part15.

203 22 67
                                    

قَد يبدُو الوَضعَ دَافِئًا و مَلِيئًا بالحُبِ للثلاثةِ في الأعَلى ، لاَكن الوضعَ يختَلفُ بالنِسبةِ للصَدِيقانِ بالأسفلِ
" لمَا تبِكِي و تُفطرُ قلبِي ؟ ما حدَث معكَ ؟ "
هَمسَ يُونجون بليٌنٍ و قلقٍ للذِي حَشرَ نفسهُ أكثرَ في عُنقِهِ ، كَمَا أن دموعهُ زادَت سَرَابًا لشِدةِ ضُعفهَا أمَام حنيةِ النبرةِ التِي إِتَخَذت مخرَجًا من ثغرِ الذِي تحتمِي بهِ
" ٱسِف.."
بِهَزةٍ و حُرقةٍ غَادرت الأحرُفَ نَقههُ، تُعبرُ أسَفَهَا للذِي غرَسَ أنامِلهُ بينَ خُصَيلاتِ شعرهِ هَامِسًا بخفوتٍ
" شش.. لمَا تَعتذَر كَايُو ؟؟ هَل فعلتَ شَيئًا يجعلُ منِي غَاضِبًا ..؟"
هَز كَاي رأسهُ نَافِيًا
" إذًا لِمَا تطلبُ مِني أنَ أعذُرَ لكَ لأَمرٍ لَم تفعلهُ ؟؟"
سأَلهَ يُونجون مُستَفسِرًا وَ شيءٌ من الحُزنِ شكَلتهُ طياتَ حِسهِ
" أُنظُر إليَ ، دعنِي أرَى ما فعلتهُ ، عَلي أَن أعرِفُ سببَ بكُائكَ و ٱسفِكَ "
لاَكنَ كَاي أغلقَ عيناهُ بِذعرٍ ، هُو لا يُريدُ أن يعرفَ ما أُقحِمَ فيهِ أقلُهَا ليسَ الٱَن
" لا.لا أرجاكَ لستُ رَاغِبًا بالحديثِ عنِ الأمرِ-"
و قَبلَ أَن يُكملَ كَاي حديثهُ صَدَى صوتُ طَرقٍ على البَابِ ، و كَان ذلكَ كَفيلاً بفَصلِ التلاحمُ بينَ الصَديقَانِ ، ليتَقدمَ يُونجون فَاتِحًا البَاب مُفرِجًا عَن هيئَة الطَارقِ
" سُوبين ؟ مَا-"
وَ قبلَ أن يُنهِي يُونجون كلامهُ دفعهُ سُوبين سَرِيعًا نحَو الحائطِ بجانبهِ وَاضِعًا يدًا عَلى كتفهِ و أخرَى على فَمِهِ كَمحاولةٍ منهُ لإخراسهِ مَع غلقهِ للبابِ خِلسَةً ، لينظُرَ إلَى كَاي هَامِسًا
" إذ طُرقَ البابَ لا تُعِلم الطَارقَ أنِي أو يُونجون هُنَا "
بِصرامةٍ و حِدَةٍ غادَرت الكَلماتِ فوهَ سُوبين ، ليلقَى إماءةً مُترددةً من كَاي الذِي جَفِلَ للحظةٍ لسَماعهِ طَرقًا قَوِيًا ناحيةَ البابِ ، ليتَقدمَ مُفرِجًا عنَ الشخَص وراءَ البابِ ، إِذ يلقَاهَا فتاةٌ أنِيقةَ المنظرِ تحملُ سِكِينًا حَادًا بينَ أنامِلِهَا ، و كَأنهَا مُستعدةٌ لغرسهِ في أحدِهم
" أتعرفُ شَخصًا يُدعَى يُونجون أو حَتى سُوبين ؟؟"
نَطقَت الفَتاةُ بِعجلٍ ، مُقرِبةً السِكينَ من وَجهِ كَاي الذِي إستَبدلَ مَلامحهِ البَاكيةِ بإخُرَى جافةً و حَادةٍ
" لِما قَد أعرفُ شَخصانِ مِثلَهُمَا ؟؟ كَما أننِي هُنا مع حَبيبتِي لِذَا أرجُو أَن تترُكِينَا و شأننَا "
نَطقَ هيُونِينغ بحزمٍ مُغلِقًا البَابَ وراءِهِ لاَكن الفتاةَ وضعتَ قَدَمهَا تمنعهُ من غلقِهِ ، لتقُومَ بدفعِ الباَب بقوةٍ مُسببَةً ألَمًا لظهرِ سُوبين الذِي لازالَ بنفسِ الوضعيةِ مع يُونجون
" أرِنِي حبِيبتكَ تلكَ و سأترُكُك حِينَها "
قَالتَ الفَتاةُ رَاغبةً بالدخولِ للدَاخلِ لتَختَبرَ صِحةَ كلامهِ ، و لِحسنِ حظهِ ، كَانت سُومِي تنزِل بِخُطَاهَا نحوَ الأسفلِ ، للتتوسعَ عينُهَا بخفةٍ فورَ رُؤيَتِهَا لسُوبينِ و يُونجون وراءَ البابِ دونَ حرَاكِ ، لتقعَ عَينُهَا مع سُوبين الذِي نطقَ بخِفةٍ
" سَاعديهِ !"
و قَد فهَمت سُومي تمَامًا ما يقصِدهُ سُوبين ، لتتقدمَ سَرِيعًا نَحو كَاي تضعَ يدًا على كتفهِ
" مَن أنتِي يا هذهِ و لِما توَجهينَ سِكِينًا نحوَهُ؟"
قَالت رَافعةً حَاجِبًا نحوَ الفتاةَ ، لِتتلقَى نظرةً خاطفةً منهَا نحوَ الأسفلِ إلَى الأعلَى ثُمَ هَمت ذَاهبةً دونَ قولِ أيِ شيءٍ ، ليُغلقَ كَاي البابَ سَرِيعًا نَاظِرًا نحوَ سومِي
" أشكُرُكِي "
هذَا ما قالهُ ليَتلقَى بسمةً من سُومِي التِي لَم تَقُل شيَئًا و أخذَت بخُطاهَا نحوَ المطبخِ، لينقلَ كَاي عسليتاهِ نحوَ سُوبين الذِي إبتعدَ فورًا عن يُونجون الذِي أصبحَ أحمرًا لشدةِ قلةِ الهواءِ الذِي يستنشقهُ بسببِ ضغطِ سُوبين المستمرِ على فمهِ
" أنتَ ! ما كانَ هذَا و من هذهِ ؟!"
قَال يُونجون بتعالٍ لسُوبِين الذِي نظرَ لهِ مُتنَهِدًا
" أينَ بُومقيو؟ "
سألهُ سُوبين بقلةٍ حيلةٍ و صوتٍ تَعبٍ
" أخبِرنِي أولاً ما سببُ كُل هذَا !!"
صرخَ يُونجون بنفاذِ صبرٍ تحتَ أنظارِ كَاي المُستَفهمةِ بَينهم ، ليَتقدمَ سُوبين نحوهُ جَاذِبًا إياهُ من يدهِ نحوَ الأعلَى مُعِيدًا إلصاقهِ معَ الحائطِ ليهمسَ في أذنهِ
" هناكَ من يسعَى خلفَ ڨيُو ، تلكَ الفتاةُ تعرفُ بأمركَ و أمرِي ، لذلكَ قدمتُ فورًا لِهنَا لكَي أمنعَ حدوثِ أمرٍ يزيِد من ريبةِ بُومقيو ، و الٱن دُلنِي على مكَانهِ نحتاجُ للحديثِ نحنَ الثلاثةِ "
و مَع كُل كلمةِ كَان سُوبين يضغطُ على كتفِ يُونجون يُعلمهُ بِمدَى أهمِيةِ الأحرفِ التِي تُغادِرُ نقَههُ ، ليدفعَ يُونجون سُوبين بخفةٍ ، ليمسكَ بيدهِ أخذًا بهِ نحَو تَايُهيون و بُومقيو ، اللذانِ مَزالا الدموعُ تحتلُ خديهِمَا
" إلاَهي تايهيونِي كفاكَ بكَاءًا صغِيري ! دَمعُكَ يضُعفُنِي و أنتَ أدرَا بذلكَ "
تَذمرَ يُونجون لشقيقهِ تَزامُنًا معَ تقَدُمهِ نحوهُ مُفلِتًا يدَ سُوبين الذِي جَالت عينهُ نحوَ بُومقيو ، الذِي أخفظَ رأسهُ خَجلاً من الأعينِ التِي رأتهُ بَاكِيًا مع رفيقِ عُمرهِ
" أعذُرنِي يُونِي لاَكنِي فارقتهُ شهرًا كَاملاً دونَ خبرٍ عنهُ ، ليعودَ مليئًا بالجروحِ التِي قد تتركُ أثَرًا على بياضِ بشرتهِ ، أتظُن أنِي سأبتهجُ !!"
نَطقَ تَايهيون بصوتٍ تَعبٍ و مبحوحٍ إثرَ فترةِ بُكَائِه الأشبهَ بالطَويلةِ ، ليضمهُ يُونجون بِرفِقٍ يُطَبطِبُ علَى أسفَلَ ظَهرهِ كَنوعٍ منَ التخفِيفِ عَن ما يُبكِيهَ ، ليبتَسِم تَايهيون بخفةٍ وَاضِعًا وجههُ في عنقِ أخيهِ ليَتسَنَى لهُ تجَفِيفِ دموعهِ
" تَايهيُونِي .. نَحتاجُ أَن نَتحدثَ أنَا و بُومقيو و سُوبين ، أيُمكِنُكَ إعطائُنَا بَعضَ المِساحةِ؟ "
قَال يُونجون يُبعدُ تَايهيون عنهُ بخفةٍ ، الذِي تغيَرت ملامحهِ لأخرَى مُستفهمةٍ لاكِنهَا تغَيرت لأَخرَى تُعلِمُ يُونجون أنهُ تذَكر أمَرًا مَا
" صحِيح تذكرتُ أمرًا ! "
قَال جَاذِبًا نظرَ سُوبين و بُومقيو نحوهُ ، لاكِنَ تَايهيون نظَر لهُما لفترةٍ وجيزةٍ ثَم إقترَب هَامِسًا في أذنِ يُونجون
" إلتقيتُ بإيفلين قبلَ قليلٍ عِندمَا خرجتُ مع كَاي ، و قَد صرحتَ أنَهَا ليَست والدِتِي أو حتَى والدتكَ ، إنمَا والدةَ كَاي هيونغ "
