أردفَ يونجون بصدمةٍ ، ألم يكن هذا بومقيو الذي كان ينفرُ منهُ كلما حادثهُ ؟ ألم يتجادلى ليلةَ البارحةِ ؟ لما يبكِي على صدرهِ الٱنَ ؟ و لما الضمداتِ تُغطِي ملامحَ وجههِ ؟ مالذي يحدثُ ؟!
لم يلفت يونجون إلا اللاصقَ الذي تحتَ عينا بومقيو ، شعرَ بخوفٍ لوهلةٍ ، حمدَا للربِ أن عيناهُ كلاهُما سليمةٌ
" إهدىء كلُ شيءٍ بخيرٍ "
لم يسعهُ سوا عناقهُ و اللعبَ بأناملهِ على فروةِ رأسهِ ظنًا منه أنها قد تُهدأهُ قليلاً ، و ذاك ما زادَ إلا ألما لبومقيو الذي إنهمرت مياهُ عيانهُ أقوَى تتبعُها شهقاتٍ أقسمَ يونجون أن الحُزنَ يُسمعَ بوضوحٍ فيهَا
" و الربُ أنِي لن أمِسَكَ بسوءٍ ، فل تُبعد الرجفةَ عن جسدكَ و الدمعَ عن مُقلتاكَ أرجوكَ "
أردفَ بإنفعالٍ خفيفٍ ، لم يعرف مالكلِماتُ التي ينتقِيها ليُهدئَهُ فهُمَا ليسَا رِفقةً حتى !!
ثم ... تلقى دفعةٍ تحمِلُ قوةٍ خفيفةٍ أدت دورِها في إبعادِ التلاحمِ الحاصلَ بين أجسَامهم .
"ٱسفٌ ، فقط إحتجتُ لمَا يمتصُ دَمعِي الذَي إشتهى الفِرارَ بسرعةٍ "
مررَ يداهُ تحتَ جُفناهُ يمسحُ تلكَ المياهُ التِي كان يذرِفُهَا ببطىءٍ شديدٍ ، كأنهُ يريدُ إصالَ أن الألمَ لازالَ يكتسيهِ ، يريدُ البُكاءَ لاكنَ الشخصَ أمامهُ ليسَ من يثقُ فؤادهِ بهِ ليبكِي حدَ الشبعِ ، أنه ليسَ تايهيون.
" اووه"
لم يُرِد يونجون أن يسألهُ سببَ اللصقِ الذي يملأُ حُسنَ وجههِ ، أو حتى قدومهِ إلى منزلهِ فالأصغرُ سِنًا يُبغِضُ فكرةَ التدخلِ بما يخصهُ ، هذا ما إستنتجهُ من مشاجرةِ البارحةِ ، فذلكَ سببِ تلكَ الأووهِ الصغيرةِ .
فركَ بوميقو بين حاجِباهُ بإرهاقٍ تامٍ ، يكرهُ ما يخضوهُ من أحداثٍ فهذا كثيرٌ بحقٍ على عاتقهِ .
" أعلمُ أنكَ تتسائلُ عن عدةَ أشياءٍ الٱن ، فقط .....إطرحَ ما تُريدُ رجاءًا دونَ إسألةٍ شخصيةٍ "
تنهدٍ ثقيلٍ غادرَ حلقهِ .
يكادُ يونجون سماعَ الحزنُ بوضوحٍ من تلكَ التنهيدةِ القصيرةِ ، فقطَ لما الكمدَ يا جميلَ العينَ ، لما الكرَب مرسومٍ في ملامحكَ ، بحقٍ ماذا فعلوا بِكَ ؟
كل تلكَ التساؤلاتِ كانت تدورُ دونَ توقفٍ في ذِهنِ يونجون
" مالذي أتَى بِكَ إلى هُنَا ؟ كيفَ تعرفُ منزلِي ؟ "
أرادَ إخبارهُ بشيءٍ ٱخرٍ
" عليكَ تغييرِ الضمادتانِ اللتانِ تحتَ عيانكَ فقد بللتهَا دموعُكَ .."
بترددٍ شديدٍ قالَ ، خافَ أن ينفعِلَ الٱخرَ عليهِ الذِي نظرَ لهُ بكِرستالتهِ العالقةِ فِي عينهِ ، فقد تذكرَ اللَصقِ و سببهِ .
" أتيتُ إلى هنا .. لأجلِ تنظيفِ منزلكَ بطلبٍ من إحداهُنَ ... و شُكرا سأحرِص على تغييرِها عند عودتِي للمنزلِ "
توسعتَا حدقتَا يونجون بصدمةٍ
" أنا لن أجعلكَ تُنظِفُ منزلِي لأجلِ أن إحداهنَ قادتكَ لهنا ، ما هذا السُخفِ بحقِ الألاهِ !! أنا لم أطلب خادمٍا !!"
