part7.

250 26 48
                                    

" تايهيون~ٱه ، لما فعلت ذلكَ هي بالنهايةِ والدتُكَ"
هذا ما نطقَ بهِ بومقيو الذي ينظرُ لتايهيون ببصرِيتانِ
براقةٍ ، إلاهي أيبكِي جميلَ العينَ ؟

إقترب تايهيون لهُ ليرفعَ القليلَ من طولهِ يحطُ إبهامهِ على بصرِيتا بومقيو ٱمِلاً إنتزاعَ الدمعِ منها
" أعُذُرُنِي أيتُها المُقلتانِ الباكيةِ إن أخفتُكِي فأطلقتِي العنانَ لمياهِكِ ، أنا فقط لم أحتمل وجعٍ تعرضتِي لهُ"
كانت تلكَ الكلماتِ المنطوقةِ بتناغُمٍ و لينٍ تمهِيدًا لتلكَ القُبلِ التي حطت على بُنِيتَا بومقيو بحبٍ و عمقٍ .
نتيجةَ ذلكَ عانقَ بومقيو تايهيون محاوِطا أناملهُ في خُصلاتهِ الزهريةِ و اليدُ الأخرى أخذتَ راحَتَها في كتفهِ يشدهُ إليهِ أكثرَ و أكثرَ
" يا ذَا الثغرِ الحلوِ و العينَ الٱسرةِ ، فؤادِي مُحبًا والِهًا بكَ أتدري ؟ ما لقيتُ رفِيقًا بعطفكَ "
هذا ما قالهُ بومقيو بهزةٍ في صوتهِ ألمت تايهيون بخفةٍ ، يعلمُ مقدَار الكدرِ الذِي يعيشهُ فهو شاهِدٌ أجمعٌ عليهِ ، ٱهٍ كم غرقت عيناهُ بالحُمرِ و الدمعِ و لم ينبِس حرفًا ، لاكن الوجدانُ أبت التحمُلَ فخارت تشكِي وجعًا .

طَبعَ بومقيو قُبلةٍ على خُصلِ تايهيون المُزهِرةِ كالوردِ يُعلمِهُ بمقدارِ حُبهِ الثَرِ لرفيقهِ ، لو عَلمَ أن الصداقةَ بهاتهِ الحلاوةِ لصادقَ الكثيرَ ، لاكن تلكَ الثقةِ الضائعةِ هي ما تُعِيقُهُ..
" كأنكَ أميرٌ بحُسنِكَ أتعلمُ ؟"
كانَ هذا تايهيون الذي أخرجَ ثغرهِ تلكَ العِبارةِ تصفُ حُسنَ بومقيو يزيدُ في حُضنهِ
" إياكَ بَهِيَ العينَ ، حيثُ العَسلُ ينسابُ منها فورَ إلتقاطِ خيوطِ الشمسِ تلكَ "
ردَ بومقيو على تايهيون بحُلوِ الأحرُفِ يجعلُها مشابهةً لما قيلَ لهُ من طرفِ تايهيون يجعلهُ يبتسمُ بوُدٍ .
" لنلعب ألعابَ الفيديو ، دعنَا نقضِي بعضَ الوقتِ معًا "
أردفَ الباسِمُ بحماسٍ يبعثُ تلكَ البشاشةِ نحوَ ثغرِ بومقيو يشارِكهُ ذاتَ البِشرِ .