قَال تَايهيون يُشاهدُ ملامحِ يُونجون التِي أظلَمت و إكتستَهَا الصدمةُ في ٱنٍ واحدٍ لينقلُ يُونجون بصرهُ نحَو تايهيون ليصيحَ بإنفِعالٍ مُبتَعِدًا عنهُ
" اللع.نة تَايهيون أتدرِكُ ما تقولُ ؟! أتُخبرِنُي أننَا لسَنا إخوةٍ !! نحنُ إخوةٌ من أبٍ مختلفٌ أنتَ أعلمُ بذلكَ!!"
تسببَ كلامُ يُونجون بإرتفاعِ حاجبِ سُوبين ، الذِي يبدُو أنهُ قَد فهمَ الحديثِ الذِي دارَ بينَ الأخوينِ
" يُونجون ؟؟ ألِي بلحظةٍ "
ندهَ سُوبين عليهِ بهدوءٍ يُخرجهُ من الصدمةِ التِي هُو فِيهَا ، لينظُر لهُ المعنِيُ بأعينٍ دامعةٍ صدمتَ كُل من حولهِ
" هيونغ أنَا-"
أرادَ تَايهيون تبرِيرَ موقفهِ لاكنَ يُونجون أوقفهُ
" لنتكلمَ لاَحِقًا ، لدِي شيءٌ لِفعلهِ غَادِر الٱن "
تكلمَ يُونجون بجفافٍ تامٍ و دموعٍ منسابةٍ من عيناهُ اللامعةٍ التِي تحوِي على المياهِ المالحةِ و الحاملةِ للنجومِ في ذاتِ الوقتِ، و يبدُو أنَ تلكَ النجومُ وُجدَت مَكَانًا فِي مُقلتاهُ وحدهُ ، فَقد زادتهُ حُسنًا و ٱُسرًا .
و إثرَ ذلكَ غَادر تايهيُون بعبُوسٍ مَأْتَمٍ عَلى ثغرهِ ، تَارِكًا سُوبين يقتربُ من يُونجون ضَاغِطًا علَى كتفهِ بخفةٍ تحتَ أنظارِ بُومقيو الذِي ودَ لَو أنهُ ذهبَ خلفَ رفيقهِ لاكنهُ بحالةٍ لا تسمحُ لهُ حتَى بالتحرُكِ براحةٍ على سريرهِ ، لاكنهُ بذاتِ الوقتِ رَغبِ بشدةٍ التحدثَ و التخفيفِ عن يُونجون الذِي بللَ خديهِ بلُؤلُؤِ دمعهِ
" هَل أخبركَ بشيءٍ عن إيفلينِ ؟؟ عَلى سبيل المِثال أنكمَ لَستُمَا إخوةً ...؟"
نَطقَ سُوبين بهمسٍ نحوَ أذنِ يُونجون ، الذِي نظرَ لهُ بِترَددٍ و إماءةٍ فَرت من ثغرِه الراجفِ ، ليُعَيدَ سُوبين الضغظَ بقوةٍ قليلةٍ على كتفِ يُونجون تَزامُنًا مع إلصاقهِ جبهتهِ مع رأسِ يُونجون هَامِسًا يرصُ على أسنانهِ
" ستأخذُ حقكَ ، أعدِكَ بذلكَ "
و بقولهِ لِكلامهِ إبتعدَ بعِيدًا عنَ يُونجون الذِي نظَر لهُ بعبراتٍ غزيرةٍ تكتسِي مخَارِجَ بُنيتاهُ، لينظُر سُوبين نحوَ بُومقيو الذِي نظرَ لهُ هُوَ الٱخرِ
" أنتَ ملزمٌ على القدومِ معِي "
قالَ سُوبين بصرامةٍ يصدمُ بومقيو و يُونجون
"لِ.لِمَا-"
أرادَ بُومقيو الإستفسارَ عن السببِ لاكنَ سُوبين قاطعهُ
" أتظنُ أنكَ فِي ٱمانٍ الٱنِ حتَى بعدَمَا تمَ خطفكَ ؟؟ اللع.نة ڨُيو لازلتَ مُحاطًا بمَن يبتغونَ أذيتكَ ، رغمَ تواجدكُ مع يُونجون الذِي يقدرُ حمايتكَ إلاَ أنكَ قَد تُسببُ خَطرًا لهيُونينغ و الفتَى و الفتَاة الٱخرانِ ! لِذَلكَ أطلبُ منكَ أن تأتِي معِي لتكونَ تحتَ حمايتِي أنَا و رفَاقِي و لا تَقلق يُونجون سيكونُ معكَ "
و نِهايةَ حديثهِ تنهدَ سُوبين بحِسٍ مهزوزٍ ، يكرهُ الوضعَ الذِي هُو بهِ و خاصةً يُمقتُ الحالِ الذِي بهِ يُونجون و بُومقيو بسببِ إمرأةٍ قَذرةَ الطبعِ
" إذَا ..؟"
سألَ سُوبين نَاظِرا نحوَ بُومقيو و يُونجون اللذانِ يتشركانِ الأنظارِ
" و مَاذَا عن تيونِي ..؟"
نطقَ بُومقيو بخفوتٍ و أعينٍ على وشكِ التغللِ بالدموعِ
" لا تَقلق لن أمنعكَ من رؤيتهِ "
بإبتسامةٍ قَال سُوبين يجعلُ من بُومقيو يتنهدُ بخفةٍ .


" أسرِع يُونجون فبُومقيو في حالةٍ خطرةٍ "
صَاح سُوبين الحَاملِ لبُومقيو المغشيِ عليهِ بينَ ذراعاهِ كمَا تُحملُ العروسُ تَمَامًا على يُونجون الذِي يمشِي بخطًا سريعةٍ نحوَ البابِ الخاصِ بالبيتِ ، و ماكانَ هذا إلا خطةً قامَ بهَا ثلاَثتهم ليستطيعُوا تشتيتَ تايهيون عن اللحاقِ بهمِ
" إلاهِي ماذَا حدث !!؟"
صاحَ تايهيون الذِي كَان يَجلسُ بجانبِ كاي و سُومي بفزعٍ و دموعٍ سريعةٍ الفرارِ لخوفهِ على بُومقيو
" لا تقلَق تايهيونِي ، سوفَ أتصلُ بكَ فوَر تحسنهِ "
نطقَ يُونجون سَرِيعًا يضعُ كفاهُ على كتفِ تَايهيون يُطمئنهُ ، ثُم غادرَ بسرعةٍ معَ سُوبين و بُومقيو دون تركِ مجالٍ لتَايهيون يإتِباعهم ، تحتَ بسمةِ سُومِي الخفيةِ و قلقِ كَاي على بُومقيو و تَايهيون المُنهارِ أمامهِ .
• • •

1239 words.

و أخيرا بارت جديد بعد شهر كامل!! على العموم حبيت أعايدكم بشهر رمضان المباركِ يلي أتمنى أنه كان شهر مليء بالحسَنات لكم! كمَا أنِي حبيت أنزل البارت فذا التاريخ بالذاتِ لأنه يصادف عيد ميلادي!!

أعتذر إذا لقيتو الكلمات مكررة هذا بسبب قلة المعلومات و كتابَتي السريعة للبارت ^^'

على العمومِ إستمتعوا بالبارت و قدموا له الحبُ و أنيرو النجمة في طريقكم أذ نال إعجابكم ، و اعذروني على أي خطأ أو جملٍ ملخبطةٍ ، و أشكركم على كلُ تعليقٍ لطيفٍ !!

لا تبخلوا بتعليمي عن ما لم تفهموه :)💗

إحظوا بليلةٍ / يومٍ هنيءٍ 🌟

باهِتُ المُقلتانِ || YBGحيث تعيش القصص. اكتشف الآن