنظرُوا أنظروُا إبنِي و قطعةٍ من لحمِي يفرُ من والدتهِ ، عَارٌ عليكَ كَاي "• • •
1152 words.و أخيرًا بعد شَهرين نزلَ البارت 13 ، كل ذَا بسبب المدرسة يلي أخرتني عنكم 🥹! ، كمان في البارت ذا في هِنت جدًا قوِي بياخذ مسرَى ٱخر فالأحداث فا إستعدوا :)
بس في نقطة لازم لها توضيح :
لا تحسبون أنو سوبين رقيق و كذا ، لو تركزوا في البارت هذا و البارت 11 ذكرت تفصيل الذكريات ، بمعنى سُوبين يعاني من صدمة صارت له في صغره ، و الصدمة ذي تشابه حالة بُومقيو فا تقدرو تتخيلو ليه موضوع بومقيو حساس له خصيصًا :)و كل عام و أنتم بخير و بصحةٍ جيدة بسبب السنة الجديدة المقبلةِ علينَا بعد كم ساعة :) أتمنى تكون سنة مليئة بالفرحة و اللحظات يلي راح تخلدهَا ذاكِرتكم لحلاوتِها 🫶
على العموم قَدموا الحبَ للبارت إذ نالَ إعجَابكم عن طريقِ الضغطِ على النجمةِ أدناهُ ، و للتغاضوا عن الأخطاءِ أو الجُمل الملخبطةِ :)
لا تبخلوا عن إعلامي بمَا لم تَفهموه 💟
إحظو بليلةٍ/ يومٍ هنيءٍ 🌟
أنت تقرأ
باهِتُ المُقلتانِ || YBG
Fiksi Penggemar" لِما يجتاحُ الشجَى بصرِيتاكَ و تحطُ الرجفةَ بدنُكَ ؟" " ما مسكَ من حدثٍ فيما سبقَ ؟ " " مُجردُ مرضٍ زائِلٍ مع مرورِ الزمنِ مالمخيفُ في الموضوعِ " ثلاثةُ شبانِ تحتَ إسم عائليٍ واحدٍ لا تنصهُم علاقةُ قرابةٍ يتعرفونَ صدفةً بسببِ أعينِ أحَدهم التي تح...