سمعَ يونجون طرقًا على البابِ ، لينقُلَ بصرهُ إتجاههُ و الأستغرابُ رُسِمَ في ملامحهِ ، لم تلبثُ شيئًا لتغدو متغيرةٍ لدهشةٍ و سعادةٍ ، حيثُ لمحت عيناهُ طويلَ القامةِ
" كاي-ٱه ، عُدت أخِيرًا تُبعدُ عنِي الوِحدةِ"
يالَ تلكَ السعادةِ التي سُمعت بوضوحٍ في صوتهِ ، جعلت كاي يَبتَسِمُ بشكلٍ واسعٍ للطافةِ ما إنتقتهُ أعينهُ يلَيها تلاحُمِ أجسادهِم بقوةٍ كادت تُسقِطُ كلاهُما أرضًا ، لاكن من يهتم؟
" يونجوني هيونق إشتقتُكَ جدًا ، أيامِي كانت ذو طِباعٍ حزينةٍ و مالةٍ دونَكَ !!"
صرخَ كايَ بحماسٍ و صوتٍ طفولِيا تدخلَ هو الٱخرَ،   ليغدوُ مُبتسِمًا بوُسعٍ
" لو تعلمُ ما حدثَ دونكَ، إلاهِي بغيتُ شدَ شعرِي، لاكنَ صبَاحًا حدثَ شيءٌ رَسمَ تلكَ البسمةِ مجددًا "
تشاركَ يونجون كلامهُ بذاتِ النبرةِ الطفوليةِ ، يُعامِلهُ كطفلٍ نَاقصُ الحنانِ .
" ماذا حدثَ ؟ أذنايَ كِلتاهُما تستمِعانِ "
لتتبدلَ نبرةِ كاي السابقةِ لهدوءٍ و تسَأُلٍ ، يبتغِي معرفةَ ما حدثَ معهُ ، لأنَ كلَ تفصيلةٍ عليهِ تُهِمهُ و تجذبهُ
" إلتقيتُ شَخصًا ليلةَ البارحةِ ذو أنفٍ نازِفٍ سألتُ عن حالهِ تجاوبَ بوقاحةٍ حتى أمامَ تايهيونِي ، ما لفتنِي سوَا عيناهُ لحُلوِهَا ، لاكِنها تُبغِضُ وميضًا فيها ، تبدو و كأنَها فقدت أمَلاً في الحياةِ ، أما صباحَ اليومَ لاقيتهُ هنا في البيتِ ، لقد تعرفنَا بسطحيةٍ ، لاكنَ وجههُ كان مُضمدًا يُخفِي حروقًا ٱلمةٍ ، كما أنِي لم أستطِع رؤيةَ مُستقبلهِ ..."
كَان كاي يُنصتُ بإهتمامٍ لما يسمعهُ ، لاكنَ العينَ التَي تُحلي تقاسيمهِ تَوسعت إثرَ ٱخرَ جُملةٍ
" ك.كيفَ ذلكَ ، أيُعقلُ أنَ الحزنَ الشديدِ على عاتقهِ سببٌ في إختفاءِ تلكَ اللمعةِ التي تمنعُكَ من رؤيةِ مُستقبلهِ ؟"
دهشةٌ إستقرت في صوتهِ يُعلمُ شدةَ صدمتهُ
" على ما أعتقدُ ، لاكنَ بشكلٍ ما إستطعتُ رؤيةَ الماضِي ، رأيتُ القليلَ منه فقط ، و كان فيهِ ذكرَى لإنسكابَ ماءٍ حارٍ عليهِ تليهِ صوتٍ عالٍ لفتاةٍ تُطالِبهُ بالقيامِ ، ثمَ نهوضهِ السريعَ إلى نزِيفِ أنفهِ ، ما قدرتُ التعمقَ أكثرَ "
نطقَ يونجون بخفوتٍ يُعلمُ كاي ما حدثَ معهُ بشكلٍ مُختصرٍ
" اذا أنتَ تُخبِرني أن الحُزنَ يقودُكَ لإبصارِ الماضيِ و السعادةَ تُلقِي بِكَ للمستقبلِ أوليسَ ؟"
أجابَ كاي بذاتِ النبرةِ ، ليُبعِدَ رأسهِ عن عُنقِ يونجون ، ينظرُ إليهِ بأعيُنٍ أشبهَ بالعسلَ
" أجل ، لاكنَ كلَ تلكَ الأشياءِ أقدرُ رؤيتِها بشخصٍ قريبٍ لِي كما تعلمُ ... "
سكتَ للحظةٍ
" أيعقلُ ....."
- كاي

باهِتُ المُقلتانِ || YBGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن