مَرَ أُسبوعانِ ؟ أو أَقَل ؟ بومقيو غيرُ مدركٍ ، .لاَكِنهُ يوقِنُ بطريقةٍ مَا أنَ مُدةَ قَضائهِ في تلكَ الحُجرةِ يُضرَبُ عِند بزوغِ الفجرِ و غيابهِ لم تكُن قليلةٍ البَتَةِ.
فالدِمَاءُ و الضَرباتِ الذِي تَعددت بصَبغاتٍ مُختلفةٍ و حتى بعضٍ من الكسورِ قَد مَلأَت كُلَ شِبرٍ مِن صَفاوةِ بشرتهِ ، تجعلهُ يبتغِي إخراجَ مياهَ عيناهُ وَجعًا على حَالهِ ، لِاكنهُ لم يَفعل لا يُريدُ إظهارَ ضَعفهِ أمَامَ ذاكَ الحثالةِ .
"إذًا يا فَتَى تشوٌي ، أَي كَلماتٍ قبلَ تلطيخِ يدايَ بِدمائِكَ ؟ كمَا تعلمُ أنا رَجلٌ خَالِفٌ لوُعُودِي فَقد وعدتكَ بمَقتلكَ أوليسَ ..؟"
أرادَ بومقيو لكمَهُ على نَبرتهِ القَذرةِ و الساخِرةِ ذات الوقتِ معًا ، لاكنَ يداهُ مُصابةٌ بما يُضعِفُها و يوُجِعُها بالفعلِ ..
" فَل يأخُذكَ الربُ إلى حَيثُ تُحرقُ كُلُكَ أنتَ و أمثالكَ "
هذَا ما أردفَ بهِ بومقيو بَاسِمًا ، ففِي هاتهِ اللحظةِ إشتَهَى الموتَ على أن يعيشَ مُحملاً أثارِ الضربِ تلكَ علَى جُثمانهِ أجمعٌ ، سَئِمَ من ما أهدتهُ الحياةُ من سَقمٍ تملكهُ ، لِما لا تُشاركهُ بصيصًا من البِشرَةِ بدلاً من الوجعِ و أسَى .
" حَسنًا يا سليطَ اللسانِ ، كُن ممتَنًا أنِي جعلتُ ثغركَ ينطِقُ بمَا إشتهَى ، تشوي "
أردفَ فردُ بارك مُزامِنًا تحريكَ يدِه المُحملةِ السكينِ نحوُ يسارِ صدرِ بومقيو ، يغرسهُ هُناكَ ببطىءٍ شديدٍ أدت لنزولِ بعضِ الدماءِ من فمِ بومقيو المُستسلمِ لموتهِ ..
" فلتترُك الفتَى بارك سَام "
هَسهسَ سوبين بحدةٍ و شدةٍ أرعبَت بومقيوُ الذِي رَعِفَ أنفهُ لإحساسهِ بمياهِ مُقلَتاهِ توشكُ الهطولِ
" تشوِي سوبين أهلاً ، لم أعتقد أنكَ قد تُسافرُ من لُندن حيثُ كوريَا لأجلِ حثالةٍ يحملُ ذاتَ إسمكَ "
أخرجَ سام تلكَ الكلماتِ من ثغرهِ الباسمِ بسُخريةٍ ، ليُطلقَ النارُ عليهِ مُختَرِقًا دِماغهُ ممُسَبِبًا سيلاً من اللونِ الأحمرِ يسيلُ منهُ ، كانَت ٱيرين التِي أُصيبت الهدفَ مُعطِيةً المجالِ لسُوبين الإقترابِ من بومقيو يَفُكُ قيدهُ
" أأنتَ بخِيرٍ ؟"
و كَانت تلكَ الجملةَ كفيلةٍ بجعلِ بومقيو يَبكِي بِشهقاتٍ عاليةٍ أرعبَت سوبين الذِي إحتضنهُ لصدرهِ يحاولُ التخفيفِ عنهُ فحالتهِ الجسديةِ المُوجعةٍ سَببت قُطبًا في حاجِبَا سوبين دَالاً على عدمِ إعجابهِ بالأمرِ بِرِمتهِ ، فبومقيو يبدو هَشًا ذا جسدٍ ضئيلٍ كيفَ إستطاع تَحُملِ كل هذهِ الضَرباتِ و حتى الحُروقِ التِي غَطت إسرَ ملامحهِ لم تُشفَى بعدُ ..
" أعتذُر نائِبًا عن كلِ من أذَى روحكَ ، فلتَبِكي أعلمُ كم عانيتَ هذَا الشَهرِ ، تأخرتُ في إيجادِ محلكَ ٱسفٌ ، سأُعوضِكَ عن كلِ حَزٍ يُحِيطُكَ "
طمأنَ سوبين البَاكِي في أحضانهِ الذِي لا يقدرُ الحراكَ لوجعِ جسدهِ أو حتى الحديثَ لشدةِ شهقاتهِ الٱلمةِ ..
و ذاكَ المَنظرِ كانَ كَفِيلاً بجعلِ سُوبين يُطلقُ تنَهُدًا غَاضِبا علَى حالِ الفتَى و على نفسهِ ..فهوَ سببُ كُل دمٍ سالَ على بيوضيةِ جسدِ بومقيو لو لم يتأخر كُل هذِه المُدةِ الطويلةِ لمَا قاربَ الباكِي على صدرهِ المَوتَ ..
" أكانَ يُطعِمُكَ ..؟"
أحَس سوبين بهزٍ مُؤكِدٍ يصدُر من بومقيو
" لاكِنكَ تبدُو هَشًا .."
أردفَ سوبين بِضُعفٍ و هدوءٍ لحالِ الفتَى بينَ ذِراعاهِ و ما زادهُ حِقدًا سِوا كَلماتُ بومقيو الرادةِ عليهِ
" ك.كان يَعطِنِي بَعضًا من ب..بقَيَا أكلهِ ... حتى أبَقَى حَيًا .. ليُكملَ ضَربَ كُل إنشٍ منِي "
بعدَ جملةِ بومقيو تِلكَ شَدَ سوبين على الحُضنِ بينهُمَا ، بالرُغمِ أنهُ لا يعرِفهُ إلا أنَه لا يَستحِقُ ... فَملامحهِ البريئةُ تِلكَ يُجدرُ أن تَنعمَ بقدرٍ ثَرٍ من السرورِ و الحُبِ لا تلكَ الرَضوضِ ..
" ٱسفٌ و الربُ أعتذرُ عن طولِ غيابِي ، لولاَ قدومِي بالوقتِ المُحددِ لكنتَ جسدٍ لاَ يَملُكُ رُوحًا .."
خللَ سُوبين أناملهُ في خُصلاتِ بومقيوُ علهُ يهدِئهُ و لوُ نَزرًا ، و قَد نجحَ فَقد خَفَت شهقاتُ الباكِي و أصَبحت صامتَةٍ ..
" فِيليكس الفَتى بحوزتِي ، فلتُعلم البَقيةِ ، سأخذهُ إلَى شِقتِي ليحظَى ببعضِ الراحةِ و لأعالجهُ أيضًا .."
أعلمَ سوبين فِيليكس عبرَ السِلكِ المِثبتِ في أذنهِ ، ليسمعَ إمائةٍ باسمةٍ منهُ جعلتهُ يَبتِسمُ هو الٱخرِ بخفةٍ ، و بِذلكَ إبتعدَ سُوبين عن بومقيوُ يُفصلُ الحُضنِ الذِي يَجمعهُمَا
" أتستطيعُ تحرِيكَ جَسدكَ قلِيلاً حتى أتسنَى حملكَ على ظَهرِي ..؟"
أخفَضَ سُوبين طولهِ حتى يقدِر بومقيوُ الإتكاءَ على ظَهرهُ ، و قَد فعلَ ، مُسببًا عقَدًا لحواجبِ سُوبين و خروجِ تَنهدٍ من ثغرهِ فورَ إحساسهِ بمدَى خِفةِ وزنِ بومقيوُ ، هذا غيرُ صِحيٍ البتةِ ..
