مَرت ساعةٌ ، سَاعتان و تَوَالت السَاعَات و قَد فَاقت مَنصفَ الليلِ بالفعلِ و لَم يَرنَ هاتفُ تايَهيون ، يكادُ يتقَيأُ من الجزَعِ الحافلِ الذِي ينتابهُ ، فالرجفةُ تملأهُ كَاملاً من الأعلَى الَى أخمضِ قدميهِ ، و عيناهُ تكادُ تجفُ لفرطِ المياهِ التِي هَطلت مِنهَا ، و وجنتاهُ و ما يصطَحِبُهَا من بهاءٍ سَواءَ ثغرهِ الثخينِ أو أنفهِ اللطيفِ فَقد إتخَذت الورودُ الحُمرِ مَكانِها تُطلقُ غَمرِهَا النضيرِ هُناكَ ، تزيدهُ حُسنًا فوقَ حُسنهِ.
" هيُونغ ... أرجَاكَ أن تُخففَ من قلقِكَ ، أنا متأكدٌ أن لا شيءَ أصابهُ ، فهو رفقةُ سُوبين و يُونجون هيونغ.."
قَال كَاي كَمحاولةٍ بائسةٍ عديدةٍ التخفيفِ عنِ الخوفِ المُوحشِ الذِي يتخذهُ جسدَ تايهيون أمامهُ
" كَيف لي ألا أقلقَ و أنا لم أُلاقيهِ إلا صبيحةَ اليومِ !! ثُ- ثُمَ أراهُ خائِر القِوَى بينَ أيدِي سُوبين و ي.يقوُل أنهُ في ح.حال.ةِ خَطرةِ-.."
و فورَ إنهاءِ تَايهيون لكَلِماتهِ أجهَش بَاكِيًا ، تُغادِرُ الشَهقاتَ الأليمةِ سِماتَ ثغرهِ ، تُؤلم كَاي بشدةٍ يَجعلُ من يداهُ تحتوِي تَايهيون أكثَر فأكثَر علهُ يَكفُ عنِ بُكائِه و لَو قَلِيلاً..صَدى صوتُ رنينِ الهاتفِ الذِي كَان تايَهيون يشدُ عليه بقوةٍ بينَ أناملهِ الراجفةِ ، جفلَ تايهيون قَلِيلاً لاكن سُرعان ما رفعهُ قِبال وجههِ إلاَ أن كَاي أخذهُ يردُ نيابةً عنهُ يزيدُ من عبوسِ تايهيون أكثرَ من سابِقتهِ
" مَرحبًا ..؟ تايهيون ؟؟"
وُضِح صوتُ يُونجون الهادىءِ من الجهةِ المقابلةِ
" مَرحبًا هيونغ .. هذا انا هيونينغ.. إن تايهيون هُنا بجانبِي .. إنهُ يبكِي منذ رحيلكم .. هل بُومقيو هيونغ بخير ؟؟"
تَكلم هُيونينغ بنبرةٍ أشبهَ بالهمسِ ، فلم يقدِر السيطرةَ على رجفتهِ هو الٱخر ، يَجعل من يُونجون يزُم شفتيهِ مُتنَهِدًا تَاركًا المجَال لدموعِه بالتشكلُ فِي أطرافِ عيناهِ
" أخبِر تايهيون أنَ بُومقيو بأفضلِ حالٍ وَ أن يَقلق .. سيغيبُ عن المنزلِ لبعضِ الوقتِ لاكن أعِدُكُما أنِي سأُخبِركُمَا بكلِ شيءٍ حسَنًا ..؟ تُصبحانِ على خيرِ و أنتبِهَا جيدًا لأنفسِكُما ..!!"
أَنهَى يُونجون حديثهُ مع هيونينغ الذِي نقلَ نظرهُ لتايهيُون المُغطى بالمياهِ في ملامحِ وجههِ ، يجعَل من كَاي يضمهُ أكثرَ نحوهُ
" فالتهدىء حسَنًا ..؟ أنهُ بخيرٍ .. هَيا لنصعد للأعلَى حَتى تنالَ بعضًا من النومِ فأنت مرهَقٌ و ملامحكَ تُظهرُ ذلكَ "
تبسمَ هيونينغ ٱخر حدِيثهِ يجعَل من تايهيون يبتسمُ هو الٱخر ، لاَكنهُ غَفى فورَ مَا أغلقَ عيناهِ العسليةِ ، فمَا هُو إلا بَاكِيًا و مُرهقًا إلا في جالِ رفيقهِ الأحبِ ، ليصدِر كَاي ضحكةً صامتةٍ حَامِلاً تايهيون بينَ يداهِ يحطهُ في غرفتهِ ، مُكمِلاً طريقهُ هو الٱخر لغرفتهِ ليحظَى بقِسطٍ من الراحةِ .
غَير أبهِين للتِي تتجولُ في أنحاءِ البيتِ ، تلتقطُ لهُ صُورًا و تفتحُ الأدراجَ باحثةً عن شيءٍ مَا...
•
•
•
فَور مَا أقفلَ يُونجون الخطَ مع هيونينغ أجهَش بَاكِيًا ضَامًا قدماهُ نحوَ صدرِه يُطلقُ العنانَ لشهقاتهِ التِي إخترَقت مسامعَ سُوبين و بُومقيو أمامهِ ، ليتقدمَ سُوبين نحوهُ يضعُ كفهُ علَى كتفهِ يشَد عليهِ ببطىءٍ ، يجعلَ من العبوُس رَفِيقًا لثغرِ بُومقيو لِتسقُط دمعةً تليهَا ٱخرَى عَلى نعومَة خدهِ جَاعِلاً من سُوبين يتنهدُ بحنقٍ علَى البَاكيانِ أمامهِ
" إلاهِي.."
بِهمسٍ متؤلِمٍ تحدثَ سُوبين يرفعُ رأسهُ إلَى الأعلَى ، أرادَ الصُراخَ و البُكاءِ إلا أن تجفَ المياهُ في نواعسهِ و يباتُ صوتهُ غير مَسمُوعًا ..
لاَكن لا .. لا يُمكنهُ
" لِتحضيَا ببعضِ الراحةِ ، تُصبحانِ على خيرٍ"
قَال سُوبين ، نَاظرًا لَهُمَا بملامحٍ مرهقةٍ إستطاعَ يُونجون رُؤيتَهَا بَعدمَا هدىءَ من بُكائهِ ، لِيهم سُوبين خَارِجًا يَترُكَهُما في الغُرفة ، التِي من حسنِ الحظِ أنهَا تحوِي على سرِيرينِ مُنفصِلان عن بٕعضَهِمَا ، و ذَلك تركَ مشاعرِ الراحةِ الغامرةِ تحوِي كِلا من بُومقيو و يُونجون
" تُصبح على خَير بُومقيو.."
قَال يُونجون بصوتٍ مُتعبٍ و متبسمٍ ، فكتلةِ الظرافةِ أمامهِ لعَبت دَورًا في رسمِ البهجةِ الحُلوةِ على ثَغرهِ، فالملابسُ التِي يرتَدِيهَا بُومقيو مَا كانت إلاَ خاصةَ سُوبين الوَاسعةِ ، أظهرتهُ بمنظَرٍ لطِيفٍ للغايةِ .
و ما زادهُ لباقةً سِوا الحُمرةِ الخفيفةِ التِي نتجَت عَلى تقاسِيمهِ جراءَ بُكائهِ زَادتهُ بهَاءٍ عَجزت فيه حرُوفِي و مُصطلَحاتِي اللغوَية عن وصفهِ ..!!
أنت تقرأ
باهِتُ المُقلتانِ || YBG
أدب الهواة" لِما يجتاحُ الشجَى بصرِيتاكَ و تحطُ الرجفةَ بدنُكَ ؟" " ما مسكَ من حدثٍ فيما سبقَ ؟ " " مُجردُ مرضٍ زائِلٍ مع مرورِ الزمنِ مالمخيفُ في الموضوعِ " ثلاثةُ شبانِ تحتَ إسم عائليٍ واحدٍ لا تنصهُم علاقةُ قرابةٍ يتعرفونَ صدفةً بسببِ أعينِ أحَدهم التي تح...