"بومقيو أرجو منكَ أن تترُكَ كلماتكَ تلكَ لكَ فهي لا تزدنِي إلا لوعةً لحالِكَ أُنظر إليكَ تبكِي عيناكَ وجعًا شديدًا بعيدُ البُعدِ عن الخفةِ أطلُبُكَ أن لا تُرهُقَ لُبًا كارِهًا لحَالِكَ هكذا "
نبرتهُ كانت مُعاتبةٍ مُهتزةٍ فحتى مُقلتاهُ ذرفت دمعًا يُمقتُ بشدةٍ رؤيةَ مياهَ بصريتَا رفيقهِ المُتؤَلِمُ فالحياةُ قاسيةٌ تجاهَ رقيقِ مِثلهُ ليتهَا تُقدِرُ كلمةَ " رِفقًا " اي لتُرفقِي بعبدِ الرَبِ لا قسوةً ولا حُقدًا عليهِ ..
" و الربُ يا رقيقُ إنِي لا أشتكِي شيئًا إلا الوجعَ فهل تُشيحهُ عني؟"
خاطب بومقيو تايهيون ببحةٍ كونهُ كان يذرفُ الدموعِ قبلاً ليستنشقَ تايهيون ماءِ أنفهِ لينطقِ بلُينٍ
" إلاهي ، يا رفيقي العزيزَ إذ طلبتَ النجمَ لحصلت عليهِ في يداكَ ، لِتعلم أني هنا و إن شُقت الأرضُ تُبعدُنا عن بعضٍ ، و أنت عالمٌ أني حاولتُ إشاحةَ الغَمِ عنكَ لاكن لا قوةٍ لثغرِي على الحديثِ فالكلماتُ تُحبسُ في طرفِ لِساني تخجلُ الخروجَ فالحزنُ في ملامحكَ مؤلم و بشدةٍ على قلبي أن يتحملَ شِبرًا منها ما بوسعِي إلا أن أدعو الرب أن يُرسلَ لك من تحتمِي بهِ او حتى بهم فرِقَتُكَ و لَينُكَ تحتاجُ أيادٍ تُقدرهَا أكثر من العبادِ التي تُحيطُ دائِرتكَ"
إحتضن تايهيون جسد بومقيو بين يداهِ التي تُقربهُ لصدرهِ مُستمِعًا لشهقاتٍ خفيفةٍ هادئةٍ لتُرتسمَ البسمة في ثغرهِ مُقهقِهًا .
"أيا ذارفَ الدمعِ كم أكنُ حبًا لإنفصامُكَ مراتٍ تُخبِىءُ الكَدرِ بغطاءُ الصلابةُ و إن إشتد الحديثَ بكيتَ أيالكَ من لينٌ و الدنيا قاسيةٌ عليكَ "
قالَ تزامُنًا مع وقوفهمِ سوِيًا حيث أحاط تايهيون خصرَ بومقيو من الجانبِ ليساعدهُ على المشيِ و كردةِ فعلٍ منه أسقطَ رأسهُ بكتفِ تايهيون ليسترخِي أكثر بعد هدوءهِ من نوبةِ نِياحهِ .
•
•
إقتضى يونجون ما بغتهُ معدتهُ الجائعةُ من أكلاتٍ خفيفةٍ مُسليةٍ و بعضٍ من الأشياءِ التي تُطبَخُ على النارِ لتُقابلَ عيناهُ تلك المقلتان الباهتةِ مجددا لاكنها قد صُبغت بحُمرةٍ متوسطةٍ إذ يعني أنَها سَبقٕ و أخرجت مياهٍ مالحةٍ حزينةٍ فلو كانت سعيدةٍ لتلألأت حباتُ السُكرِ في تلك الخطوطِ اليابسةُ المرتاحةِ على خدهِ لتوسَعَ بسمتهِ فورَ لمحهِ لِطَيفٍ قصيرِ القامةِ ذو العينانِ الواسعةِ اللامعةِ تايهيون ،لنقل إنهم إخوةٍ غير شقيقانِ ...
"تايهيون~ٱه أيا عسليَ العينُ إشتقتُكَ "
إستقرت لمعةٌ بيضاءٌ حسناءٌ في عينا كلاهِما ليُجلِسَ تايهيون بومقيو في أحدِ الكراسِي التي قابلتهم أثناءَ سيرِهِم لينقضَ على يونجون بعناقٍ يا عُمقِهِ .
"يونجوني هيونق إشتاقَ فؤادِي لكَ و تاقت الأعينُ لتُبصُرَكَ ٫ حرامٌ عليكَ تُطيلُ غيابكَ عني "
أيتغنجُ ؟ فتلك النبرةُ كانت لطيفةٍ طفوليةٍ رسمت البسمةَ على يونجون و بومقيو الذي أراح رأسهُ على فخداهُ يُريحُ عيناهُ الحارقةِ، تَعِبٌ هو أتلومونهُ ؟
"لطيفِي أُعذُرنِي شتتنِي الحياةَ عنكَ لتجعلنِي بمنظرِ الشقيقِ القاسِي حاصرتنِي و أرغمتني على عدمِ إبصارَ ملامحكَ الجميلةِ أو حتى سماعِ صوتكَ اللطيفِ كان الأمرُ صعبًا تيونِي ٫ ٱسفٌ "
طبعَ يونجون شفتاهِ الكرزيةِ على خُصلاتِ الذي يحتضِنهُ بشدةٍ
" قد كبرتَ و زادَ طولكَ ألطيفي أذكرُ أنكَ كنت ضئيلَ الحجمِ و أرجوكَ أشحِ عبوسكَ حتى لا تنقضَ أصابعِي على خدودِكَ "
أنهى كلامهُ بقهقهةٍ صغيرةٍ على حُسنِ أخيهِ الذي إبتسمَ و إتكىءَ برأسهِ على كتفَ يونجون الذي كانت عيناهُ تتجولُ على بُنِيَ الشعرِ الحاضنُ لنفسهِ .
" ألست أنت من حادثني بفضاضةٍ قبلَ قليلَ ؟"
نبرةٍ جافةٍ مُتسإلةٍ غادرت شفتاهُ ليرفعَ المعنيَ رأسهُ ساخِرًا
"أسألُ الإلاهَ لما تُحبَ التطفُلَ على غيركَ "
إبتلعَ تايهيون لعابهِ الذي تسلل بخوفٍ داخل حُنجرتهِ فيونجون الغاضبُ شيءٌ يصعبُ إرضائِهِ ليترنحَ جانِبًا فقد تلقى لدفعِ بقوةٍ .... لن يكونَ الوضعَ بخيرٍ هذا ما خافهُ كون أن بومقيو مزاجِيٌ و جدا و يونجون هنا كثيرُ الغضبِ ، ثانيةٌ، لا نصفهَا ليلقى يونجون يشدُ بومقيو من ياقتهِ .
"أيا شائكَ اللسانَ و عديم الإكتراثَ بمشاعرِ الغيرَ ما بَالُكَ بحقٍ ؟ أولاً سألتكَ عن حالكَ لأنه لا يروقُ لي رؤيةَ شخصٍ مُتأذٍ فلا يسعُكَ إلا أن تردَ عليَ بحنُقٍ ؟
تجاهلتُكَ فحسب و الٱن بكل إزدراءٍ تسخرُ مني ؟ أيالكَ من بشعِ الخُلُقِ !!"
صرخَ به ممتعضًا إستفزهُ بشدةٍ أراد طبعَ أنامِلَهُ على خدهِ يلسعُها تارِكًا أثرا عليها لم يقدر فقد كان بومقيو...يضحكُ ؟
أقسمَ يونجون بدواخلهِ أنهُ مُنفصِمٌ و لم يزد ذلك إلا حُرقةٍ لِدمائِهِ .
" أنت بشعُ الخلقَ يا هذا تحشِر روحكَ بالغيرَ ليس و كأن كل غريبٍ سيبتسمُ لكَ و يُجاريكَ بما تكلمتَ !!أعطِي كرامةٍ لنفسكَ و إذهب و أُتركني بحالِي حتى لو كان صديقي أخًا لكَ فلا نفسٍ لي لمُقابلتِكَ!!"
جَهرَ هو الٱخر أعني هو ليسَ بمُخطِىءٍ ما فعلهُ سِوا الدفاعَ عنهُ ، أوليسَ صحيحٌ ؟
"هه ، لستُ ميتًا على رؤيةِ ملامحكَ البشعةِ فقط لِتعلم أني سأحرصُ على عدمِ إلتقاءِ تايهيون بِكَ إذا كل ما تفعلهُ هو الغضبُ دون دافعٍ هكذا "
لو أخبرتكُم أن يونجون كذِبَ أثناءَ قولهِ ملامحكَ البشعةِ أستُصدقونِي ؟ فهو أبصرَ العديدَ برونقٍ يا كثرهِ لاكن لم يُبصر بهاءٍ كخاصةِ بومقيو هُنا .
أأتكلم عن الحدةُ في عيناهُ السودويتانِ التي تنافسُ الليلَ لشِدتها أو أصفُ لكم ذاك الأنفِ الحادِ المرسومِ بدقةٍ أو تلكَ الشفتانِ الزهريةِ الخافتةِ الناعمةُ المشابهةِ لخصلاتهِ البُنيةِ التي نالت تلكَ النعومةِ هي الأخرى.
بالرُغمِ من أن السوادَ قد غطى تلكَ السماءِ تُصَعِبُ الرؤيةَ إلا أن الفلاش الخفيفِ الصادرِ من هاتفهِ أراهُ تلكَ التقاسيمِ الحسناءُ التي الٱن وُضحت لهُ كونهُ على مقربةٍ منهُ ، جميلٌ و المبدعُ في تصميمهِ لم يكن سوا الرَبِ كأنهُ إنتقى ملامحهِ تلكَ حُبًا فيه لِيغدو منافسًا الغيرَ بحُسنهِ .
و هل يدري أنه حركَ قلبَ بومقيو بخوفٍ من كلماتٍ لا يعلم إن كانت صحيحةٍ أو لا ؟ فكرةُ أنه قد لا يرى تايهيون أرعبتهُ فلا شخصًا غيرهِ يُنجيهِ من بكائِهِ و لا أحدًا بخلافهِ يرسمُ الضحكةَ على ملامحهِ ، أحقًا سيسلِبه منهُ؟ إذا كان صحيحا فهو مستعِدٌ للإعتذارَ فقط لسبيلِ مرافقةِ تايهيون طول حياتهِ .
"و لما قد تحرمني من صديقِي يا هذا ليس و كأنه دميةٍ بين يداكَ "
يتعالى رغمَ خوفهِ قويٌ هو و حساسٌ بشدةٍ يا جُملهِ .
"ليس لك دخلٌ بما قد أفعلهُ لأمنع شقيقي من رُؤيتكَ لتكن مُهذبًا و لن يحصلَ ذلك يا فتى "
يهددُ كذبًا يا خُبثهِ لقد أحسَ أن بينهُ و بين شقيقهِ تلك الرابطةُ المبنيةِ على المودةِ و المحبةِ فكلا الطرفانِ يرفضانِ البُعدَ عن بعضٍ فهو أرادَ فقط إخافتهِ و إصلاحِ طباعهِ ليس إلا .
•••
911 words .أعتذر عن التأخرِ فقط إنشغلتُ قليلا بالدراسةِ و لم يكن لديَ الشغفُ الكبيرِ للكتابةِ .
رجاءًا قدموا له الحبُ إذ نال إعجابكم :)
لا تبخلو بتعليمي عن ما لم تفهموه 🫶🏻
إحظو بليلةٍ/يومٍ هنيءٍ 🌟!
أنت تقرأ
باهِتُ المُقلتانِ || YBG
Fanfiction" لِما يجتاحُ الشجَى بصرِيتاكَ و تحطُ الرجفةَ بدنُكَ ؟" " ما مسكَ من حدثٍ فيما سبقَ ؟ " " مُجردُ مرضٍ زائِلٍ مع مرورِ الزمنِ مالمخيفُ في الموضوعِ " ثلاثةُ شبانِ تحتَ إسم عائليٍ واحدٍ لا تنصهُم علاقةُ قرابةٍ يتعرفونَ صدفةً بسببِ أعينِ أحَدهم التي تح...