إنفعلَ بالذِي نزلت منهُ دمعةٍ خفيفةٍ من تلك التي كانت عالِقةٍ في عيناهُ ، الذي إنتبهَ لها يونجون بفعلٍ ليقضِمَ شفتاهُ بندمٍ على إبكاءِ تلكَ الجمِيلتانِ
" فقط دعنِي أقومُ بذلكَ أو دعنِي أُغادِر و لن ترانِي ثانيةٍ "
بهزةٍ و حُرقةٍ نطقَ ، يدِعي أن يدعهِ يونجون يقومُ بما جاءَ لأجلهِ لا يريدُ العودةِ دون مالٍ .
" أيُمكِنني معرفةَ إسمكَ ؟"
لا يعلمُ يونجون لِما دقَ قلبهُ بحزنٍ لحالِ الٱخرِ ، أرادَ معرفةَ لما الخوفَ إجتاحَ جسدهُ و رجفَ بخفةٍ
" بومقيو "
بخفوتٍ أجابَ
" و أنا يونجون"
تبسمَ قلِيلاَ قبلَ أن يردِفَ
" أنا لن أُتعِبَكَ كون أن الطريقَ كان طوِيلاً ، أنت فقط إجلس هنا سأُحضِرُ ضمداتٍ أخرَى "
لم يُعطِي مجالاً لسماعِ ردِ الٱخرِ الذِي أرادَ الرفضِ ، لأن يونجون قدَ سَارت قدامهُ لإحضارِ ضِمادًا ٱخرَى بالفعلِ .
ظلَ بومقيو يشاهدُ خُطاهُ المُتجهةِ نحوهِ
" فلتجلِسَ لأقومَ بتغييرِها "
هدوءٍ بانَ في نبرةِ صوتهِ تتبعُها طيفُ إبتسامةٍ لعلَها تُطمإِنُ الٱخرَ ليُجلسَ كِلاَهُمَا على الأرِيكةِ ذات اللونِ الرمادَيَ .
حطت يدَى يونجون على خدَى بوميقو يُبعدُ تلكَ الضمادةِ المبللِة تحتَ أنينِ بومقيو الخافتِ فجلدهُ يحرقهُ بعد نزعَ تلكَ الضمادةِ اللاصقةِ .
" ٱسفٌ لا مقصدِ لِي بإذائِكَ "
الحنيةُ تجمعت في صوتهِ و الرقةِ إنضمت هي الأخرَى، و فور ما أبصرَ تلكَ الحروقِ شهقَ بخفةٍ ، ليُغمِضَ بومقيو عيناهُ بشدةٍ يشتمُ نفسهِ على السماحِ ليونجون بتغييرَ الضِمادَ لهُ
" لا تسأل سببَها أرجوكَ "
أردفَ بغضبٍ طفيفٍ يمنعُ يونجون من سؤُالهِ عن أي شيءٍ يخُصُ الحروقَ .
بلعَ المعنِيَ لُعابهِ بخفوتٍ ، ما إن نزعَ تلكَ الضِمادَ حتى وضعَ بعضَ المرهَمِ على تلكَ الحروقِ لَعلها تِخفُ إلامَ صاحبِها
" إنهيتُ ، أتريدُ الأكلَ ؟"
طلبُ يونجون كان مُغرِيا للذِي أومَأ بترددٍ خفيفٍ ، بعدِها ذهبَا نحوَ المطبخِ ، يُشبِعانِ تلكَ البطونِ الباحثةِ عمَا يسُدُ جوعِها .
•
•
•
نظرَ سوبين نحوَ مينهوُ بصدمةٍ ، لما ، فقط لما عليهِ العودةِ هناكَ
" يااا ، مينهو أنا لن أذهبَ هناكَ ، بحقِكَ أأنت تعبثُ معِي ؟"
غضبَ بشدةٍ من فكرةِ الرجوعَ هناكَ ، يكرهُ مسقطَ رأسهِ بإستحفالٍ ، فما يسعهُ إلا أن يصرُخَ بمينهو الذي جَفِلَ لكثرةِ الغضبِ الذي تلقاهُ من سوبين
" إ.إنها أوامرٌ من والدتكَ ، كما أنها هناكَ تحتاجُكَ في أمرٍ ما "
هذا ما قالهُ مينهو لسوبين الذي إمتعضَ أكثر من السابقِ ، ليضربَ زجاجَ السيارةِ بقبضةِ يدهِ أقسمَ فيليكس أنَ الزجاجَ كان على وشكِ التشكلِ لقِطَعٍ صغيرةٍ .
ليَعُمَ الصمتِ داخلَ السيارةِ بعدمَا إرتعبَ جميعُ من كانَ داخِلَها .
•
•
عندَ وصولِهم لحيثُ يعيشُ جميعُهم في تلكَ الفِيلاَ التي تكادُ تتشابهُ مع ضخامةِ القصرِ ،خرجَ سوبين من السيارةِ يمشِي بخطواتٍ ثقيلةٍ واضِعًا يداهُ في كِلاَ جيباهُ يغوصُ بِبُحيرةِ الأفكارِ بعُمقٍ
دخلَ الفِيلاَ بعدمَا إنتزعَ حذائهُ ذو السوادِ القاتمِ ، تليها تلكَ القُفزاتِ الذي تحملُ اللونِ ذاتهِ الذي شُوِهَ بالنمقِ الحُمرِ و شذاهَا .
صعدَ لِغُرفتهِ مُتخِذًا خطاهُ نحوَ دورةِ المياهِ لُيبعدَ ما هو مُغطى بالدماءِ ، لينتشلَ مُعطفهُ أولاَ
" تبًا ، كيفَ تلطخَ هو الٱخرَ "
هسهسَ بضجرٍ ، لينزعَ القميصَ عديمَ الكَمِ ذا الغَمِ الأبيضِ الذي أصبحَ مُبقعًا بالأحمرِ ، مُبرِزًا شحوبيةَ وشىَ بشرتهِ مع القليلَ من تلكَ العضلات التي زادتهُ فخامةٍ مع حُسنهِ .
بعثرَ شُعيراتهِ الصفراءِ و نظرَ لجسدهِ الذي تحِيطهُ بقعَ باهتةَ الحُمرةِ ، يبدو أن الدماءَ كثيرةَ لدرجةِ إغراقِها لتلكَ الملابسَ و ما تحتِها .
أطلقَ تأوهٍ مُرتاحٍ فورَ ملامسةِ جسدهِ للمياهِ الدافئةِ ، أكملَ بعدَ مُدةٍ ، ليُغطِي جُثمانهُ بشورتٍ أزرقَ الخَضَبَ ذو درجةٍ داكنةٍ أخفَى بهِ وركاهُ ، فوقهُ قميصٍ طويلٍ غارقٌ بالكنَى الأسودِ عليهِ بعضِ الرسومِ مُتعددةٍ في غَمرِهَا .
ليذهبَ إلى شُرفةِ الغُرفة تارِكًا الريحَ يلعبُ بِخصلاتهِ كمَا يحلوُ لهُ ، أخرجَ سِيجارةٍ يُشعِلُهَا بهدوءٍ ، ليمتصَ هوائِهَا ذو الرِيحِ السامِ و الطُعمِ المُرِ ، أنه يعجبهُ بشدةٍ ، ليقفزَ بخفةٍ جالسًا في الطرفِ الٱخرِ على حافةِ الشُرفةِ يتأملُ المسافةِ المتوسطةِ التي تقودهُ للأسفلَ ، بات منظرُها مغريًا لهُ للقفزِ ، لاكنهُ ألسقَ نظرهُ يُشبعهُ ببهاءِ القمرِ الضاءِ بلؤلؤاتهِ في السماءِ يُجملُهَا بخيوطهِ البيضاءِ الحسناءِ .
" أياليتكَ إنسٌ يا جميلَ المنظرِ ، أُخاطِبُكَ عما يحرقُ داخِلي و تُبعدهُ بكلماتكَ الحلوةِ و زينتكَ الخلابةِ لكنتُ أسعدَ من تلكَ النجومَ التي تُحِيطُكَ ، محظوظةٌ هيَ "
عذبٌ صوتهُ ، يكادُ القمرَ البكاءَ لما تلقاهُ من مدحٍ ٱسرٍ يصفُ حُلَتهُ ، ليُحققَ له رغبتهُ بأن يُصبحَ إنسًا على هيئةِ شابانِ ، إحداهُما تأكلَ الشجَى بهجتهُ ، و الٱخرَ يريدُ إعادتِها ليُبصرَ اللمعَ في عيناهُ .
• • •979 words.
عيدُ أضحَى مباركًا لكم أجمعينَ !! أتمنى أنكم قضيتم وقتًا مُحببا مع أحبتكم 🤏🏻
كمية السرد فذا البارت كثيرة ، فإستعملت مصطلحات أخرى بدل التِكرار خصوصا كلمة لون فالجزء الثانِي أتمنى أنكم عرفتو معناها أثناءَ القراءةِ ^^
عمومًا قدموا الحبَ للبارت و أنيرُو تلكَ النجمةِ اذا نال إعجابكم :)
أعتذرُ عن التنزيلِ المُتأخرِ و عن أي أخطاءٍ أو جزئياتٍ مُشوشةٍ فل تُعلمُنِي عنها لأتنجبَ تكرارِها 💟
لا تبخلو بتعليمي عن ما لم تفهموه 🫶🏻
إحظو بليلةٍ/ يومٍ هنيءٍ 🌟
أنت تقرأ
باهِتُ المُقلتانِ || YBG
Hayran Kurgu" لِما يجتاحُ الشجَى بصرِيتاكَ و تحطُ الرجفةَ بدنُكَ ؟" " ما مسكَ من حدثٍ فيما سبقَ ؟ " " مُجردُ مرضٍ زائِلٍ مع مرورِ الزمنِ مالمخيفُ في الموضوعِ " ثلاثةُ شبانِ تحتَ إسم عائليٍ واحدٍ لا تنصهُم علاقةُ قرابةٍ يتعرفونَ صدفةً بسببِ أعينِ أحَدهم التي تح...