•
•
فورَ وصولِ سُوبين لشِقتهِ أسرعَ بوضعِ بُومقيو علَى سريرهِ يُعالجُ الجروحِ التِي تملأهُ تحتَ تَحَرُكاتِهِ و أنينهِ المُتؤلمِ كُلما لامسَت حباتُ القُطنِ المبللةِ بالمُعقمِ كلَ جروحهِ الغيرِ مُلتأمةٍ
" فلتتحَمل قلِيلاً ، حتَى تستطيعَ التَحمُمِ لأخُذكَ للمشفَى كَي يعتنونَ بتلكَ الكسورِ التِي تملُكُها !"
كَان صوتُ سُوبين هادِئًا و لاكنهُ يحملُ بعضَ الإنفعالِ يرجُو أن يَكُفَ الفتَى عن الحَراكِ متوجِعًا
" ٱسِف .."
ردَ بومقيو بِضُعفٍ
" لا داعِي للتأسفِ لَم تفعل شيئًا .."
طيفُ إبتسامة رصَ على شَفتا سُوبين يبعثُ بعضِ الراحةِ للفتَى المُتؤذِي
" ما إسمكَ ..؟"
سَأل سوبين
" بومقيو ، تشوي بومقيو.. أنت..؟"
ردَ بومقيوُ سائِلاً
" تشوي سُوبين ، أبلغُ 25 سنةٍ "
و بذاتِ البسمةِ أجابَ سُوبين
" أنتَ تكبُرُنِي بثلاثِ سنواتٍ إذًا .."
إبتسمَ بومقيو بوُسعٍ
" كَفاكَ قولاً أنتَ تجعلُنِي أشعرُ و كأنِي عجوزٌ"
و بِهاتهِ الكلماتِ القصيرةِ ضَحِكَا كِلاهُمَا ، و إستمرَا بالحديثِ عن أشياءٍ عشوائيةٍ يُلطفانِ الجوَ الخانقَ بينهُمَا لقدَ إرتاحَا بقُربِ بَعضهِما..
" و ها قَد أنهيتُ !! دَعنِي أخُذكَ لغسلِ هذهِ الدماءِ و لِتُغيرَ ملابسكَ لأخُذكَ للمشفَى الذِي أعملُ بهِ "
و بقولِ تلكَ الكلماتِ إتسَعت حدقتَا بومقيو عندَ ٱخِرِها
" أنتَ طبيبٌ !!، ظننتكَ شُرطِيًا !"
على إثرِ تلكَ الكَلِماتُ ضَحكَ سوبين بخفةٍ ، محظوظٌ هُو كونهُ لا يعرفُ حقيقتهُ .. لكانَ فَرَ هَرِبًا ...
" لا عليكَ من عملِي ، سأُخبِركَ في وقتٍ ٱخرِ "
قالَ سُوبين تَزَامُنًا مع حملهِ لبُومقيو كالعرائِسِ تمَامًا فالٱخرُ لا يقدرُ المَشيَ يقودهِ للحمامِ ثُم إلى المَشفَى ليقدِر الإعتناءِ بالكسورِ بصورةٍ أحسنٍ .
•
•
•
" تَايهيون صَغِيرِي إِهدىء ، أرجوكَ .."
أردفَ يُونجون في محاولةٍ بائسةٍ لإسكاتِ تايهيون المُنهارِ بدمعهِ أمامهِ ، فالٱخرِ قَد بكَى كثِيرًا عندَ معرفتهِ بغيابِ بومقيوُ طولَ هذا الشهرِ ، حتَى أنهُ مَرِضَ و حَظى بكوابيسٍ كثيرةٍ و ذلكَ جعلَ يُونجون يَبكِي حُزنًا لحالِ أخيهِ
" هيونغ ، أ.أنا أشتاقهُ ، مَاذَا لو كانَ مَيِتًا أو مُختطَفًا-"
كَلماتهُ كانت غارقةٍ بالدمعِ و الشهقاتِ العاليةِ
" هُو بخيرٍ لا تَخف و لا تَبكِي أرجاكَ "
بهَذا يُونجون زَادت وتيرةِ دمعهِ ، يُؤلمهُ .. يؤلمهُ حالَ شقيقهِ هكذَا بَاكِيًا يرجُو أن يكونَ رفيقهِ بحُسنِ حالتهِ
" كَيفَ يكونُ بخيرٍ و هُو مفقودُ الأثرِ شَهرًا بلياليهِ و صباحيتهِ كُلهَا !!"
صرخَ تَايهيون بِضُعفٍ و بهوتٍ في عُنقِ يونجون الذِي زادَ ضِيقَ عِناقُهُمَا فورَ شعورهِ بزيادةِ رجفِ بدنِ أخيهِ، بينَ أحضانهِ ..
" أُنظُر إليَ تيرِي .."
نقلَ تَايهيون عَسليتاهُ الراجفةِ نحوَ كُحليَتَا شقيقهِ الأكبرِ
" كُفَ عن إرهاقِ جمِيلتاكَ التِي بَكت بِفيضٍ ، فلتَنم و أرِح نفسكَ من الحُزنِ وَلو قلِيلاً ، حالكُ موجعٍ بوفرٍ على وِجدانِي .."
بعدَ إطلاقِ ثغرِ يُونجون تلكَ الأحرفُ المُترابطةُ بَكَى قَهرًا ..
" هيُونغ .."
وضعَ يُونجون إصبَعًا حولَ ثَغرِ تَايهيون يُسكتهُ
" فلتَنم صَغِيرِي ، أعِدكَ أنكَ ستراهُ في الوقتِ القريبِ "
و بتلكَ الإبتسامةِ البَهيةِ على ملامحِ يونجون إستسلمَ تَايهيون للنومِ ، يتركُ شقيقهِ يطبعُ قبلةٍ حُلوةٍ على جبينهِ مُغادِرًا الحُجرةِ ذَاهِبًا نحوَ غُرفةِ كَاي الذِي إستقبلهُ بعناقٍ دافىءٍ زادَ شهقاتِ يُونجون الٱلمةِ
" شَهرًا كامِلاً و هو على هذَا الحالِ كاي-ٱه ،
بَاتت أحضانِي مَوطِنًا لمياهِ عيناهُ بعدَما كَانت كُل راحتهِ و فرحهِ ، حرامٌ عليَ جَعلُ عسلِيتاهُ تُدمعِ بفيضٍ كهذَا ، انا مُرهقٌ من كَثرةِ التفكيرِ .."
بيأسٍ شكَى لِكَاي جاعِلاً منهُ يُربتُ على خُصلاتِ شعرهِ
" سيتحسنُ قَرِيبًا هيُونغ لا تُشغلُ بالكَ بالتفكيرِ ، فهذَا يُرهقُ روحكَ أكثَر ، فالتَنم أنتَ الٱخرِ ، فالتعبُ ينجلِي على ملامِحكَ "
قبلَ كَاي فروةَ شعرِ يُونجون يُهدئهُ مِن ذرفِ المزيدِ من الدمعِ ، و بذلكَ خلدَ الرَفِيقانِ للنومِ بدموعٍ جافةٍ على خَدَيهُمَا ، شاعِرانِ بالحزنِ على بعضِهم و علَى حالِ تَايهيون خِصِيصًا ..• • •
1088 words.
لا أُخفيكم شَعرت أنِي ببكِي مع تَايقيو و إيش يمرُو بهِ بِغياب بَعض ، و خصِوصا أنو البَارت حَزين أَكثر من سَعيد 😭😭
إستمتعوا بالبارت و قدموا له الحبُ و أنيرُو تلكَ النجمةِ إذ نالَ إعجابِكم :)!!
لا تبخلوا بإعلامِي عن مَالم تفهموه 🫶🏻
إحظو بليلةٍ/ يومٍ هنيءٍ 🌟

أنت تقرأ
باهِتُ المُقلتانِ || YBG
Fanfic" لِما يجتاحُ الشجَى بصرِيتاكَ و تحطُ الرجفةَ بدنُكَ ؟" " ما مسكَ من حدثٍ فيما سبقَ ؟ " " مُجردُ مرضٍ زائِلٍ مع مرورِ الزمنِ مالمخيفُ في الموضوعِ " ثلاثةُ شبانِ تحتَ إسم عائليٍ واحدٍ لا تنصهُم علاقةُ قرابةٍ يتعرفونَ صدفةً بسببِ أعينِ أحَدهم التي تح...