part18.

124 15 133
                                    

صَوت طلقِ النارِ كَان صدمةٍ للثلاَثة ، لكَن ما صَدمَ سُوبين و كَاي أَكثرَ هُو وقوعُ يُونجون أرضًا مُغطًى بالدمِ نحيةَ بطنهِ ..

عَلى الأرجحِ أنَ الرصاصةِ قَد إخترَقت جَانبَ خصرهِ ، إثرَ ذلكَ تسَمر سُوبين محلهِ ، لا يدرِي ما يفَعل ، فهوَ يقسِمُ أنهُ لَم يُطلق أَيةَ رصاصةٍ و حَتى إِن فعلَ فهُو لَن يقدمَ عَلى أذيةِ يُونجون الذِي باتَ أقربَ اِلَى قلبهِ ٱخرَ فترةٍ ..

"ل.لا.. "
همَس سُوبين بخفوتٍ و خوفٍ ، حَتى الهزةُ و الغصةِ في حلقهِ كَانا جُزءًا من نبرتهِ الضعيفةِ ، ثُم هرعَ نُحو يُونجون جَالسًا على رُكبتيهِ يضعُ رأسهِ عَلى فخذهِ ممَررًا يدهِ مكانَ الإصابةِ ، يلطخُ أناملهِ المُبيضةِ الرفيعةِ بالدمَاءِ الغزيرةِ التِي تُغادرُ يُونجون..

" يُون...هَ.هل أنتَ بخيرٍ ..؟ أ.أنَا أسفٌ أقسمُ أنِي لم أقصِد ذَلكَ .."
و أثناءَ أحاديثهِ التِي حَازت على نبرتهِ الضعيفةِ ، كَان قَد وضعَ أناملهِ المليئةَ بالدمِ نَاحيةَ خدِ يُونجون ، يُمررُها هُناكَ بلُطفٍ و حذرٍ ، خِشيةَ أذيتهِ ..

ليضعَ يُونجون يدهِ على مِرفقِ سُوبين ، مُبتسِمًا ببهوتٍ و إرهاقٍ ، ليُغمَى عليهِ بعدِهَا..

" إتَصل بالإسعاف و اللع.نة لا تنظُر لِي هكَذَا !!"
صَرخَ سُوبين عَلى كَاي ، الذِي يقفُ دونَ حراكٍ ، ينظُر لجسدِ يُونجون بجَزعٍ و قلقٍ ، لكنهُ جفلَ لشدةِ صراخِ سُوبين عليهِ ..

" أَلست طَبيبًا ..؟"
سَألَ كَاي بخفوتٍ و غباءٍ ، لينظُر لهُ سُوبين بصدمةٍ و غضبٍ ، أيُمازِحهُ !

" أقسمُ بِالربِ أنِي سأفرغُ المسدسَ هذَا على رأسكِ و جسدكَ كَاملاً ! أترانِي بوضعٍ جيدٍ لأُعالجهُ !! لتتَصل بالإسعافِ و كفاكَ غبَاءًا !"
و للمرةِ الثانيةِ على التَوالِي ، صرخِ بهِ سُوبين ، و دَمعةُ أسَى و غَضبٍ غَادرت نواعسهِ ، ليقومَ كَاي بفعلِ ما طلبهُ سُوبين منهُ ..



يَجلسُ سُوبين في كَراسِي المَشفَى ، يضمُ يديهِ لوجههِ ، يرُيحُهما على فخذِيه مُقوسًا ظهرهُ للأمامَ ، يُكافحُ تلكَ العبراتِ التِي توشكُ النزولَ تُبللُ نُعومةَ و نقاوةِ وجنتيهِ ، لشدةِ قلقهِ على رفيقهِ المُحاطِ بالأنابيبِ من كلِ جهةٍ في تلكَ الغرفةِ البيضاءِ المُوحشةِ الطَافحَةِ بالأَطبةِ ...

لَكن ما جعلهُ يقفُ سريعًا من مكانهِ ، هو خروجُ الطبيبِ من الغرفةِ ، ليَقوم سُوبين بِمحاوطةِ كَتفَي الرجلِ بخوفٍ و قلقٍ

باهِتُ المُقلتانِ || YBGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن